السجن لشقيق منفذَي تفجيرات باريس بتهمة السرقة

أصدرت المحكمة الجنائية في بروكسل أمس (الأربعاء)، حكماً على محمد عبد السلام بالسجن 30 شهراً نافذة، في حين حكمت على شريكيه، يوسف بن عايد وبيار رافاييل، بالسجن مدة 18 شهراً وعامين على التوالي مع وقف التنفيذ لمدة نصف المدة، على خلفية ملف سرقة الصندوق البلدي لبلدية مولينبيك يوم 23 يناير (كانون الثاني) الماضي.
وحسبما نشرت وسائل الإعلام، حكم على محمد عبد السلام بالسجن لمدة 30 شهراً وغرامة قدرها 16000 يورو. وحكم على يوسف بن عايد بالسجن 18 شهراً مع وقف التنفيذ نصف المدة و4000 يورو غرامة. في حين حكم على بيار رافايل وهو موظف في بلدية مولينبيك، بالسجن لمدة عامين، نصفها موقوف، ويجب على كل متهم أن يسدد ثلث مبلغ 68000 يورو المسروق من البلدية.
وفي جلسات الاستماع في الأسبوع الأول من أكتوبر (تشرين الأول)، كرر محمد عبد السلام أسفه في المحكمة، قائلاً: «على الرغم من أن اسمي عبد السلام، وعمري 32 عاما، ما زال يمكنني القيام بشيء جيد في حياتي». وقال محمد عبد السلام: «أريد أن أعبر مرة أخرى عن أسفي لهذه الجريمة، أحاول أن أتحمل مسؤولياتي ولكنها ليست سهلة، أنا أب ولدي طفلان... لا أريد أن أشعر بالأسف على نفسي». وأضاف: «أنا أقدر أن أقوم بشيء جيد في حياتي، أرجو أن تنظروا إلى القضية برأفة».
وفي يونيو (حزيران) الماضي، اعترف الأخير بأنه شارك في عملية السرقة وقد حصل على معلومات من بيار رافاييل، أحد زملائه السابقين، بأن المسؤولين سيتوجهون لإيداع مبلغ كبير من المال في البنك، ما سهل على الرجل ارتكاب الجريمة في بلدية مولينبيك، وهي بلدية معروفة بغالبية سكانها من المهاجرين، وخاصة العرب والمسلمين.
وفي جلسة سابقة، طلب المدعي العام لمحكمة الجنايات في بروكسل بالحكم 4 سنوات سجن على محمد عبد السلام لسرقة الصندوق البلدي لسان جان مولينبيك، التي ارتكبت في 23 يناير. وتعتقد السلطات، أن الأموال لا تزال في متناول يدي عبد السلام. وقدّر المدعي العام أن محمد عبد السلام، شقيق اثنين من مرتكبي هجمات باريس في نوفمبر (تشرين الثاني) 2015، كان على رأس سرقة الصندوق البلدي لبلدية مولينبيك. وقال: «لقد حصل على المعلومات من بيار رافاييل عن يوم تحويل المال وكان رفيقه يوسف ب. في السيارة».
وطلب المدعي العام أيضاً حكماً بالسجن لمدة عامين مع إيقاف التنفيذ ضد يوسف، وحكماً بالسجن لمدة 30 شهراً مع إيقاف التنفيذ ضد بيار رافايل. أما بالنسبة للأموال، التي لم يتم العثور عليها حتى الآن، فإن المدعي العام يعتبر أنها «بقيت في أيدي محمد عبد السلام». وتشير كثير من القرائن، إلى تحويل 20000 يورو إلى حساب في المغرب، كما قال عدد من الشهود إن في حوزة عبد السلام مالا كثيرا.
يذكر أنه في يوم 23 يناير الماضي، وقع هجوم على 3 ضباط من مولينبيك كانوا على وشك إيداع مبلغ يقرب من 70 ألف يورو في أحد البنوك في بروكسل. وألقي القبض على 4 أشخاص، من بينهم محمد عبد السلام، وأحد أصدقائه، وكذلك اثنان من موظفي البلدية.
وكانت بلدية مولينبيك قد اشتهرت في أعقاب تورط عدد من الشباب من سكان الحي في السفر إلى سوريا للقتال هناك ومشاركة البعض منهم في عمليات إرهابية ضربت مدناً أوروبية، ومنها هجمات باريس التي أودت بحياة 130 شخصاً، وتفجيرات بروكسل التي أودت بحياة 32 شخصاً وإصابة 300 آخرين.