أخيراً فعل مورينيو شيئاً يستحق المشاهدة

بعد سنوات كثيرة من فشل المدير الفني البرتغالي جوزيه مورينيو، في تقديم شيء ممتع بالشكل الذي يريده جمهور كرة القدم حول العالم، كان من الرائع حقاً أن نرى المدير الفني «الاستثنائي» أخيراً وهو يقدم شيئاً يمكن مشاهدته على نطاق واسع، ففي الأسبوع الماضي شارك المدير الفني السابق لمانشستر يونايتد في ركلة بداية مباراة لهوكي الجليد بروسيا بين فريقي أفانغارد من مدينة أومسك وفريق وسكا من مدينة بطرسبورغ. وبينما كان مورينيو يستعد لمغادرة المكان، تحرك البساط من تحت قدميه ليسقط على الجليد قبل أن يساعده لاعبو الفريقين من أجل النهوض.
بحلول اليوم التالي واجه مورينيو حكماً قضائياً بالسجن عاماً في إسبانيا، لإدانته بالتهرب الضريبي، لكنه توصل إلى تسوية تم بموجبها استبدال عقوبة السجن لمدة عام بغرامة مالية قدرها 182.500 يورو ستضاف إلى غرامة منفصلة قيمتها مليونا يورو. وقد صنف أحد البرامج سقوط مورينيو في روسيا على أنه السقوط الأكثر دراماتيكية في عام 2019. والآن، من المحتمل أن تكون أنت أيضاً قد شاهدت مقطع الفيديو الذي سقط فيه مورينيو أكثر من مرة، فأنا شخصياً مسؤولة عن سبعة أو ثمانية آلاف من عدد مرات مشاهدة الفيديو الذي وصل إلى عدد هائل من المشاهدات.
لكن السؤال الذي يطرح نفسه الآن هو: بماذا يمكن أن يُنذر هذا السقوط؟ وفقاً لأحد العاملين في روسيا، فإن مدينة بالاشيكا معروفة بأنها تعاني بشدة من أبخرة القمامة، وبالتالي ما الذي دفع مورينيو لقبول الدعوة والمشاركة في ركلة البداية لمباراة في هوكي الجليد في روسيا؟ ربما يكون السبب هو حصوله على بعض الأموال للمشاركة في هذا الحدث، أو ربما لأنه أراد عند نقطة معينة أن يربط مصيره بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين! وربما لو ولد مورينيو في مكان آخر غير البرتغال لرأيته الآن يحصل على امتياز لاستخراج المعادن من جبال الأورال أو أي شيء آخر من هذا القبيل، لكي يبني شيئاً كالحاً ومتجهماً وحزيناً، لكنه غير مريح على الإطلاق. ومن المؤكد أن البعض قد بدأ يشعر بأن الصدفة وحدها هي التي جعلت مورينيو يدخل عالم كرة القدم، وأن همه الأول والأخير هو جمع أكبر قدر ممكن من الأموال.
وينقلنا ذلك إلى ثاني أبرز حدث لمورينيو خلال الأسبوع، وهو ما قالت عنه صحيفة «الغارديان» في عنوانها الرئيسي: «جوزيه مورينيو يقبل الحكم بالسجن بتهمة التهرب الضريبي، لكنه لن يُسجن فعلياً». وخلال ظهوره أمام محكمة في مدريد، اعترف المدير الفني السابق لنادي ريال مدريد بأنه خدع سلطات الضرائب في إسبانيا بشأن 3.3 مليون يورو، من خلال عدم الإعلان عن إيرادات من حقوق الصور خلال عامي 2011 و2012.
لقد أصبح هذا الاحتيال الضريبي شيئاً معتاداً في كرة القدم الإسبانية، فقد سبق وتهرب النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو والأرجنتيني ليونيل ميسي من الضرائب بالطريقة نفسها، إلى جانب الكثير من اللاعبين الآخرين الأقل شهرة ونجومية. وربما يكون اعتراف مورينيو بهذا التهرب الضريبي هو أكبر إنجاز يحققه منذ فترة طويلة! يبدو أنه من الطبيعي أن يتحمل مورينيو تبعات ما قام به، لكن الشيء المحبط هو أننا لن نرى مورينيو يقضي بعض الوقت في السجن جراء ما فعل.
ومن السقوط على الجليد والتهرب الضريبي نجدنا أمام ما أعلنته شبكة «روسيا اليوم» التلفزيونية، الاثنين، عن عمل مورينيو كمحلل بها، في إطار تغطية منافسات دوري أبطال أوروبا لكرة القدم. وكان مورينيو (56 عاماً) بعد إقالته من تدريب مانشستر يونايتد عمل محللاً لدى شبكة «بي إن سبورتس» في قطر. وكان مورينيو قد عمل لدى شبكة «روسيا اليوم» العام الماضي في إطار تغطيتها لمنافسات كأس العالم 2018 بروسيا.
ومع عودته للشبكة نفسها، سيعمل مورينيو في توقع النتائج وكذلك تحليل المباريات، وذلك في عرض نصف أسبوعي يبث اعتباراً من السابع من الشهر المقبل بعنوان «على خط التماس مع جوزيه مورينيو».
وقال مورينيو «تغطية كأس العالم لشبكة (روسيا اليوم) كانت تجربة هائلة. أشعر بسعادة غامرة إزاء فرصة مواصلة العمل مع هذا الفريق الرائع». وسبق لمورينيو تدريب ريال مدريد الإسباني وتشيلسي الإنجليزي، كما سبق له قيادة بورتو البرتغالي وإنتر ميلان الإيطالي للتتويج بدوري الأبطال في عامي 2004 و2010، على الترتيب، خلال مسيرته التدريبية.