حي «المسورة» شرق السعودية... من بؤرة إرهاب إلى مركز حضاري وتنموي

بعد أقل من عام من قرار الحكومة السعودية إعادة صياغته وتشكيله، ارتقى حي «المسورة»، وسط بلدة العوامية بالمنطقة الشرقية، من بؤرة كان يتخذها الإرهابيون لاستهداف رجال الأمن والمواطنين الأبرياء إلى مركز حضاري وفضاء ثقافي وتنموي أنجزته أمانة المنطقة الشرقية.
ويأتي ذلك بعد دحر الأجهزة الأمنية السعودية للجماعات الإرهابية التي كانت تتحصن في الحي، حيث رأى هذا المشروع الثقافي والتنموي الكبير النور خلال أقل من عام.
وأعلن المهندس فهد الجبير، أمين المنطقة الشرقية، لـ«الشرق الأوسط» عن اكتمال المشروع، والبدء في تشغيل بعض أجزائه، مبيناً أن مشروع وسط العوامية، بمحافظة القطيف، الذي أقيم على أرض حي المسورة بعد نزع ملكيتها، تم إنجازه خلال 8 أشهر فقط، بينما بلغت تكلفة المشروع 64 مليون دولار «239 مليون ريال».
وتسارعت معدلات الإنجاز في المشروع عما كانت عليه قبل نحو عام، بعد أن تمكنت الأجهزة الأمنية السعودية من كسر شوكة الإرهاب، ودحر الجماعات الإرهابية التي كانت تتحصن في حي المسورة، وسط بلدة العوامية.
ويعد «وسط العوامية» أحد المشاريع التنموية التي تحافظ على الهوية العمرانية والثقافية في المنطقة الشرقية، التي تجمع بين أصالة الماضي وتراثه وطابع المعمار الحديث وتطوره.
ويقف المشروع على مساحة تصل إلى 180 ألف متر مربع، ويضم عدداً من المعالم المعمارية التي توفر خدمات متعددة ثقافية وسياحية وتجارية لسكان محافظة القطيف وزوارها.
ويخدم المشروع من موقعه الاستراتيجي شريحة كبيرة من أبناء محافظة القطيف بشكل خاص، والمنطقة الشرقية بشكل عام، كما يعد أحد المعالم الحضارية والتنموية في المنطقة بشكل عام.
وتعمل أمانة المنطقة الشرقية بشكل متسارع لإنجاز المشروع في موعده المحدد، مع المحافظة على جودة الإنشاء، وتحقيق أعلى معايير السلامة.
كانت أمانة المنطقة الشرقية قد أعلنت في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي أن نسبة الإنجاز في المشروع بلغت 70 في المائة، وتبلغ مساحة المركز الثقافي، وهو قلب المشروع، 5323 متراً مربعاً، ويتكون من 3 مبانٍ تجمع بينها مظلة كبيرة تغطي الساحة الرئيسية. ويتضمن المركز مكتبة وقاعة مؤتمرات ومعارض، وكذلك أبراجاً تراثية تعتبر من أبرز المعالم في المشروع، وهي 5 أبراج تقام على مساحة 866 متراً مربعاً، تم تصميمها لتكون مرجعاً بصرياً ترشد الزائرين بوجهتهم، كما تحاكي التاريخ المعماري للمنطقة.
ويحتوي المشروع على المبنى التراثي الذي يقام على مساحة 1200متر مربع، وصمم بهوية معمارية تحاكي التراث المعماري للمنطقة الشرقية.
كما يضم المشروع السوق الشعبية التي تقدر مساحتها الإجمالية بنحو 4327 متراً مربعاً، والتي تتكون من 7 مبانٍ متفاوتة الأحجام، وفي كل منها وحدات منفصلة تتكون من طابق أو اثنين أعدت للاستثمار، بالإضافة إلى المسطحات الخضراء، حيث يحتوي المشروع على نحو 94 ألف متر مربع من الحدائق والمتنزهات، منها 55 ألف متر مربع مسطحات خضراء مستوحاة من البيئة الزراعية للمحافظة.