اكتشاف اسم أشهر معماري في عصر رمسيس الثاني في معبد رع بالمطرية

أعلنت وزارة الآثار المصرية عن اكتشاف اسم المهندس المشرف على بناء مقصورة احتفالات الملك رمسيس الثاني، بمعبد رع بالمطرية، الذي يُعد أشهر المعماريين في عصر رمسيس الثاني.
وقالت الوزارة، في بيان صحافي، أمس، إن البعثة الأثرية المصرية التابعة لجامعة عين شمس العاملة بعرب الحصن بالمطرية، برئاسة الدكتور ممدوح الدماطي، «نجحت في الكشف عن كتلتين من الحجر الجيري بالجانب الشمالي من تماثيل رمسيس الثاني بمعبد رع في منطقة عرب الحصن بالمطرية».
وقال الدماطي، وزير الآثار السابق، إن النقوش الموجودة على الكتلتين تخص مهندس أعمال الملك رمسيس الثاني، الذي يُدعى «أمنمإنت» (أحد أشهر المعماريين في عصر رمسيس الثاني، وأبو المهندس «باكنخنسو» الذي أشرف على بناء معبد الأقصر).
وأكد الدماطي لـ«الشرق الأوسط» أهمية هذا الاكتشاف، وقال: «نجحنا في معرفة اسم المهندس الذي بنى الجزء الشمالي من معبد رع في عصر رمسيس الثاني، وهذا أمر مهم جداً، إذ إننا نادراً ما نعرف اسم المهندس المشرف على هذه الأعمال»، مشيراً إلى أن الحفائر مستمرة وستكشف المزيد في المستقبل.
وأضاف أن «البعثة نجحت في الكشف عن المقصورة الملكية وجدرانها وقصر احتفالات رمسيس، ولم نكن نعرف مَن المهندس، حتى عثرنا على نصٍّ غاية في الجمال يعرِّف فيه المهندس بنفسه، ويقول: (أنا المهندس الذي أشرف على جميع أعمال منشآت جلالته، وأنا رئيس الشرطة)».
وأوضح أن «المهندس ذكر اسم أخيه، وكان كبير كهنة الشمس، واسم والده، كبير كهنة آمون، وهذا يعطينا صورة عمَّن عمل في المكان، وعن بعض تاريخ منطقة المطرية التي تضم معبد رع، وهو واحد من أهم المعابد المصرية، وكان حجمه يفوق حجم معبد الكرنك بالأقصر، لكنه اندثر تحت المباني، ونحن نعمل حالياً على الكشف عن بعض أجزائه».
ومن المقرّر أن تستكمل البعثة الأثرية أعمالها في موسم الحفائر المقبل، مارس (آذار) 2019، لكشف تفاصيل العمارة التي أشرف عليها المهندس «أمنمإنت»، فوفقاً للدماطي «من المفترض أن يكون (أمنمإنت) قد أشرف على جميع أعمال المعمار الخاصة برمسيس الثاني منذ عام 33، من حكمه، بما في ذلك المباني والتماثيل وحتى المسلات».
ووفقاً للنصوص المحفورة على الحجر الجيري فإن المهندس «أمنمإنت» هو المشرف على إقامة قصر احتفالات، ومقصورة رمسيس الثاني، التي كشفت عنها البعثة، الشهر الماضي، وكان يُلقَّب بـ«المشرف على أعمال كل آثار جلالته»، في إشارة للملك رمسيس الثاني، و«قائد الشرطة في الجنوب».
وأوضح الدماطي أن «المهندس (أمنمإنت) هو الذي أشرف على إقامة الجانب الشمالي من تماثيل الملك رمسيس الثاني، حيث عثر على الكتلتين الحاويتين اللتين تحملان اسمه هناك»، مشيراً إلى أن «البعثة كشفت عن سور من الحجر الجيري يتوسطه مدخل، ويليه أرضية من الطوب اللبن».
وقال إن هذا «السور هذا كان يفصل بين رواقين كبيرين خلف التماثيل، وإن لم تتضح معالمهما المعمارية بشكل جيد بعد، إلا أن ما تم الكشف عنه حتى الآن قد أماط اللثام عن جزء مهم من تاريخ معبد رع بالمطرية». وأعلنت «البعثة الأثرية في المطرية» أخيراً عن اكتشاف مقصورة احتفالات الملك رمسيس الثاني، خلال موسم الحفائر الحالي، وهي مقصورة تقع في معبد رع، وتعود إلى عصر الدولة الحديثة.
وكان الملك رمسيس الثاني يجلس عليها، في أعياد تتويجه، وتعد منطقة المطرية من المناطق الأثرية المهمة التي كانت العاصمة الدينية القديمة لمصر، حيث تضم بقايا معبد الشمس (أون)، في فترة الرعامسة، بداية من رمسيس الثاني وحتى رمسيس التاسع.
وفي سياق متصل، نجح رجال الإطفاء في إنقاذ «الجبانة الفاطمية» بأسوان، جنوب مصر، من حريق، شب صباح أمس، في الحشائش التي تبعد نحو 10 أمتار عن القباب الفاطمية بالجبانة، وقال الدكتور جمال مصطفى، رئيس قطاع الآثار الإسلامية والقبطية واليهودية بوزارة الآثار، إن «ألسنة النيران لم تصل إلى أي مبانٍ أثرية، وإن القباب في حالة جيدة».