سيتي يعمق جراح هيدرسفيلد بثلاثية ويواصل مطاردة ليفربول على الصدارة

واصل مانشستر سيتي مطاردة ليفربول في سباق الصدارة بالدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم، بعدما حقق انتصاره الرابع على التوالي وكان على حساب هيدرسفيلد بثلاثية فيما خطف توتنهام الفوز من جاره فولهام 2/1 أمس في ختام المرحلة الثالثة والعشرين للبطولة.
وارتفع رصيد مانشستر سيتي (حامل اللقب) إلى 56 نقطة في المركز الثاني، مقلصا الفارق الذي يفصله عن ليفربول (المتصدر) إلى أربع نقاط فقط، فيما ظل رصيد هيدرسفيلد، الذي بقي عاجزا عن تحقيق أي انتصار بالبطولة منذ شهرين تقريبا، متوقفا عند 11 نقطة في قاع الترتيب، بفارق عشر نقاط خلف مراكز الأمان. ورغم الفوز الكبير لسيتي، إلا أنه تحقق بأقل مجهود، حيث كان بإمكان نجومه إضافة المزيد من الأهداف.
وافتتح البرازيلي دانييلو التسجيل لمانشستر سيتي في الدقيقة 18، وأضاف رحيم ستيرلنغ وليروي ساني الهدفين الثاني والثالث في الدقيقتين 54 و56.
وشهدت المباراة مشاركة الدولي البلجيكي كيفن دي بروين كأساسي مع سيتي بعد إبلاله من الإصابة، للمرة الأولى منذ أواخر العام الماضي، بينما أراح المدرب الإسباني جوسيب غوارديولا مهاجمه البرازيلي غابريال خيسوس الذي سجل سبعة أهداف في المباريات الثلاث الأخيرة، وجلس على مقاعد الاحتياط إلى جانب الإسباني ديفيد سيلفا.
وبدأت المباراة بهجوم من جانب مانشستر سيتي، الذي سنحت له أول فرصة في الدقيقة الثالثة عندما تلقى سيرجيو أغويرو تمريرة بينية من رحيم ستيرلنغ لكنه سدد في الباك الجانبية للمرمى.
وطالب لاعبو سيتي بالحصول على ركلة جزاء في الدقيقة 12. عندما سقط ستيرلنغ على الأرض إثر كرة مشتركة مع تيرينس كونغولو مدافع هيدرسفيلد، لكن حكم المباراة أشار باستمرار اللعب. وترجم مانشستر سيتي سيطرته بهدف دانييلو في الدقيقة 18، عندما سدد من خارج منطقة الجزاء، لتصطدم الكرة بمدافع هيدرسفيلد وتغير اتجاهها إلى داخل الشباك. ورد هيدرسفيلد بهجمة من كونغولو في الدقيقة 28، لكن البرازيلي إديرسون حارس سيتي تصدى لها بثبات.
وواصل مانشستر سيتي هجماته مع بداية الشوط الثاني، لتشهد الدقيقة 54 الهدف الثاني عن طريق ستيرلنغ، الذي حول تمريرة عرضية من ساني، برأسه داخل الشباك. وأثار الهدف بعضا من الجدل، بعدما كشفت الإعادة التلفزيونية وقوع ساني في مصيدة التسلل قبل أن يقوم بتمرير الكرة لستيرلنغ.
واستغل مانشستر سيتي حالة الارتباك التي انتابت لاعبي هيدرسفيلد، ليضيف ساني الهدف الثالث في الدقيقة 66 إثر تمريرة من أغويرو وجد الأول نفسه بعدها منفردا ليضع الكرة على يسار لوسل حارس هيدرسفيلد.
وهدأ إيقاع المباراة وسط محاولات هجومية خجولة من سيتي وانكماش دفاعي من هيدرسفيلد لعدم تلقي المزيد من الأهداف ليطلق الحكم صافرة النهاية.
وحقق توتنهام انتصارا مهما على فولهام 2 - 1 في الديربي اللندني.
ورغم فقدان توتنهام خدمات نجمه هاري كين، الذي تعرض لإصابة بالغة في كاحل القدم ستبعده عن الملاعب فترة ليست بالقصيرة، بالإضافة لسفر نجمه الكوري الجنوبي سون هيونغ مين للالتحاق بمنتخب بلاده في بطولة كأس الأمم الآسيوية نجحت خبرة لاعبي توتنهام في حسم الفوز على فولهام.
وافتتح فولهام التسجيل عبر النيران الصديقة، بعدما أحرز فيرناندو ليورينتي لاعب توتنهام هدفا بالخطأ في مرمى فريقه في الدقيقة 17. لكن ديلي آلي أدرك التعادل في الدقيقة 51. وخطف هاري وينكس هدف الفوز القاتل في الدقيقة الثالثة (الأخيرة) من الوقت المحتسب بدلا من الضائع.
على جانب آخر اتهم الإيطالي ماوريتسيو ساري مدرب تشيلسي الغاضب لاعبي فريقه بالافتقار للعزيمة وقال: «إنه من الصعب تحفيزهم» بعدما شاهد الأداء المتواضع الذي قدموه في الهزيمة 2 - صفر أمام آرسنال مساء أول من أمس.
وعندما خرج من غرفة تبديل الملابس أصر المدرب الإيطالي على الحديث في المؤتمر الصحافي بعد المباراة بلغته الأم للتعبير بشكل كامل عن إحباطه من فريقه. وقال مدرب نابولي السابق البالغ عمره 60 عاما قبل التحول للغة الإيطالية: «من الأفضل أن أتحدث بالإيطالية لأنني أريد توجيه رسالة إلى لاعبي فريقي وأريدها أن تكون واضحة جدا».
ولم تكن الترجمة لتسعد لاعبي تشيلسي الذين رغم استحواذهم على الكرة باستاد الإمارات قدموا أداء متواضعا في الهجوم وسيئا في الدفاع وكان يمكن أن تهتز شباكهم أكثر في الشوط الأول الذي سيطر عليه آرسنال.
وقال ساري عبر مترجم: «يجب القول إنني غاضب جدا لأن السبب في هذه الهزيمة هو عقليتنا. لعبنا أمام منافس كان عازما من الناحية الذهنية أكثر منا وهذا أمر لا يمكنني قبوله».
وأضاف: «عانينا من المشكلة ذاتها أمام توتنهام وتحدثنا بصراحة عن تلك الهزيمة. اعتقدت أننا تجاوزنا هذه المشكلة لكن يبدو أن لدينا مشكلة في عدم تمتعنا بالقدر الكافي من العزيمة والقوة الذهنية. الحقيقة أنني أجد صعوبة كبيرة في تحفيز هذه المجموعة من اللاعبين».
وبقي تشيلسي في المركز الرابع لكنه يتقدم بثلاث نقاط فقط على آرسنال ومانشستر يونايتد بعدما تسببت ثنائية ألكسندر لاكازيت ولوران كوتشيلني في الهزيمة. ومع صراع ليفربول ومانشستر سيتي على اللقب أصبحت المنافسة بين تشيلسي وتوتنهام هوتسبير وآرسنال ويونايتد على المركزين الثالث والرابع.
وبدا أن ساري يشكك في امتلاك فريقه القوة اللازمة لخوض هذا الصراع، وقال: «شاهدت فريقا أكثر عزيمة من الآخر. الأمر لم يتعلق بالخطط. من الناحية الفنية كان الفريقان على المستوى ذاته. لكن درجة العزيمة الأعلى لآرسنال كانت واضحة خاصة داخل منطقتي الجزاء. آرسنال كان فعالا ونحن لم نكن أقوياء في الدفاع. لا تسيئوا فهمي كان يمكن أن نخسر هذه المباراة ونشعر بالرضا عن الأداء، لكني أشعر أننا خسرنا بسبب الافتقار للعزيمة».
ولم يظهر الاقتناع على وجه ساري عند سؤاله هل يمكنه تغيير عقلية فريقه، وقال: «هذا سؤال صعب. يبدو أن هذه المجموعة من اللاعبين لا تتمتع بشراسة في الجانب الذهني ولا تملك ضراوة كافية وهذا يعود إلى شخصياتهم. ربما يحتاج هذا إلى وقت طويل لتغييره. لكن هذا يمكن تغييره بضم لاعب جديد أو تحمل أحد اللاعبين القدامى المسؤولية ودفع الفريق إلى الأمام». ومع حاجته إلى تجاوز الهزيمة 1 - صفر يأمل ساري في رؤية تغيير في فريقه عندما يستضيف توتنهام في إياب الدور قبل النهائي لكأس رابطة الأندية الإنجليزية يوم الخميس.
وقال: «لا يمكن أن يكونوا خائفين بمواجهة مسؤولياتهم. يجب عليهم التحدث إلى المدرب عن الأخطاء التي حدثت أو المشاكل التي ظهرت. لو امتلك الخوف أي لاعب فيجب ألا يلعب على هذا المستوى».
وتابع: «ما نحتاجه هو أن نكون فريقا يمكنه التأقلم والمعاناة ثم يفرض أسلوبه».