الرميثي: على إنفانتينيو أن يكون محايداً في «الانتخابات الآسيوية»

رحب محمد خلفان الرميثي، رئيس الهيئة العامة للرياضة في الإمارات، بفكرة المساعدة في تنظيم كأس العالم لكرة القدم 2022 إذا تم حل الخلاف السياسي العميق مع قطر.
ويؤيد جياني إنفانتينيو، رئيس الاتحاد الدولي للعبة «الفيفا»، اقتراحاً بزيادة عدد الفرق المشاركة في البطولة من 32 إلى 48 فريقاً، ويقول إن دولاً مجاورة ربما يكون في إمكانها استضافة مباريات.
وقال الرميثي، الذي غادر المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي للتركيز على الترشح لرئاسة الاتحاد الآسيوي لكرة القدم: «أعتقد أن الطريقة المثلى هي حل المشكلة. استعادة الروابط وروح الأخوة التي كانت سائدة من قبل. بعدها يمكن أن نقدم الدعم».
وقال رئيس الهيئة العامة للرياضة في الإمارات: «إذا تم حل المشكلة أعتقد أن الإمارات سترحب بإقامة مباريات في كأس العالم على أرضها. منافسات مجموعة أو مجموعتين على سبيل المثال (في الدور الأول). إذا عادت العلاقات إلى طبيعتها وتم حل جميع المشكلات سنكون في غاية السعادة أن نقدم العون للقطريين».
وسيتفرغ الإماراتي محمد خلفان الرميثي، القائد العام السابق لشرطة أبوظبي، لانتخابات رئاسة الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، آملا بوقوف رئيس الاتحاد الدولي (فيفا) جاني إنفانتينيو على الحياد.
ولم يعد الرميثي قائداً عاماً لشرطة أبوظبي، إذ صدر مرسوم رئاسي الاثنين بتعيين اللواء فارس خلف المزروعي بدلاً منه، قائلاً: «نعم الأمر له علاقة بالانتخابات والتفرغ لها. قائد الشرطة يجب أن يكون في مكتبه كل الوقت. ابتعدت عن مكتبي بسبب كأس العالم للأندية وكأس آسيا ثم الترشح».
وتنصّ لوائح الاتحاد القاري للعبة على وجوب امتناع المرشحين للرئاسة في الانتخابات التي ستقام في 6 أبريل (نيسان) المقبل عن الترويج لأنفسهم خلال بطولة كأس آسيا. لكن الرميثي كشف عن هدفه الرئيسي.
وأوضح: «بكلمات بسيطة ومختصرة... تحسين مستوى كرة القدم في آسيا. هذه المسألة لها أدوات متعددة، لكنني أعرف نقطة البداية. لا أستطيع الكشف عن التفاصيل، لأنني لا أريد انتهاك اللوائح، لكن أي رئيس للاتحاد الآسيوي للعبة يتوجب عليه تحسين كرة القدم في القارة، ولا يتوقف هذا الأمر على الدول الغنية فقط، بل يمتد ليشمل القارة بأسرها».
وقال الرميثي، البالغ من العمر 54 عاماً، إنه يرغب في جذب مزيد من أموال حقوق الرعاية التي توفرها كبريات الشركات الآسيوية. وأوضح: «نرغب في جلب بعض هذه الأموال إلى آسيا. توجد شركات عملاقة في الصين واليابان وكوريا الجنوبية والإمارات والسعودية يمكنها توفير الرعاية لمسابقات وبطولات الاتحاد الآسيوي. كنت دائماً أجيد التعامل مع الأمور المالية، وتاريخي يشهد بذلك؛ لأن المال عامل مهم في كرة القدم».
ويفضّل الرميثي عدم التطرق إلى ترشيحه بسبب المعايير المفروضة من الاتحاد القاري، لكنه يشرح أسبابه: «لديّ خبرة طويلة على مدى 20 سنة. ترأست أندية واتحاد الإمارات، وأنا اليوم رئيس الهيئة العامة للشباب والرياضة. أرى في نفسي الكفاءة، ويمكنني تقديم الإضافة للاتحاد الآسيوي».
ويتنافس الرميثي في الانتخابات المقررة في أبريل المقبل في كوالالمبور مع الرئيس الحالي البحريني الشيخ سلمان بن إبراهيم آل خليفة والقطري سعود المهندي.
ويشيد الرميثي برئيس «فيفا» الحالي السويسري - الإيطالي إنفانتينيو الذي يرى البعض تأثيره الكبير على انتخابات اتحادات قارية، خصوصاً في أوروبا وأفريقيا، مشيراً إلى أن «علاقتي به بدأت العام الماضي وذهبنا سويا هذه السنة لزيارة سمو الشيخ محمد بن زايد (ولي عهد أبوظبي) ثم جلب عائلته لزيارته في الجلسة المفتوحة. شعرت بأن العلاقة بدأت تتطور، وبأمانة لم نتحدث عن الانتخابات ولم يسألني عنها، لكن نشأ بيننا نوع من الكيمياء». ويتابع مازحاً: «أتمنى أن يكون راضياً عليّ».
لكن الرميثي، الذي يدعم ترشح إنفانتينيو لولاية جديدة بسبب «تحسينه سمعة (فيفا)» إثر سلسلة من فضائح الفساد التي ضربت السلطة الكروية العليا، يضيف: «لا يمكنه أن يدعم أحداً (في انتخابات الاتحاد الآسيوي)، إذا أراد حقاً تنظيف (فيفا). فهذا شيء (دعم مرشح على آخر) يُحسب ضده. يجب أن يبقى على الحياد ولا يتدخل في انتخابات قارية. حتى الآن لا توجد مؤشرات بتدخله».
وعن الوزن الانتخابي الحالي للشيخ الكويتي أحمد الفهد رئيس المجلس الأولمبي الآسيوي المتنحي نهاية العام الماضي عن رئاسة اتحاد اللجان الوطنية الأولمبية «أنوك»، على خلفية تحقيق في اتهام موجه إليه من قبل الادعاء السويسري بشبهة تزوير أشرطة، على ارتباط بقضية سياسية في الكويت، قال الرميثي: «في آسيا لا يزال موقعه هو نفسه ووزنه كبيراً، بالإضافة إلى تأثيره على المصوتين».
وكان الفهد تنحى أيضاً عن أدواره الكروية في الاتحادين الآسيوي والدولي بعد تحديد هويته في وثيقة لدى وزارة العدل الأميركية في أبريل في قضية فساد تتعلق بالرئيس السابق لاتحاد غوام في كرة القدم ريتشارد لاي.
وأوضح الرميثي أنه سيطرح برنامجه في 6 مارس (آذار) المقبل: «ثم نبدأ زيارات الدول تباعاً، 45 دولة في 20 يوماً».
وكان سلمان بن إبراهيم أعلن في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي أنه يحظى بدعم غالبية الاتحادات الوطنية في سعيه لولاية جديدة. ويتولى الشيخ البحريني منصبه منذ 2013 بعد فوز كاسح على الإماراتي يوسف السركال، وعلق عليه الرميثي: «درسنا السلبيات وتجاوزناها في حملتنا. تعلمنا من الذين كانوا موجودين في تلك الحقبة عن الأخطاء التي مروا فيها».
وتأخذ الأزمة الدبلوماسية بين قطر وجيرانها الخليجيين حيزاً كبيراً في كأس آسيا المقامة راهناً في الإمارات، ما فتح الباب أمام جدلية إدخال السياسة في عالم الرياضة.
يقول الرميثي: «الرياضة صناعة، والسياسة داخلة، لكن حاولنا المساعدة قدر المستطاع فيما يخص الأزمة بالخليج والجماهير القطرية».
وخاضت قطر دور المجموعات في ظل غياب تام لجماهيرها، كما أشارت تقارير إعلامية قطرية أن المهندي، نائب رئيس الاتحاد الآسيوي، منع دخول الإمارات عشية البطولة، قبل ظهوره لاحقاً في الملاعب.
يضيف الرميثي: «ردّنا موثق في الاتحاد الآسيوي بأننا نرحب بكل القطريين، بحسب الالتزامات والشروط. لا تربطنا علاقات دبلوماسية، ما يعني أنه يجب الحصول على تأشيرة من الجهات المعنية والتأكد من هوية الداخلين، لكن للأسف لم يحضروا. نرحب بالقطريين كفريق وجمهور والقناة الناقلة للحدث (بي إن سبورتس) القطرية».
وتطرق الرميثي إلى النقص الجماهيري بالبطولة: «كنا نتوقع حضوراً أكبر، لأن أغلب الفرق جالياتها كبيرة. لكن استغرب عدم وجود الجاليات كما الجمهور الإماراتي. بالنسبة لجمهورنا يجب أن يكون الفريق في أحسن حالاته، وإذا كان يشك في قدراته فلا يحضر، سواء مباريات النادي أو المنتخب. هذه ثقافة أتمنى أن تتغير، فالولاء يجب أن يكون دائماً، سواء بالفوز أو الخسارة».
وشدد الرميثي أن أجندة الإمارات لاستضافة بطولات عالمية كبرى، هدفها اقتصادي - سياحي - ترويجي، وليس لتلميع صورة البلاد: «الناس تأتي لأنه لدينا معارض ومؤتمرات ومناسبات رياضية، وهي واضحة للعيان، آخرها متحف اللوفر في أبوظبي. هدفنا تشجيع السياحة والاقتصاد وليس تلميع الصورة». وتابع: «نحن فخورون بما وصلت إليه بلادنا في كل المؤشرات العالمية. الإمارات متفوقة على دول كثيرة حتى الدول العالمية من عدة أوجه».