سلطات كاليفورنيا تشتبه بتسبب شركتي كهرباء في كارثة الحرائق

يدرس مسؤولون في ولاية كاليفورنيا الأميركية ما إذا كان من الممكن إلقاء اللوم على شركتي كهرباء في التسبب بأكثر الحرائق دموية في تاريخها، والتي أسفرت عن مقتل أكثر من 70 شخصاً ومئات المفقودين.
وأشار بعض المسؤولين الحكوميين في الولاية إلى أن كلا من شركتي «باسيفيك غاز آند إلكتريك» و«جنوب كاليفورنيا أديسون» قد تكونان المسؤولتين المحتملين عن حريق «كامب فاير»، حسبما أفادت صحيفة «الغارديان» البريطانية.
ورفع الكثير من السكان دعوى ضد شركة الكهرباء المحلية «باسيفيك غاز آند إلكتريك» مؤكدين أن احتكاكا في خط الضغط العالي أدى إلى اندلاع الحرائق.
وقد تبين أن كلتا الشركتين مسؤولة عن حرائق كارثية في السنوات الأخيرة.
ولا تزال التحقيقات جارية، فيما لم يؤكد المسؤولون بعد السبب الرئيسي للحريق.
لكن لجنة المرافق العامة في كاليفورنيا، والتي تنظم عمل الشركات الخاصة التي تقدم خدمات أساسية للمواطنين عبر الولاية، أوضحت أنها تلقت تقارير من الشركتين عن حوادث حصلت معهما في مناطق قريبة من المكان الأساسي الذي اشتعلت فيه النيران.
وأكد المتحدث باسم لجنة المرافق العامة في الولاية، تيري بروسبر، أن موظفيهم سيتابعون الموضوع، وسيقومون بتضمين تقارير الحوادث الخاصة بـ«باسيفيك غاز آند إلكتريك» و«جنوب كاليفورنيا أديسون» في ملف التحقيقات.
كما أشار المتحدث إلى أن اللجنة ستتحقق من مدى امتثال الشركتين للقواعد واللوائح الخاصة بالسلامة العامة المعمول بها في المناطق المتأثرة بالحريق.
وتراقب شبكة إصلاح المرافق عمل شركة «باسيفيك غاز اند إلكتريك» على وجه الخصوص، وتتابع التحقيقات معها عن كثب.
وأفادت ميندي سبات، المتحدثة باسم الشبكة، بأنها لا تريد «الحكم مسبقا على سبب هذا الحريق الأخير، لكن هناك الكثير من المشاكل التي تدل على تورط الشركة فيه».
بدوره، صرح بول دوهرتي، المتحدث باسم «باسيفيك غاز اند إلكتريك»: «ما زالت قلوبنا مع السكان الذين تأثروا بنيران الحريق الهائل، وينصب تركيزنا الحالي على دعم المتضررين والمساعدة في احتواء الحريق. كما أن طاقمنا مستعد لتوصيل الغاز والكهرباء للعملاء بشكل آمن، عندما تسمح الفرصة».
وتابع: «لم يتم بعد تحديد سبب الحريق، وقامت شركتنا بتقديم تقرير عن الحوادث الكهربائية إلى قسم السلامة والإنفاذ التابع للجنة مرافق كاليفورنيا العامة، ونؤكد على تعاوننا الكامل مع كل ما يخص التحقيقات».
وتواصل فرق الطب الشرعي بحثها عن المزيد من الضحايا في بلدة باراديس بشمال كاليفورنيا، فيما تحاول السلطات معرفة مصير ألف شخص في عداد المفقودين جراء أسوأ حريق غابات تشهده الولاية على الإطلاق.
وانتشلت فرق الإنقاذ رفات ما لا يقل عن 71 شخصا داخل وحول باراديس التي تقع عند سفوح تلال سييرا، وكان يقطنها نحو 27 ألف شخص، وتبعد 280 كيلومترا شمالي سان فرانسيسكو، قبل أن يلتهمها حريق «كامب فاير» في الثامن من نوفمبر (تشرين الثاني).