ملك إسبانيا يبدأ اليوم زيارة للمغرب

يبدأ ملك إسبانيا فيليبي السادس وعقيلته الملكة ليتيثيا اليوم زيارة رسمية للمغرب تدوم يومين، وذلك بدعوة من العاهل المغربي الملك محمد السادس.
وأفاد بيان صادر عن وزارة القصور الملكية والتشريفات والأوسمة بأن عاهلي البلدين سيجريان مباحثات رسمية، وسيترأسان توقيع اتفاقيات بين البلدين. وحسب البيان ذاته فإن «هذه الزيارة تعكس عمق وجودة العلاقات الثنائية، بفضل الإرادة المشتركة في توطيد الشراكة الاستراتيجية متعددة الأبعاد، التي تجمع البلدين الجارين الصديقين».
وكانت زيارة ملك إسبانيا للمغرب قد تأجلت ثلاث مرات بسبب التزامات عاهلي البلدين. وتعد هذه الزيارة الثانية لملك إسبانيا بعد تلك التي قام بها في يوليو (تموز) 2014، عقب تتويجه ملكاً بعد تنازل والده خوان كارلوس عن العرش.
ومن المقرر أن يرافق الملك الإسباني في زيارته وفد مهم من كبار المسؤولين الإسبان، من بينهم وزراء الداخلية والخارجية والتنمية والتعليم. ومن المنتظر التوقيع على اتفاقيات في المجال الأمني، وفي مجال التعليم والثقافة، فضلا عن اتفاقيات تجارية.
وقال جوزيب بوريل، وزير إسبانيا للشؤون الخارجية والاتحاد الأوروبي والتعاون، إن صون العلاقات المميزة والاستراتيجية مع المغرب، «ارتقى إلى سياسة دولة «بالنسبة لإسبانيا، التي ينبغي أن تسمو على الظرفيات السياسية. وتتم بشكل مستقل عن الأحزاب السياسية الموجودة في السلطة».
وأضاف بوريل في حديث لوكالة الأنباء المغربية أن «الحكومة الاشتراكية الإسبانية، بقيادة بيدرو سانشيز، تولي أهمية خاصة لتعزيز علاقات التعاون والشراكة مع المغرب». مشيرا إلى أن «إسبانيا والمغرب يتقاسمان المشاكل نفسها. ولكن أيضا نفس الفرص التي يتعين استغلالها لرفع مجمل التحديات المشتركة»، مؤكدا أن البلدين مدعوان أكثر من أي وقت مضى إلى تقديم إجابات مناسبة عن تحديات كبرى، من قبيل مكافحة التهديد الإرهابي، وتدبير تدفقات الهجرة والنمو الاقتصادي.
وأوضح بوريل أن إسبانيا أصبحت منذ سنة 2012 الشريك التجاري الأول للمغرب، في حين تعد المملكة حالياً ثاني وجهة للصادرات الإسبانية خارج الاتحاد الأوروبي. مبرزا أن المبادلات التجارية بين البلدين تجاوزت 15 مليار يورو مع نمو سنوي في المتوسط بـ10 في المائة، وأن هذا النمو يترجم أيضا باستقرار أزيد من 800 مقاولة إسبانية في المغرب، وارتفاع ملحوظ في عدد السياح الإسبان، الذين يتوافدون على المملكة إلى مليوني شخص.
من جهته، كشف فرناندو غراندي مارلاسكا، وزير الداخلية الإسباني، أن هذه الزيارة الرسمية ستشهد أيضا التوقيع على اتفاق إطار للتنسيق في المجال الأمني، مشيرا إلى أن «هذا الاتفاق سيضع قواعد لمحاور التعاون في هذا المجال، من حيث اللجان المشتركة للرصد والتتبع، وإمكانيات العمل وتبادل المعلومات العملياتية، وتقاسم استراتيجيات مكافحة الجريمة المنظمة».
وبخصوص مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة، أشاد وزير الداخلية الإسباني بمستوى التعاون الممتاز بين البلدين، الذي يهدف إلى مكافحة هاتين الظاهرتين «اللتين تهددان دولة الحق والقانون، وتحاول زعزعة التعايش السلمي في مجتمعاتنا وفرض الجريمة كواقع».
وقال المسؤول الإسباني إن التعاون والتبادل بين الرباط ومدريد يركز أيضا على مكافحة الجريمة المنظمة بجميع أشكالها، والتي أضحت مرتبطة بشكل متزايد بتمويل الإرهاب.
ورداً على سؤال حول تحدي الهجرة الذي يواجهه المغرب وإسبانيا، شدد مارلاسكا على أن البلدين «يعانيان في السنوات الأخيرة من ضغط قوي جدا في ميدان الهجرة»، مبرزا أن المملكة تبذل جهودا كبيرة لمواجهة هذا التحدي، لا سيما من خلال تعبئة موارد بشرية ومالية جد مهمة من أجل مكافحة الهجرة غير الشرعية، ومافيا الاتجار بالبشر. معتبرا أن علاقات التعاون الثنائي في هذا المجال «بالغة الأهمية... والرباط ومدريد يعملان على تعزيزها بشكل أكبر من أجل التغلب على الضغط المتزايد لتدفقات الهجرة، الناتج عن نزوح المهاجرين غير الشرعيين باتجاه غرب البحر الأبيض المتوسط». كما سلط المسؤول الإسباني الضوء على الجهود، التي يبذلها المغرب من أجل المساهمة في تنمية الدول الأفريقية، التي تشكل مصدراً لتدفقات الهجرة غير الشرعية. لافتاً إلى أن إسبانيا «تسعى من أجل إبراز الدور المهم، الذي يضطلع به المغرب في مراقبة الحدود، وتعمل على تشجيع أوروبا على الانخراط أكثر في هذا المجهود مع المملكة المغربية».