نتنياهو أبلغ السلطان قابوس استعداده للتخلي عن بعض الأراضي

قال مسؤول فلسطيني كبير إن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أبلغ السلطان قابوس أنه مستعد للتنازل عن بعض الأراضي للفلسطينيين، ولكن ليس السيطرة الأمنية. وأضاف عزام الأحمد، عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير: «أبلغنا وزير الخارجية العماني بما قال نتنياهو للسلطان قابوس. أبلغنا أن نتنياهو قال له إنه مستعدّ للتخلي عن بعض الأراضي، ولكن لن يتخلى عن السيطرة الأمنية».
وكان نتنياهو التقى السلطان قابوس في مسقط، أواخر شهر أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، واتضح لاحقاً أن اللقاء جاء ضمن خطة عمانية من أجل دفع مباحثات سلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
وأكد الأحمد أن الرئيس عباس أبلغ وزير الخارجية العماني يوسف بن علوي، حين التقاه في رام الله، أن نتنياهو لم يأتِ بجديد وهو ليس جدياً بخصوص التوصل إلى اتفاق مع الفلسطينيين. وأضاف الأحمد في تصريحات بثها موقع «تايمز أوف إسرائيل»: «قال عباس لوزير الخارجية العماني إن ما قاله نتنياهو مجرد أقوال قديمة كثيراً ما يكررها»، وتابع: «قال له إن ذلك خدعة وإن نتنياهو ليس جدياً بخصوص السلام».
ورفض ناطق باسم مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي التعليق رداً على سؤال حول ملاحظات الأحمد.
وكانت سلطنة عمان بدأت وساطة لتقريب وجهات النظر بين الفلسطينيين والإسرائيليين، باستقبال السلطان قابوس الرئيس الفلسطيني محمود عباس، ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، تباعاً في مسقط، في أكتوبر. وحاول العمانيون تقريب وجهات النظر من أجل إطلاق عملية سلام جديدة تستند إلى الخطة الأميركية للسلام.
وأكد وزير الشؤون الخارجية العماني يوسف بن علوي آنذاك أن بلاده تطرح أفكاراً لمساعدة الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي على التقارب، لكنها لا تلعب دور الوسيط. وقال إن بلاده «تعتمد على الولايات المتحدة ومساعي رئيسها دونالد ترمب في العمل باتجاه صفقة القرن».
وزار بن علوي رام الله والتقى عباس، ونقل له رسالة من السلطان قابوس، وهي ثاني رسالة تلقاها عباس في تلك الفترة.
لكن توقفت جهود سلطنة عمان لاحقاً كما أعلن الفلسطينيون، لأن الولايات المتحدة رفضت أي دور عماني في العملية السياسية.
وقلَّل الأحمد من أهمية زيارة نتنياهو إلى عمان، قائلاً: «نعلم أنه لم يتم أبداً قطع العلاقات بين إسرائيل وعمان. لدى العمانيين طريقتهم في إدارة شؤونهم. إنهم يؤمنون بالحوار لحل أي مشكلة». وأكد أن إسرائيل لم تنجح حتى بتطبيع العلاقات بشكل تام مع مصر والأردن، مع أن لهما اتفاقيات سلام مع تل أبيب و«لذا لا نعتقد أن التطبيع ممكن دون تطبيق مبادرة السلام العربية».
ومعروف أن موقف نتنياهو الذي أبلغه للسلطان قابوس ليس جديداً، إذ أكد مراراً أنه لن ينسحب من الأراضي المحتلة. كما يُصِرّ على الاحتفاظ بالأمن في المناطق الحدودية غرب نهر الأردن، وهو موقف يرفضه الفلسطينيون.
وإلى جانب الخلاف على الأرض هناك خلاف فلسطيني - إسرائيلي على القدس واللاجئين والحدود، وهي الملفات الأهم التي تقول السلطة إن الولايات المتحدة تتبنى موقف إسرائيل فيها.
واتهم أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير صائب عريقات، أمس، الإدارة الأميركية، بمحاولة تصفية القضية الفلسطينية وضرب المشروع الوطني، وذلك عبر ليِّ ذراع الشعب والقيادة الفلسطينية.