تشكيلية مصرية تدافع عن حق الأشجار في الحياة

استوحت الفنانة التشكيلية المصرية ياسمين الحاذق، رمز «مفتاح الحياة» الفرعوني، وهي تشّيد عالمها التشكيلي الأحدث، وعنوانه «شجرة الحياة»، فصممت أشجاراً تحمل مفاتيح الحياة في فلسفة تنحاز للحياة، وتحرض على البذل من أجل مزيد من الأشجار.
المعرض الذي يستضيفه غاليري «الزمالك» في القاهرة، الذي فتح أبوابه للجمهور أوّل من أمس، جعلت فيه الحاذق الأشجار بمثابة البشر الذين يتحدثون وينادون بالحياة والعائلة. فالأشجار في المعرض هي الأم والأب والابن الصغير، هي كالبشر تماماً، تمارس طقوس الحياة، فتجد شجرة بعينين وملامح تتحدث، وتجدها تعزف على الغيتار، وتقود الدراجات، وتلعب اليوغا، وتحتمي في البيوت.
تأمل ياسمين الحاذق، عبر هذا التشخيص للأشجار، في إلهام الناس للتفكير أكثر في أهمية الأشجار، وزيادة الوعي بزرع المزيد منها. وتتساءل في كلمة معرضها: «إنك تأكل من ثمرها، وتتنفس الأوكسجين الخاص بها، وتجلس في ظلها، فهي في الأساس عناق من الطبيعة. ما الذي يمكن أن تطلبه أكثر؟».
تقول ياسمين الحاذق لـ«الشرق الأوسط»، «عندما نسافر إلى خارج مصر، خصوصاً في أوروبا، ننبهر بكثافة عدد الأشجار، وقد لمست ذلك خلال فترة إقامتي في إيطاليا واليونان. أن نزرع شجرة هو بمثابة زراعة عائلة لها جذور وصحبة تستطيع بها الصّمود والمقاومة لسنوات طويلة».
وبدأ ولع الحاذق برسم الأشجار خلال أسفارها للخارج، عندما كانت ترسم آفاق الأشجار دائماً، من ثمّ تطورت رسوماتها الدّقيقة مع الوقت إلى رسومات ومنحوتات كبيرة متّصلة عبر الأشجار.
وتعتبر أنّ الرسالة الأساسية لهذا المعرض هي أنّنا نحن البشر يجب أن نتطّلع لأن نكون أشبه بأشجار ترتكز على جذور صلبة، مع وجود أجزاء ترقص في الرّيح وتتطلّع إلى السّماء. «شجرة الحياة» هو معرض حيوي وطازج لا ينبغي تفويته.
وتضيف صاحبة المعرض: «جعلت مفتاح الحياة تيمة رئيسية ظهرت في أكثر من لوحة، وشخّصت الأشجار وجعلتها مصحوبة بأفراد من العائلة، لأجسد المعنى الذي أريد طرحه ومحاولة تقريب العلاقة التي تجمع الناس بالأشجار».
تعتبر ياسمين أنّ اعتناء عائلتها الكبير، لا سيما والدها، بالأشجار منذ طفولتها، هو ما أنبت داخلها شغفها الشّديد بالأشجار. وقد استخدمت في معرضها الكثير من الخامات التي تساعدها على إبراز ملامح وتضاريس الأشجار وتجاعيدها، وتقول عن ذلك إنّ «اللون الأخضر سّائد في لوحات المعرض بطبيعة الحال، واستخدمت خامات متعدّدة مثل الورق والمخمل، والتلوين على المخمل، والنّحت بالحجم الأصلي لإبراز تفاصيل الشّجرة في استخدام خامات مثل البرونز والراتنج».
تُرجع ياسمين إيمانها الشّديد بالدّفاع عن حياة الأشجار وتبنّي زراعتها بكثافة، إلى أنّ الأشجار هي «لون الأمل والحياة»، على حدّ تعبيرها، وتستخدم تعبيراً مألوفاً في جلسات «اليوغا» يحثّ روّاده على «احتضان الشّجر»، باعتبار أنها تكتنز مجالات هائلة من الطاقة، حسب تعبير صاحبة المعرض.
وتعتقد الحاذق أنّ وجود الشّجر في حياتنا اليومية، هو في حد ذاته أمر قد يجعلنا ننساها بسهولة ونعتبر وجودها أمراً بديهياً، على الرّغم من أنّنا من دونها قد نهلك.
شاركت ياسمين الحاذق في الكثير من المعارض داخل مصر وخارجها، من بينها «خلوة يين ويانغ»، و«إبداع في فلورنس».