جندي ينشق عن الجيش اللبناني وينضم إلى «جبهة النصرة»

أعلن المجند اللبناني الفار عاطف سعد الدين انشقاقه عن الجيش اللبناني أمس، في شريط مصور ظهر فيه بثيابه العسكرية وبدا خلفه علم «جبهة النصرة - تنظيم قاعدة الجهاد في بلاد الشام»، مبررا خطوته باتهام الجيش بـ«الانحياز» إلى جانب «حزب الله» الذي يقاتل داخل سوريا.
وتعد هذه الحالة الأولى من نوعها في لبنان، رغم أنها ليست حالة الفرار الأولى من الجيش، نظرا لأن منفذها ظهر في نهاية شريط الفيديو محتضنا من قبل عدد من المسلحين الملثمين الذين اقتربوا منه وعانقوه وقبلوا رأسه، في وقت أفادت تغريدات عبر حسابات مؤيدة لجبهة النصرة على موقع «تويتر» أنه «انضم إلى جبهة النصرة في القلمون».
وعرف المجند عن نفسه بأنه «جندي منشق في اللواء الثامن»، المنتشر في منطقة اللبوة - عرسال في البقاع، شرق لبنان، مبرزا بطاقته العسكرية التي تشير إلى أنه من مواليد عام 1991، من بلدة خربة داود في منطقة عكار ذات الغالبية السنية في شمال لبنان.
وقال سعد الدين في شريط الفيديو: «انشققت عن الجيش اللبناني لأنني أنا وكل عسكري في الجيش اللبناني (..) نعرف أن الجيش أداة للحزب («حزب الله») ويأخذ أوامره من الحزب. يقيم الحواجز أينما يريد الحزب والضباط كلهم بأوامر الحزب».
وأضاف بتأنٍّ: «كل العسكريين يعرفون المضايقات التي يتعرض لها أهل السنة (...)»، مشيرا إلى أن عناصر الجيش «يقيمون حاجزا في منطقة سنية يخنقونها خنقا، في حين أنهم في الضاحية (الجنوبية لبيروت، معقل «حزب الله») لا يتجرأون على إقامة حاجز إلا إذا أعطى الحزب أمرا».
وقال سعد الدين إنه «من الأسباب التي أدت إلى انشقاقي أن شبابنا كلهم في السجون. أي شاب يجدون عذرا يضعونه في السجن خمس سنوات أو أكثر من دون حكم أو أي شيء، بينما الذين قتلوا النواب والوزراء لا أحد يحاكمهم»، في إشارة إلى اتهام عناصر من «حزب الله» بتنفيذ اغتيالات أو محاولات اغتيال طالت شخصيات سياسية مناهضة لـ«حزب الله» ودمشق منذ عام 2005، من دون أن يجري توقيف أي منهم. وأشار إلى أن عناصر «حزب الله» يمرون على حواجز الجيش اللبناني بسلاحهم من دون أن يجري اعتراضهم.
وأثار انشقاق سعد الدين استغراب ودهشة أهالي بلدته العكارية الذين عرفوه جنديا في الجيش اللبناني. واكتفى مختار البلدة سيف الدين الياسين في تصريحات مقتضبة لـ«الشرق الأوسط» بالقول إن خطوته «فاجأت أهالي البلدة، خصوصا أنه لم تكن تبدو عليه أي ميول متطرفة»، مشيرا في الوقت ذاته إلى أنه «في ظل الظروف الدقيقة لم نعد نميز بين الجيد والرديء».
ولا توضع هذه العملية في إطار الانشقاق عن الجيش اللبناني، إذ يسجل حالات فرار وتخلف عن أداء الخدمة لأسباب شخصية عدة، يتعامل معها الجيش اللبناني عبر القضاء العسكري. ووضعت مصادر أمنية انشقاق سعد الدين في إطار فردي، بعد شائعات عن حالات فرار من صفوف الجيش اللبناني. ونقل موقع النشرة الإلكتروني عن مصدر أمني قوله إنه «لم تسجل سوى حالة واحدة وهي حالة فردية لا ترقى إلى أن تشكل أي خطر على المؤسسة العسكرية»، مشددا على وجوب «ألا تعطى حادثة الفرار المذكورة أكثر من حجمها». وأوضح أن «العنصر الفار كان محالا أمام المحكمة العسكرية وقد جرى تحويله سابقا إلى المؤسسة العسكرية وتشكيله تأديبيا لمخالفة قام بها».