القوات الأفغانية تنسحب من مديرية في غرب البلاد

منيت القوات الحكومية الأفغانية بنكسة جديدة أمس الأربعاء، إذ اضطرّت إلى الانسحاب من مديرية نائية في غرب البلاد أمام هجوم تشنه حركة «طالبان».
وأعلنت الحركة الأفغانية المتمردة أن قواتها سيطرت على مديرية شيبكوه في ولاية فراه بغرب البلاد، بعد إجبارها القوات الحكومية على إخلاء المنطقة. وكانت قوات «طالبان» قد حاصرت المديرية منذ فترة طويلة مانعة وصول الإمدادات والمساعدات العسكرية إليها، ما أدى في نهاية المطاف إلى سقوطها في أيدي مقاتليها. وذكرت وكالة «بهاجواك» الأفغانية المستقلة في تقرير من كابل أن القوات الحكومية تراجعت عن مديرية شيبكوه، مفسحة بذلك المجال أمام تقدم قوات «طالبان». ونقلت الوكالة عن سكان محليين أن القوات الحكومية انسحبت من دون أي قتال. أما وكالة «رويترز» فنقلت، من جهتها، عن مسؤولين محليين أن القوات الأفغانية انسحبت بعدما فشلت في إعادة إمداد عشرات الجنود المتمركزين في المنطقة. وأضاف المسؤولون أن «طالبان» فرضت حصاراً على شيبكوه منذ شهور، ما جعل من الصعب على الحكومة الأفغانية إرسال تعزيزات لقواتها هناك.
وقال موسى نظري نائب حاكم فراه المجاورة لإيران إن قيادة الجيش الأفغاني واجهت صعوبة في إمداد وتعزيز قواتها في شيبكوه فقررت الانسحاب منها تجنباً لسقوط قتلى أو مصابين. وقال نظري لـ«رويترز»: «كانت هناك خطة لمغادرة المنطقة منذ شهور، وأخيراً جرى اتخاذ قرار (بتنفيذها)»، مضيفاً أن القوات سحبت كل الذخيرة والمركبات إلى العاصمة فراه.
ويشهد إقليم (ولاية) فراه الذي يقطنه عدد قليل من السكان قتالاً مكثفاً منذ بداية العام الحالي. ومنيت القوات الأفغانية هناك بخسائر فادحة تضمنت مقتل العشرات من أفراد القوات الخاصة. وتقع شيبكوه على طريق تمر منه المخدرات المهربة من إقليم هلمند، المعقل الرئيسي لزراعة الخشخاش بأفغانستان، ومنه إلى فراه وإيران، بحسب ما أشارت «رويترز».
واتهم مسؤولون أفغان طهران، التي تقول الولايات المتحدة إنها تسعى إلى توسيع رقعة نفوذها في غرب أفغانستان، بإمداد «طالبان» بالمال والأسلحة والمتفجرات الحديثة. وتنفي إيران ذلك الاتهام.
في غضون ذلك، أصدرت «طالبان» بياناً قالت فيه إن قواتها تمكنت من السيطرة على مركز أمني في عملية ليلية في مديرية تشار دره بولاية قندوز الشمالية. وأضاف البيان أن 12 عنصراً من القوات الحكومية قتلوا و15 آخرين أصيبوا بجروح. وتشهد ولاية قندوز مواجهات دامية منذ شهور، إذ تحاول القوات الحكومية التشبث بسيطرتها على عدد من المراكز المدنية ومركز الولاية، بينما تسعى قوات «طالبان» إلى بسط نفوذها على أنحاء الولاية.
كما شهدت ولاية بادغيس بشمال غربي أفغانستان مواجهات بين قوات «طالبان» والقوات الحكومية في منطقتي تاش بلاق وآب كاماري. وأعلنت «طالبان»، في بيان، أن مقاتليها سيطروا على مركزين أمنيين في المنطقة بعد معركة دامت ساعات، كما سيطروا على مركز أمني آخر في مديرية مرغاب بالولاية نفسها.
إلى ذلك، قالت الحكومة الأفغانية إن قواتها والقوات الأميركية تمكنت من تدمير «مركز قيادة وسيطرة» لـ«طالبان» في ولاية هلمند الجنوبية. وأكد الجنرال محمد ياسين، حاكم الولاية، أن قوات «طالبان» تلقت ضربات كبيرة ومنيت بخسائر بشرية خلال العمليات العسكرية، مشيراً إلى مقتل 211 من عناصرها خلال الشهر الماضي وحده في ولاية هلمند.