ترمب إلى باريس للمشاركة في إحياء الذكرى المئوية للحرب العالمية الأولى

غادر الرئيس الأميركي دونالد ترمب واشنطن في وقت مبكر أمس الجمعة في طريقه إلى فرنسا، حيث يشارك مع عشرات من زعماء العالم في إحياء الذكرى المئوية لهدنة الحرب العالمية الأولى. ويقول المسؤولون في البيت الأبيض إن الرئيس ترمب سوف يستغل هذه اللحظة التاريخية للتأكيد على الدور الأساسي الذي لعبته الولايات المتحدة في استعادة السلام والأمن للقارة الأوروبية خلال الحرب العالمية الأولى، وهو الدور الذي لاتزال تقوم به الولايات المتحدة رغم تكلفته العالية.
ومن المقرر أن يلتقي الرئيس ترمب مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون اليوم السبت، ويحضر مأدبة عشاء لرؤساء الدول والحكومات التي يشارك فيها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وخلال يوم الأحد يشارك ترمب في إحياء الاحتفال أمام النصب التذكاري قوس النصر في العاصمة باريس، ويتناول طعام الغداء مع قادة العالم المشاركين في الاحتفال.
وقال مسؤولون في البيت الأبيض إن اللقاء مع الرئيس ماكرون سيكون لمدة ساعة واحدة وسيركز على مناقشة الملف السوري والعقوبات الأميركية ضد إيران والوضع في اليمن، إضافة إلى مستقبل التجارة عبر الأطلنطي ما بين الولايات المتحدة والقارة الأوروبية. وتوقع المسؤولون أن تتطرق النقاشات أيضا إلى نتائج الانتخابات التشريعية وسعي كلا الحزبين الديمقراطي والجمهوري إلى تقوية الأساليب الحمائية في التجارة. وقد أشار ترمب في تصريحات سابقة إلى أنه لن يلتقي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في باريس لكنه ربما يجتمع به في اجتماعات مجموعة العشرين في وقت لاحق من العام في الأرجنتين. وأعاد ترمب تأكيده العلاقات الجيدة التي تربطه بالرئيس بوتين في تصريحاته للصحافيين بالبيت الأبيض صباح الجمعة قبل مغادرته واشنطن متجها للعاصمة الفرنسية.
ويزور ترمب في وقت لاحق مدينة بيلو وود التي شهدت أكثر المعارك الشرسة التي خاضتها القوات الأميركية في الحرب وقتل فيها أكثر من 1800 جندي أميركي عندما هاجموا مواقع ألمانية. وشهدت المعركة كثيرا من القتال اليدوي، وبعد أكثر من ثلاثة أسابيع من القتال المستمر استولت القوات الأميركية على المدينة في 26 يونيو (حزيران) 1918 وسجل مشاة البحرية الأميركية أسطورة في الشجاعة، وفقا للمؤرخ جان ميشيل ستيج. وبحلول نهاية الحرب كانت الولايات المتحدة قد فقدت أكثر من 116000 جندي أميركي دافعوا عن أوروبا ودفن 14000 منهم في مقبرة موسيه أرجون وهي أكبر مقبرة في القارة الأوروبية. لكن لن يشارك ترمب في حضور منتدى باريس للسلام الذي أنشأه ماكرون لدراسة أسباب نشوب الحرب العالمية الأولى ومناقشة كيفية منع نشوب حرب واسعة النطاق في القرن الحادي والعشرين. وتأتي رحلة ترمب إلى باريس في وقت تشهد فيه العلاقات بين الولايات المتحدة وكثير من الدول الأوروبية بعض التوترات. وصرح المسؤولون الفرنسيون بأن العلاقات مع الولايات المتحدة لن تتأثر بخسارة الحزب الجمهوري للأغلبية في مجلس النواب في انتخابات التجديد النصفي الأميركي.
وكان القادة الأوروبيون يتطلعون إلى سياسات الرئيس ترمب بحذر خلال العامين الأولين من ولايته، وليس من المرجح وفقا لكثير من المحللين أن تخفف نتائج الانتخابات التشريعية من مخاوفهم خاصة فيما يتعلق بالإنفاق على الدفاع وملف التجارة والحمائية.
فيما حذر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون من التهديدات المستمرة لأوروبا، قائلا إن المناخ الجيوسياسي يذكر بالحروب العالمية وطالب بأن تقوم القارة الأوروبية بإنشاء جيشها الخاص، وقال: «نحن بحاجة لحماية أنفسنا من الصين ومن روسيا وحتى من الولايات المتحدة». وأضاف ماكرون في تصريحاته لمحطة إذاعة أوروبا «أرى الرئيس ترمب يعلن الانسحاب عن معاهدة نزع سلاح كبيرة تم إبرامها في منتصف الثمانينات في وسط أزمة الصواريخ التي أثرت على أوروبا، والآن من سيكون الضحية الرئيسية، إنها أوروبا وأمنها».