نجوم العالم يدشنون بطولة الغولف السعودية وسط زخم إعلامي كبير

انطلقت صباح أمس الخميس منافسات البطولة السعودية الدولية الأولى لمحترفي الغولف على ملاعب رويال غرينز بمدينة الملك عبد الله الاقتصادية في رابغ غرب السعودية بمشاركة 132 لاعبا من أشهر لاعبي العالم في رياضة الغولف، وسط متابعة إعلامية كبيرة من وسائل إعلام عالمية متخصصة في اللعبة لنقل الحدث العالمي الذي يقام على أرض المملكة لأول مرة.
وتستمر البطولة التي انطلقت أمس وسط زخم إعلامي كبير حتى يوم الثالث من شهر فبراير (شباط) الحالي وسيتخللها كثير من الفعاليات؛ منها قرية الغولف العائلية التي تتضمن أنشطة لكل أفراد العائلة مع مسرح لإقامة العروض الحية والمسابقات، بالإضافة إلى لقاءات مع نجوم اللعبة بجانب منطقة ترفيهية وأمسيات فنية.
وتعد البطولة التي ستقام على مدى أربعة أيام أحدث المحطات العالمية ضمن منافسات بطولة الجولات الأوروبية لمحترفي الغولف وأول بطولة عالمية لرياضة الغولف بالمملكة بتنظيم من الاتحاد السعودي للغولف حيث ستقام بشكل سنوي في التوقيت نفسه.
ويشارك في البطولة التي انطلقت أمس اللاعب عثمان الملا وهو أول لاعب غولف دولي في السعودية، بالإضافة إلى أفضل 3 لاعبين في العالم وهم جاستن روز المصنف الأول عالميا، وبروكس كويبكا المصنف ثانيا، وداستن جونسون المصنف ثالثا، إلى جانب نخبة من أبطال «كأس رايدر للغولف»، ومجموعة من كبار الأبطال العالميين.
وأشاد أبطال العالم في اليوم الأول بالبطولة بالتنظيم المميز لبطولة السعودية الدولية الأولى للغولف والملاعب ذات الطراز العالمي. وقال «جاستن روز» المصنف الأول عالميا: «كل ما في هذه المدينة ساحر، بالأخص العشب والماء، يذكرني بلون الزمرد ومياه الباهاماس حيث أعيش، العشب هنا يساعد الكرة على الثبات بشكل مثالي».
وقال «باتريك رييد» محترف الغولف العالمي إن وجود العدد الكبير من نجوم الغولف في ملعب واحد إشارة كبيرة لتنظيم مميز وحدث كبير، على ملعب بطراز عالمي.
بينما قال «داستن جونسون» المصنف الثالث عالميا: «أذهلني ملعب ونادي رويال غرينز، أفتخر أنني جزء من هذا الحدث التاريخي لرياضة الغولف في السعودية وذلك يشعرني بالسعادة، وكلي ثقة بأن هذه الرياضة سيكون لها شأن في المملكة».
وكان عثمان الملا اللاعب السعودي محط الأنظار في إطلالته الأولى مع النجوم العالميين بجانب سعود الشريف وعبد الرحمن المنصور بصفتهما لاعبين، حيث بدأ «الملا» رحلته مع احتراف لعبة الغولف من عقد من الزمن ليصبح أصغر لاعبي الغولف الهواة في العالم العربي الذي يتأهل إلى إحدى منافسات الجولة الأوروبية عندما ظهر للمرة الأولى في بطولة «دبي ديزرت كلاسيك» للغولف عام 2007 وهو في العشرين من عمره.
ومثل «الملا» السعودية في بطولات كأس العالم للاعبين الهواة «كأس آيزنهاور» ثلاث مرات.
وينافس الملا نجوم الغولف العالميين على لقب البطولة الدولية لمحترفي اللعبة؛ وأكد اللاعب تلقيه الدعم والتشجيع الكبير خلال اللعب على أرضه.
وقال الملا قبل انطلاق البطولة: «صحيح أني أمتلك أفضلية بسيطة، ولكن لا ينقص اللاعبون الكبار الوسيلة للتغلب على الظروف، وقد أضافت تصاميم الجولة الأوروبية لمسات رائعة على الملعب، ولن يكون من السهل اللعب عليه وإنما سيشكل ذلك تحديا صعبا، ومن شأن ذلك أن يدفع اللاعبين للتفكير في أن موقع الملعب على سواحل البحر الأحمر سيشكل تحدياً إضافياً يتمثل في تغير اتجاهات الرياح التي يمكن أن تحول مخطط الملعب إلى ملعبين مختلفين بحسب اتجاهها».
كما أشاد الملا بالتحول الكبير الذي طرأ على نادي الغولف (رويال غرينز) من الداخل والخارج والاستعدادات العالمية التي قام بها الاتحاد السعودي للغولف والقائمون على مدينة الملك عبد الله الاقتصادية والجهات المحلية المعنية، لتعزيز قدرات الغولف العالمية في المملكة وترسيخ حضور اللعبة في أذهان مواطني البلاد.
وأكد الملا أن استضافة السعودية هذه البطولة تعد حدثا تاريخيا، وخاصة بعد مشاركة نجوم العالم، وأضاف قائلا: «أعتقد أننا محظوظون جداً نحن لاعبي الغولف والمواطنين السعوديين لحضورنا هنا ومن خلال الدعم القوي الذي يوفره الاتحاد السعودي للغولف، فلا شك في أن هذه الرياضة ستحظى بمستقبل زاهر في المملكة».
ورغم أن المملكة عرفت رياضة الغولف منذ نحو ثمانين عاما عن طريق الأجانب العاملين في شركة «أرامكو» بالمنطقة الشرقية، ومارسها السعوديون بأنفسهم منذ أكثر من خمسين عاما، فإن طبيعة تلك الرياضة لا تجعلها شعبية أو جماهيرية بما يكفي، نظرا لما تتطلبه من ملاعب خاصة وتجهيزات مكلفة، جعلتها رياضة النخبة في العالم.
ورغم وجود تلك اللعبة الخاصة في المملكة كل تلك السنوات، فإنها بدأت تجذب أنظار المواطنين والعائلات والشباب منذ إعلان الاتحاد السعودي للغولف عن تنظيمه واحدة من أكبر بطولات العالم في اللعبة.
ومواكبة لهذا الإقبال المتزايد أعد الاتحاد السعودي للغولف فعالية ترفيهية، سمتها «قرية الغولف العائلية» لتكون أولى الفعاليات الترفيهية المصاحبة للبطولة الدولية، التي تستهدف جميع أفراد الأسرة ومن مختلف الأعمار، لتتيح لهم التعرف على تلك اللعبة، واستعراض أبرز مهاراتها وتقديم دروس أولية للتعرف من قرب على رياضة الغولف الأنيقة، لتكون نافذة لنشر اللعبة بعد انتهاء البطولة.
كما قرر منظمو البطولة عقد جلسات حوار مع نجوم البطولة من خلال القرية، لتعريف الأسر والشباب بلعبة أثرياء العالم.
وقد أعدت القرية عوامل جذب كثيرة على هامش البطولة، لنقلها من مجرد فعالية رياضية، لتصبح تجربة عائلية ترفيهية استثنائية لجميع أفراد الأسرة.
ويمثل نادي رويال غرينز للغولف بمدينة الملك عبد الله الاقتصادية في حد ذاته وسيلة جذب مذهلة لرواد المدينة الاقتصادية من العائلات والشباب، بل وأيضا وسيلة تواصل وإعجاب بتلك اللعبة المميزة، لما يتمتع به من مواصفات خيالية، من حيث ما يحظى به من رقي وطبيعة خلابة وخضرة وبحيرات وتلال تطل على شاطئ البحر الأحمر في مشاهد ساحرة، جعلته يحظى بثقة رموز تلك اللعبة في العالم، للاستمتاع بإقامة بطولتهم الكبرى بين تفاصيله البديعة.