الإنتربول يحذّر: «داعش 2» سينفذ هجمات إرهابية

حذر سكرتير عام جهاز الشرطة الدولية (إنتربول) من إمكانية شن متطرفين موجة إرهاب ثانية تجتاح العالم عقب الإفراج عن إرهابيين معتقلين في السجون، وبعد عودة مقاتلي تنظيم داعش الإرهابي من ساحات القتال في منطقة الشرق الأوسط. وحذر جارغون ستوك، سكرتير عام جهاز الـ«إنتربول» من أن متعاطفين مع الإرهاب تلقوا أحكاما بالسجن لمدد تراوحت بين عامين و5 أعوام سيطلق سراحهم قريبا وربما يشكلون تهديدا جديدا لأوروبا. واستطرد ستوك بقوله: «ربما نواجه قريبا موجة ثانية من التطرف يشنها أفراد أصوليون على صلة بتنظيم داعش تستطيع أن تطلق عليهم (داعش2)، أغلبيتهم من المشتبهين بالإرهاب أو المتعاطفين مع الجماعات الإرهابية الذين يقضون عقوبات بالسجن تتراوح بين عامين و5 أعوام».
وأضاف ستوك: «لم تصدر ضدهم أحكام قاسية لأنهم غير مدانين بتنفيذ أعمال محددة على الأرض، بل لأنهم ساندوا أنشطة إرهابية. في كثير من مناطق العالم، تحديدا أوروبا وآسيا، سيجرى إطلاق سراح الجيل الأول من داعمي الإرهاب خلال العامين المقبلين، وربما يشكلون جماعة إرهابية. ومن المعروف أن التطرف يحدث داخل السجون، والاعتداء الإرهابي الأخير الذي استهدف مدينة ستراسبورغ الفرنسية خير دليل على ذلك».
وتعرضت أوروبا لسلسلة من الاعتداءات الإرهابية التي شنها متطرفون منذ عام 2014 نفذها مقاتلو تنظيم داعش الإرهابي في مجازر راح ضحيتها المئات في مدن مثل لندن، ومانشستر، وباريس، ونيس، وبرلين، وبروكسل، وبرشلونة. وكشف ستوك عن أن جهاز الـ«إنتربول» قد أعد بالفعل قاعدة بيانات شملت 45 ألف مشتبه به أجنبي غالبيتهم سلك طرقا غير مباشرة للعودة إلى أوروبا قادمين من سوريا والعراق، وأن تعقبهم يشكل تحديا أمام الشرطة وأجهزة الأمن.
وشدد ستوك على أن من يطلق عليهم «عائدون» ما زالوا يمثلون تحديا كبيرا لكثير من الدول، مضيفا أن «كثيراً ممن غادروا أوروبا وآسيا، على سبيل المثال، لم يعودوا إلى بلادهم بعد، وبعضهم قتل في ساحات القتال، لكن البعض الآخر مفقود. تشعر أجهزة الأمن بقلق بالغ من عودتهم، لأن غالبيتهم بات متمرسا على القتال بعد أن تلقى تدريبات وشارك فعليا في المعارك وكوّن علاقات على مستوى دولي».
واستطرد ستوك بقوله: «تذكروا أن مقاتلين قد خرجوا من أكثر من 100 دولة متوجهين إلى مناطق الصراع.
كان ذلك فرصة كبيرة لتشكيل شبكة على نطاق عالمي، وبالتأكيد لا يزال هناك تواصل بينهم، يجب ألا ننسى ذلك. فبعد هزيمة (داعش) جغرافيا على الأرض، سيحاول هؤلاء الأفراد الانتقال إلى مناطق صراع أخرى في جنوب آسيا أو أفريقيا، وربما يقررون البقاء في أوروبا لتنفيذ اعتداءات».
وشدد على أن «داعش» لا يزال يشكل خطرا من الناحية التنظيمية، لكن الإعداد لذلك يجري تحت الأرض، وقال ستوك: «كما رأينا في الاعتداءات الإرهابية الكبيرة في أوروبا، سيحاول كثيرون استخدام وثائق مزورة، وهنا يأتي دور الـ(إنتربول). فقد صادفنا كثيرا من الحالات التي استخدم فيها الإرهابيون أوراقا ثبوتية كثيرة مزورة، وهو ما شكل تحديا كبيرا لأجهزة إنفاذ القانون. وصادفنا حالات كان من السهل فيها وضع النقاط على الحروف عقب تلقينا معلومة واحدة كشفت عن اتصالات خفية جرت في السابق. وقد ساهمت عملية تبادل المعلومات بين مكاتب الـ(إنتربول) بشأن المقاتلين الأجانب في نجاحنا في كثير من الدعاوى القضائية في أوروبا».
واختتم رئيس جهاز الـ«إنتربول» بقوله: «نحن بصدد بناء نظام عالمي للإنذار المبكر في مواجهة التحركات الإرهابية، ونعمل على تفكيك التنظيمات والأنشطة الإرهابية، والشيء نفسه ينطبق على غيرها من المجالات، مثل الجريمة المنظمة، وجرائم الإنترنت، ولن يتأتى ذلك إلا بتوفير المعلومات أمام متخذي القرارات».