عبد العزيز الفيصل... نجم سباقات السيارات وعاشق الألعاب المختلفة يقود دفة الرياضة السعودية

بعد أيام قليلة من نجاحه اللافت في الإشراف على تنظيم سباق «فورمولا إي» التاريخي بالدرعية، نال الأمير الشاب عبد العزيز بن تركي الفيصل ثقة ولاة الأمر، ليتم تعيينه رئيساً لمجلس إدارة الهيئة العامة للرياضة، خلفاً لتركي آل الشيخ الذي عُيّن رئيساً لمجلس إدارة الهيئة العامة للترفيه ضمن سلسلة قرارات ملكية في السعودية، أمس.
ورفع الفيصل الشكر والامتنان لخادم الحرمين الشريفين ولولي عهده، بمناسبة صدور الأمر الملكي بتعيينه رئيساً لمجلس إدارة الهيئة العامة للرياضية، وأعرب عن فخره واعتزازه بهذه الثقة الغالية، متمنياً أن يحالفه التوفيق لخدمة الوطن، ووعد ببذل كل ما من شأنه رفع اسم المملكة في المحافل العالمية، بما يتوافق مع دعم واهتمام القيادة الرشيدة بالقطاع الرياضي، وحرصها على الارتقاء بهذا القطاع، وتطويره لتحقيق أفضل النتائج والإنجازات في المحافل الإقليمية والقارية والدولية.
وقدم الرئيس الجديد للهيئة العامة للرياضية شكره وتقديره لتركي آل الشيخ الرئيس السابق للهيئة الرياضية على ما شهدته الرياضة في المرحلة الماضية من عمل متميز في كل الألعاب والمنافسات، إلى جانب استضافة وتنظيم العديد من الأحداث الرياضية النوعية وغير المسبوقة.
وكان الأمير تركي الفيصل شغل منصب نائب رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للرياضة، وتولى عدة ملفات رياضية، من بينها احتراف اللاعبين المحليين في الخارج، كما أنه كان رئيساً للمكتب التنفيذي لمجلس إدارة اللجنة الأولمبية العربية السعودية.
وكانت آخر نجاحات الأمير عبد العزيز الفيصل اللافتة النجاح الباهر للنسخة الخامسة من سباق «فورمولا إي»، التي استضافتها المملكة العربية السعودية، مطلع الشهر الحالي، في مدينة الدرعية التاريخية، وإلى جانب التظاهرة العالمية التي استضافتها الأراضي السعودية، وجود الفعاليات المصاحبة، وهي عبارة عن مزيج من التراث والتقنية والتسوق والتعليم والثقافة والترفيه، ويعتبر رئيس الهيئة الرياضية السعودية أحد أبناء هذه اللعبة، حيث شارك في عدة سباقات للسيارات، وحقق مراكز متقدمة وبطولات عدة.
ويمزج رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للرياضة الجديد بين العلوم السياسية والثقافة الرياضية والحنكة الإدارية، إذ تلقى تعليمه في مراحله الأولى في ثانوية الملك فيصل بالعاصمة السعودية الرياض، ليتجه بعدها لجامعة الملك سعود، ويتحصل على درجة البكالوريوس في العلوم السياسية، بيد أن شغفه الرياضي حوَّله من السياسة وعلومها، إلى سباق السيارات، وشارك في عدة سباقات وحقق عدة مراكز، حيث نال في عام 2011 المركز الأول في بطولة «FIA GT3» في البرتغال، وحقق المركز الثاني في سباق لومان الـ24 ساعة، وحل في المركز الرابع في سباق دانلوب الـ24 ساعة في دبي، وفي المركز الثالث في سباق نوربورغرينغ لـ1000 كم.
كما فاز بالمركز الأول في سباق كأس «إطارات تويو» في الإمارات العربية المتحدة، كما حاز على كأس بطولة «تحدي بورشه جي تي 3 الشرق الأوسط» عام 2012، وشارك مرتين في «سباق الخليج» وفاز عام 2014 بالمركز الأول، والمركز الثاني عام 2015، وبعدها نال المركز الثاني في «سباق SLS AMG GT3» عام 2016، ونال درعاً فخرياً من الشركة العربية لتجارة المواد البترولية (آبسكو)، كما وقعت شركة «شل» عقداً معه ليكون السفير الرسمي لبرنامج السلامة على الطريق في المملكة العربية السعودية.
ولم تكن هذه النجاحات لتأتي لولا شغف النجاح وحب هذه الرياضية، حيث يرى الرئيس الجديد للهيئة الرياضية السعودية أن الاستعداد الجيد سواءً كان بدنياً أو لياقياً وذهنياً خلف كل النجاحات التي حققها والبطولات التي تُوّج فيها، وبالإضافة إلى اهتمامه برياضة السيارات، فإنه يولي الرياضيات الأخرى جانباً كبيراً من اهتمامه، حيث يُعتبر مهتماً برياضة المشي والجري، ومتابعاً لألعاب كرة القدم والسلة والطائرة، ولم يُخفِ الأمير عبد العزيز الفيصل ميوله الرياضية العالمية لنادي ميلان الإيطالي، لكن قلبه يتسع لجميع الأندية السعودية.
وينتظر الرئيسَ الجديد للهيئة الرياضية السعودية عملٌ كبير، بعد النجاح الذي حققه تركي آل الشيخ في الفترة الماضية، وسيواجه العديد من الملفات المهمة، أبرزها مشاركة الأخضر السعودي في كأس آسيا 2019 في الإمارات، وما يُعقَد عليه من آمال عريضة في إعادة الهيمنة السعودية على القارة الصفراء بعد أن ظلَّت هذه البطولة عصية على الصقور الخضر في العقدين الأخيرين، حيث يُعتبر المنتخب السعودي من أكثر المنتخبات تحقيقاً للقب الآسيوي، بواقع ثلاث بطولات، ووصل للنهائي في 6 مناسبات، وستنطلق البطولة مع شهر يناير (كانون الثاني) المقبل في أبوظبي العاصمة الإماراتية.
وإلى جانب المنتخب السعودي الأول ومشاركته الآسيوية، ينتظر الأمير عبد العزيز الفيصل العديد من الملفات الأخرى، التي لا تقل أهمية عن المنتخب الأول، وتُعتبر اللبنات الأولى في بناء قاعدة صلبة للرياضية السعودية، التي وقَّع أولى صفحاتها الرئيس الأسبق بابتعاث المواهب الصغيرة للمدارس الأوروبية العريقة، لصقل مواهبهم وعودتهم لخدمة المنتخبات الوطنية والأندية المحلية، ومشروع دوري المدارس الذي أعلن عنه أخيراً، وهو المشروع المنتظر، ومن المتوقَّع أن يضخ هذا الدوري مواهب كروية مميزة للأندية المحلية قبل وصولهم للمنتخبات السنية سواءً من اللاعبين السعوديين أو المواليد.
كما سيعمل الأمير عبد العزيز الفيصل على استكمال مشروع مشاركة الأندية الخليجية في الدوري السعودي الموسم المقبل، بمشاركة أندية المحرق البحريني والكويت الكويتي ونادٍ ثالث إماراتي لم يُعلن عنه، ومنح الاتحاد الآسيوي أخيراً موافقته بمشاركة المحرق البحريني في الدوري المحلي السعودي، وينتظر موافقة الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا» لمشاركة الأندية؛ البحريني والكويتي والإماراتي، في المنافسات السعودية، وهي سابقة لم تحدث في المنطقة العربية، وستمنح الدوري السعودي أبعاداً أخرى ومتابعة واسعة.
وجميع هذه الملفات الضخمة وغيرها من الخطط طويلة المدى للنهوض بالرياضة السعودية في جميع ألعابها ستكون على طاولة الرئيس الجديد للهيئة الرياضية، كما أنه سيعمل على مشروع الحكام السعوديين وتطويرهم، لعودتهم مجدداً لقيادة مباريات دوري كأس الأمير محمد بن سلمان للمحترفين، بالإضافة إلى استمرار استضافة المملكة العربية السعودية للتظاهرات والبطولات العالمية الكبرى، وعلى الرغم من تعدد الملفات الرياضية الضخمة، فإن رئيس مجلس إدارة الهيئة الرياضية لن يغفل أهمية مواصلة الدفع بعجلة كرة القدم السعودية من خلال المنتخبات السنية أو المنتخب الأول، والأندية المحلية والوصول للهدف المنشود من ولي العهد ببلوغ الدوري السعودي أحد المراكز الست الأولى على المستوى العالمي، بعدما حل في المركز السادس في الترتيب الأخير من ناحية القيمة السوقية.