«رسائل إلى روما»: 19 تشكيليّاً عربيّاً وأوروبيّاً يتحاورون بلغة الفنون في إيطاليا

بهدف تعميق الحوار الثّقافي العربي - الإيطالي، وصياغة رسالة فنّية بتوقيع الجانبين؛ احتضنت قاعة «آرت جاب» للفنون في حي تراستيفيري التاريخي بالعاصمة روما، من 9 إلى 16 نوفمبر (تشرين الثاني) الجاري، معرض الفن التشكيلي الجماعي «رسائل إلى روما» الذي يضمّ أعمال 19 فناناً عربياً وأوروبياً.
نظّم المعرض منتدى «يورو آراب آرتوداي»، الذي يتبنّى مشروعاً ثقافيّاً فنيّاً تعتمد فلسفته على إشراك فنانين من مختلف البلدان ومن مختلف الأجيال والمستويات والخبرات، بما يسمح في تبادل الخبرات وتطوير الحوار الثّقافي، وتحفز هذه المنتديات التعاون بدلاً من المنافسة بين الفنانين، بالتعاون مع «جمعية دعم العلاقات العربية الأوروبية»، برئاسة الفنان المصري الإيطالي الدكتور ناصر الجيلاني.
عن المعرض يقول الجيلاني لـ«الشرق الأوسط»: «جرى اختيار عنوان المعرض (رسائل إلى روما)، للتّعبير عن التنوع الذي يضمّه المعرض، حيث يرسل كل فنان مشارك فيه رسالته الخاصة ضمن إطار الحوار الثّقافي الذي تتبناه (جمعية دعم العلاقات الأوروبية العربية) ومنتدى (يورو آراب آرتوداي) الذي تمتد فعالياته لمدة عام».
ويشير رئيس الجمعية إلى أنّ المعرض يؤكّد على قوة العلاقات الثّقافية العربية الإيطالية التي تمتدّ لأكثر من ألفي عام من جانب، ومن جانب آخر دعم استمرار التشارك الثّقافي العربي الإيطالي، وللتأكيد على إمكانية الحوار بين الفنانين من مختلف الثّقافات بلغة الفنون.
بدورها، ثمّنت الدكتورة شيشيليا باوليني مُنسقة المعرض، الحضور العربي القوي للفنانين العرب المشاركين، قائلة: إنّ «المشاركات العربية تلفت النظر بشدّة في هذا المعرض بشكل أساسي، وذلك بفضل مشاركة الكثير من الأسماء المتميزة في عالم الفن التشكيلي العربي».
وتلفت باوليني إلى أنّ المعرض ضمّ 12 فناناً من مصر، وثلاثة فنّانين من السعودية، ومشاركين من الكويت وفلسطين، إلى جانب مشاركة أوروبية تتمثل في دولتي إيطاليا وصربيا.
من بين المشاركين، تقول الفنانة التشكيلية السعودية أمل الشمراني لـ«الشرق الأوسط»: إنّ «ما دفعني للمشاركة فيه هو تواجد نخبة كبيرة من الفنانين من دول العالم، وهو ما يضيف لي خبرة واطلاعا فنّيّاً على الأساليب الفنّيّة والثّقافية المختلفة للمجتمعات المشاركة معنا، وتوسيع محيط الوسط الفني بالنسبة لي، فكلّ فنانٍ يمثّل نفسه وأيضا يعكس ثقافة وطنه، وبالتالي يعدّ المعرض وسيلة مهمة للتّعرّف على ثقافات الشّعوب وحضاراتها من خلال الفن التشكيلي، إلى جانب تبادل خبراتنا وتجاربنا الفنية».
ومن مصر، تقول الفنانة شيرين بدر، إنّها رغم تنسيقها عددا من الفعاليات والمعارض الخارجية من قبل، إلّا أنّها تشارك هذه المرّة بوصفها فنانة فقط، لحرصها على طرح الفن المصري في السّاحة الإيطالية والأوروبية، موضحة أنّها تشارك بلوحة بعنوان «همس العصافير»، ترمز للعلاقة بين الإنسان والطّير، فهي علاقة عمرها من عمر البشرية، فطالما راقب الإنسان الطيور وتمنّى أن يستطيع التحليق مثلها بحرية نحو الأعلى. فالعصافير في اللوحة رسالة ترمز للحرية والانطلاق الذي تبحث عنه المرأة ومحاولة إثبات ذاتها والتطلع الدائم إلى فوق.