لاعبو ميلان يتباهون بالشماغ السعودي أمام أنظار العالم

يدرك فريق إي سي ميلان العريق صعوبة مهمته أمام منافسه المدجج بالنجوم يوفنتوس، غداً الأربعاء، عندما يلتقيان في مباراة كأس السوبر الإيطالي، لكن لاعبيه وضعوا التوتر جانباً وعاشوا لحظات سعيدة ومبهجة مع معجبيهم، الذين قدموا من جميع أنحاء المملكة لالتقاط الصور التذكارية معهم والحصول على تواقيعهم.
وارتدى نجوم الفريق الإيطالي الشماغ السعودي لدى لقائهم المشجعين في بهو الفندق، ليتم تداول صورهم على نطاق عالمي واسع، ويثيرون تعليقات الكثير من عشاق ناديهم.
وتاريخياً ليس مستغرباً أن يكون ميلان الإيطالي في واجهة النهائيات المحلية أو القارية، ويدخل طرفاً في نهائي السوبر الإيطالي الذي تحتضنه محافظة جدة، لكن الغرابة تكمن في ابتعاده عن المنافسة على بطولة الدوري لثمانية مواسم متتالية، بعدما تُوج بلقب 2011 - 2010 كآخر بطولات الدوري الإيطالي، وقبلها حقق اللقب في 18 مناسبة، وكان وصيفاً للبطل في 17 نسخة، كما حقق كأس إيطاليا في 5 مناسبات، وجير 7 بطولات من كأس السوبر في خزائن الذهب الحمراء، وبطولتين من كأس الكؤوس الأوروبية، و5 بطولات من كأس السوبر الأوروبي، ولامس ذهب العالمية مرة واحدة في نسخة 2007 من بطولة كأس العالم للأندية.
سجل الروسونيري الحافل بالبطولات توقف منذ عام 2010 عن المنافسة على بطولة الدوري، وعلى البطولات المحلية الأخرى، واكتفى بالمنافسة على التتويج بألقاب بطولات النفس القصير، ولكنه ظل عاجزاً أمام قوة الأندية المنافسة، قبل أن يبتسم له الحظ ويصعد لمنصة التتويج من جديد ويفوز بلقبه السابع لبطولة كأس السوبر، لكن هذا الإنجاز الذي انتظره العشاق والمحبون على مدار السنوات الست الماضية، لم يكن كافياً لإعادته للمنافسة من جديد على بطولة الدوري الذي يعتبر الأغلى لأنصاره، وظل بعيداً عن المراكز الخمس الأولى، متشبثاً بالفوز بإحدى البطاقات المؤهلة لدوري أبطال أوروبا.
ولا شك أن الإيطالي غاتوزو المدير الفني لفريق ميلان الإيطالي سيحشد جميع أسلحته لتحقيق أكثر من ضربة في النهائي المنتظر، حيث بات على بعد خطوة واحدة من إيقاف هيمنة البيانكونيري على لقاءات الفريقين، ومنذ توليه زمام الإدارة الفنية تلقى 3 خسائر متتالية بداية من المباراة الأولى التي أشرف فيها على ميلان في 30 مارس (آذار) من الموسم الماضي، حيث رمته الأقدار في مواجهة اليوفي في أول إطلالة له مع فريقه الجديد وخسر بثلاثة أهداف، ليتجرع بعدها مرارة الخسارة في نهائي الكأس برباعية نظيفة، وفي الموسم الحالي، ضمن لقاءات القسم الأول من «الكالتشيو»، استمر تفوق اليوفي على كتيبة غاتوزو، وحقق الأول الفوز بثنائية نظيفة.
ويخشى غاتوزو من استمرار نكسات الفريق معه، حيث يحتل المركز الخامس على سلم ترتيب الدوري المحلي بفارق 22 نقطة عن اليوفي المتربع على صدارة الترتيب، وتعرض لأربع خسائر وسبعة تعادلات، ولم يحقق الانتصار سوى في ثمان مباريات من بين 19 مواجهة، وبدت حظوظه شبه مستحيلة في المنافسة على لقب هذا الموسم، ولكنه سيسعى للحفاظ على حظوظ فريقه للفوز بإحدى البطاقات الست المؤهلة لدوري أبطال أوروبا، كما يدرك مدرب ميلان أن الفوز على اليوفي يعتبره الأنصار بطولة بحد ذاته بعيداً عن الحسابات الأخرى، وإيقاف تسيد الفريق الأسود والأبيض على مباريات الفريقين، وإلحاق أولى الخسائر بالبيانكونيري هذا الموسم، والعودة لإيطاليا ببطولة السوبر.
ومن المؤكد أن تتويج الميلان بلقب السوبر سيكسر الحاجز الذي يربطه باليوفي، حيث توج كلا الفريقين بسبعة ألقاب، كما سيعزز صعود فريق غاتوزو على منصة التتويج في استاد «الجوهرة المشعة» من حظوظه في البقاء على هرم الإدارة الفنية، وفي حال تعرضه للخسارة الرابعة على التوالي من خصمه اللدود، وفقدانه لقب البطولة، سيجد نفسه أول ضحايا الإخفاق، ومن المتوقع بحسب الصحف الإيطالية أن يكون هذا النهائي الاختبار الأخير لقدرات المدرب الذي يثار حول بقائه في الإشراف الفني على الفريق جدل واسع في الشارع الرياضي الإيطالي، بسبب تواضع المستوى الفني، وعدم قدرته على التعامل مع المباريات، كما تشير الصحافة الرياضية الإيطالية.
وانتقى غاتوزو 24 لاعباً لهذه الموقعة، لكنه سيخسر خدمات خيسوس فرناديز بسبب تلقيه بطاقة حمراء في الجولة الأخيرة من الدوري المحلي أمام فريق سابال، وضم للبعثة التي حطت رحالها في الأراضي السعودية، أنطونيو دوناروما وغيانلويغي ودوناروما وبيبي ورينا وأباتي وكالابريا وكونتي ولاكسالت وموساكيو ورودريجيز ورومانيولي وسيميتش سترينيتش وزاباتا وباكايوكو وبيرتولاتشي وكيسي وماوري ومونتوليفو وباكيتا وبوريني وهاكان وكالهانغولو وكاستييخو كوتروني وغونزالو وأخيراً هيغواين.
وعلى الرغم من نجومية هيغواين في الملاعب الإيطالية، إلا أنه ظل بعيداً عن التسجيل، منذ قدومه للفريق معاراً من اليوفي، ولم يقدم ابن الـ31 عاماً المأمول وظل بعيداً عن هوايته المحببة في هز الشباك، وهو ما أجبره على التلميح برغبته في الرحيل خلال فترة «الميركاتو» الشتوي الحالي عن الفريق بسبب عدم تأقلمه مع السياسة الفنية لغاتوزو، ومن المرجح أن تكون هذه المباراة الأخيرة له مع الفريق قبل أن ينتقل لفريق تشيلسي الإنجليزي ليعود مجدداً تحت قيادة مدربه السابق الإيطالي ماوريتسيو ساري، مدربه السابق في نابولي، وهو ما سيثقل كاهل غاتوزو في النواحي الهجومية إذا ما اعتمد عليه في المباراة الأخيرة له مع الفريق.
بينما احتفظ أنطونيو دوناروما حارس المرمى بنجوميته المعتادة، ويعد مصدر طمأنينة لبقية زملائه في أرضية الملعب لتألقه الدائم، سواءً في تصديه للكرات، أو توقيته في الخروج للكرات العرضية، حتى اعتبره البعض نصف الفريق، ويعول محبو وعشاق الميلان على التركي هاكان الكثير في منتصف الملعب، خصوصاً على الجهة اليمنى، حيث يتميز بالمراوغة وسرعة الارتداد وصناعة الفرص المحققة أمام المرمى، بالإضافة إلى الإيفواري فرانك كيسي الذي يجيد التسديد من مسافات بعيدة، ودائماً ما يزف الأفراح للمدرجات الحمراء، سواءً بتسجيل الأهداف أو صناعتها، فيما يعد كاستيخيو من أبرز الأسماء الهجومية وصاحب هدف الانتصار في المباراة الأخيرة.
ولا شك أن مدرب الميلان سيحدث عدداً من التغييرات على قائمته الأساسية، وسيحتفظ بعدد من الأوراق الرابحة على قائمة البدلاء للدفع بهم على حسب مجريات اللقاء، وسيبقي على البرازيلي باكيتا ودييغو لاكست وأندريا كونتي وباتريك كوتروني بجانبه في مقاعد الاحتياط للزج بهم على حسب مجريات اللقاء، الذي يعتبر بمثابة الفرصة الأخيرة لغاتوزو إذا ما أراد البقاء في معقل الميلان.