حلبة الدرعية تسخن مساراتها استعداداً للحدث العالمي «فورمولا إي»

يترقب عشاق السيارات في العالم انطلاق الدورة الخامسة من بطولة «إيه بي بي فورمولا إي»؛ سباق «فورمولا إي - الدرعية»، التي تستضيفها السعودية خلال الفترة من 13 إلى 15 ديسمبر (كانون الأول) المقبل، ويُعتبر أول سباق لـ«فورمولا إي» في الشرق الأوسط.
وسيشهد يوما السباق منافسات حامية الوطيس وفعاليات مميّزة بمشاركة ألمع النجوم مثل عمرو دياب، وإنريكي إغليسياس، وديفيد غيتا، وفرقة «بلاك آيد بيز»، وجيسون ديرولو، وفرقة «ون ريببليك»، فيما سيشق الجيل الثاني من سيارات «فورمولا إي» «Gen2» طريقه في المناطق المخصصة من شوارع الدرعية، وهي المدينة المدرجة على لائحة اليونيسكو للتراث العالمي.
ولطالما اتسمت جولة «إيه بي بي فورمولا إي» بطابعها الثوري غير التقليدي على صعيد السباقات وتجارب الجمهور على حد سواء، ما سمح لها بالنمو بسرعة كبيرة تفوق توقعات الكثيرين، حيث جاءت ثمرة لجهود مؤسسها ورئيسها التنفيذي أليخاندرو أجاج الذي طمح في تقديم فعالية سباق تسمح للمشاهدين بأن يكونوا في قلب الحدث أكثر من أي رياضة سيارات أخرى، لذا ركزت السلسلة، منذ انطلاقتها الأولى في العاصمة الصينية بكين عام 2014، على تجربة الجمهور بشكل رئيسي، وقد أثمرت هذه الجهود ابتكار عدد من المفاهيم المميّزة، مثل نظام «ماريو للكارتينغ» الذي يُعتَبَر الأحدث بينها.
وتعتبر «فورمولا إي» المنافَسة الوحيدة من نوعها في العالم التي تسمح للجمهور بالإسهام في تحديد نتيجة السباق، وذلك عن طريق خاصية «دعم المشجعين» التي تسمح للجمهور بالتصويت لسائقه المفضل عبر الإنترنت، أو عبر «تويتر» أو تطبيق «فورمولا إي»، وسينال السائقون الثلاثة الذين يحصلون على أكبر عدد من الأصوات على كمية كبيرة من الطاقة الكهربائية لمدة 5 ثوانٍ، خلال النصف الثاني من السباق، وبهذه الطريقة سيساعد المشاهدون أبطالهم في اللحظات الحاسمة التي تكون السرعة فيها الحد الفاصل بين الفوز أو الخسارة، علماً بأن حجرة حماية الرأس «هالو» المتوفرة لجميع السائقين ستومض باللون الأخضر في حال تفعيل ميزة «دعم المشجعين».
ولا تقتصر المتعة على إمكانية الإسهام في تحديد نتائج السباق، وإنما يستطيع المشاهدون أيضاً اختبار قدراتهم في قيادة السيارات والتنافس مع المحترفين، وذلك ضمن فعالية «السباق الافتراضي» التي تسمح للمشاهدين بقيادة سيارات افتراضية في بيئةٍ تحاكي الحلبة أثناء المنافسة الحقيقية، ليشعروا بأنهم جزء من السباق، إذ سيرون المضمار والسيارات الحقيقية على شاشتهم الرقمية بشكل مباشر، بينما يقودون السيارات الافتراضية كما لو أنهم جزء من الحدث جنباً إلى جنب مع العمالقة، مثل فيليب ماسا ولوكاس دي غراسي، كما تسمح هذه الميزة للمشاهدين برفع مقاطع فيديو على شبكات التواصل الاجتماعي، حيث يوثقون فيها لحظات الفوز على نخبة السائقين.
وتتمثل أحدث إضافات السباق هذا العام، في خاصية «وضعية الهجوم» المحدثة عن خاصية «الطاقة الخارقة»، علماً بأن الجيل الثاني من سيارات «فورمولا - إي» يمتاز بسعة كهربائية أكبر، ما سيشكل عنصراً مهمّاً للاستفادة من دفعة الطاقة من 200 كيلوواط إلى 225 كيلوواط في غضون 4 دقائق، التي بإمكانهم الحصول عليها من مناطق محددة على الحلبة، وعلى حد تعبير مؤسس «فورمولا إي» ورئيسها التنفيذي أليخاندرو أجاج، فإن الأمر أشبه ما يكون بالنجمة الصغيرة التي يحصل عليها «الأخوان ماريو» لينطلقا بسرعة أكبر، وستومض حجرة الحماية «هالو» باللون الأحمر عند استهلاك هذه الدفعة.
يُشار إلى أن هذه ليست الميّزة الوحيدة المستوحاة من عالم لعبة الفيديو الأسطورية التي يتنافس فيها ماريو ولويجي ويوشي بسرعات مذهلة، وإنما هناك كثير من الإضافات الأخرى الحافلة بالمتعة والحماسة التي تُذّكر المشاركين بعالم «نينتدو» الساحر.
وكانت «فورمولا إي» قد كشفت عبر مقطع فيديو على شبكات التواصل الاجتماعي في وقت سابق من العام الحالي، كيف تتحول حلبةٌ حقيقية إلى مضمار سباق افتراضي حماسي يحاكي أجواء ألعاب الفيديو اليابانية المذهلة من التسعينات، وتراوحت ردود الفعل ما بين من يرغب بالحفاظ على طابع «فورمولا إي»، كسباق صرف، وما بين الذين رحبوا بهذه الابتكارات التي تستحضر ذكريات الطفولة الرائعة إلى الأذهان، فيما تواصل «فورمولا إي» تحدي الواقع الحالي لتتيح تجارب منقطعة النظير في عالم الرياضات الميكانيكية ضمن إطار مرح ودون أي خوف من خروجها عن القوالب المألوفة.