القبض على 6 أشخاص خططوا لاعتداء على ماكرون

حين ألقت الأجهزة الأمنية الفرنسية القبض على 6 أشخاص مشتبه بتخطيطهم لاستهداف الرئيس إيمانويل ماكرون، عاد شبح التهديد الإرهابي الجهادي بقوة إلى الواجهة، لكن الواقع كان شيئاً آخر، فالتهديد هذه المرة جاء من اليمين المتطرف الفرنسي الذي ينتمي إليه الأشخاص الستة الذين ألقي القبض عليهم. وفق المعلومات التي تسربت إلى الأجهزة الإعلامية الفرنسية، والتي أكدها وزير الداخلية كريستوف كاستانير، في تصريح مقتضب لإذاعة «فرنس بلو نور».
وقال الوزير الفرنسي إن ما دفع الأجهزة الأمنية للتحرك هو «وجود تهديدات جدية أثارت قلقنا» بشأن أمن الرئيس ماكرون، الذي يقوم في الوقت الحاضر بجولة موسعة في إطار ما سماه قصر الإليزيه «طريق الذاكرة»، في المناطق التي شهدت مجازر الحرب العالمية الأولى، وذلك في الذكرى المئوية الأولى للهدنة التي وضعت حداً لها.
وتفيد التفاصيل التي أفرج عنها أمس أن الأشخاص الستة قُبض عليهم في 3 مناطق متباعدة للغاية، هي منطقة موزيل (شرق) وإيل وفيلين (غرب) وإيزير (جنوب شرق). ونقطة الانطلاق كانت عملية تنصت على الهواتف. الأمر الذي دفع المديرية العامة للأمن الداخلي (أي جهاز المخابرات الداخلية) إلى التحرك صباح أمس، والقبض على الستة. وسارع الادعاء العام في العاصمة الفرنسية إلى فتح تحقيق قضائي تمهيدي بواقعة مرتبطة بالتحضير لعمل إرهابي، قام به «تجمع لمجرمين إرهابيين».
ووفق أكثر من مصدر، فإن هؤلاء الأشخاص ينتمون إلى اليمين المتطرف، لكن من غير الإفصاح عن المجموعة التي ينتمون إليها تحديداً، بيد أن مصادر أمنية فرنسية أفصحت أن الاستعدادات لـ«عمل عنيف» ضد رئيس الجمهورية بررت عملية التوقيف التي «لم تكن قد وصلت إلى مرحلة متقدمة». ومن الواضح أن الأجهزة الأمنية فضلت التحرك مبكراً، مثل ما درجت على القيام به في مسائل على علاقة بتهديدات إرهابية من أي نوع. وسيكون على المحققين التعرف أكثر على مخططات المقبوض عليهم وعلى حقيقة التهديد الذي كان يستهدف رئيس الجمهورية.
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن الوزير كاستانير قوله أول من أمس، بمناسبة تسلم نيكولا لارنير منصبه الجديد مدير المخابرات الداخلية، إنه «متنبه» للتهديدات الآتية من «المجموعات المتطرفة يمينا ويسارا» والناشطة على الأراضي الفرنسية.
وفي تاريخ الجمهورية الفرنسية، فإن أشهر اعتداء تعرض له رئيس منذ بدء الجمهورية الخامسة هو محاولة قتل الجنرال شارل ديغول إبان حرب الجزائر. وكانت العملية من تدبير 4 من كبار جنرالات الجيش الفرنسي. وقد تعرضت سيارة ديغول لوابل من الرصاص، إلا أنه نجا من المحاولة التي حصلت في 5 يونيو (حزيران) من العام 1962 في مدينة بوتي كلامار.
في الماضي، اشتهرت مجموعات اليمين المتطرف وغالبيتها ذات توجهات نازية باستهداف أماكن عبادة أو مصالح للمسلمين في فرنسا. وتكاثرت هذه الاعتداءات منذ بداية العام 2015 أي بعد عملية اغتيال طاقم صحيفة «شارلي أيبدو» الساخرة في شهر يناير (كانون الثاني) من العام المذكور. وفي شهر يونيو (حزيران) المنصرم، قامت الأجهزة الأمنية بالقبض على 10 أشخاص من اليمين المتطرف في 5 مناطق فرنسية متفرقة.