إصابة جنرال أميركي في هجوم قندهار

اعترفت القوات الأميركية في أفغانستان بإصابة أحد قادتها في الهجوم المسلح الذي شنه أحد المندسين من طالبان في صفوف الشرطة الأفغانية وأودى بحياة حاكم قندهار وقائد شرطتها والاستخبارات والجيش في الولاية يوم الخميس الماضي. وقال المتحدث باسم القوات التابعة لحلف شمال الأطلسي في أفغانستان إن الجنرال جيفري سمايلي قائد قوات الحلف في جنوب أفغانستان أصيب في الهجوم يوم الخميس، وإنه يتعافى من إصابته بطلق ناري، وإن جنديين أميركيين آخرين على الأقل أصيبا في الهجوم داخل مقر حاكم ولاية قندهار أثناء عقد اجتماع أمني على مستوى رفيع حضره قائد القوات الأميركية في أفغانستان الجنرال سكوت ميلر.
وكان الناطق باسم قوات حلف الأطلسي في أفغانستان الكولونيل كنوت بيترز أصدر بيانا قال فيه إن الجنرال ميلر لم يصب في الهجوم الذي وقع في قندهار، لكن الجنرال ميلر لم يظهر على وسائل الإعلام أو في أي مكان آخر منذ وقت الهجوم، وهو ما يزيد من الشكوك في إمكانية إصابته وعدم رغبة القيادة الأميركية في الاعتراف بذلك في الوقت الراهن.
من جانبها، أعلنت الحكومة الأفغانية مقتل حاكم الظل التابع لحركة طالبان في مديرية حصارك بإقليم ننغرهار شرق أفغانستان، في غارة جوية شنتها الطائرات الأميركية على قوات لطالبان في المنطقة. وقال المتحدث باسم مجلس الحكم المحلي في ولاية ننغرهار إن لارسال عبد الجبار قائد طالبان قتل بطائرة أميركية من دون طيار مساء السبت الماضي؛ حسبما ذكرت وكالة «خاما برس» الأفغانية، وأضاف البيان أن الغارة الجوية نفذت في محيط منطقة جوكان بمديرية حصارك، وقتل نتيجتها حاكم الظل للمديرية مع 6 من مرافقيه من مقاتلي طالبان. وأشار المجلس المحلي للإقليم إلى أن قائد طالبان الذي استهدف كان يستقل عربة ذات دفع رباعي مع رفقائه عندما شنت طائرة أميركية من دون طيار غارة صاروخية على السيارة.
وتدور في إقليم ننغرهار مواجهات شبه يومية بين القوات الحكومية من جهة؛ وتنظيم داعش وقوات طالبان من جهة أخرى، إضافة لحدوث مواجهات بين مقاتلي طالبان ومسلحي تنظيم داعش الذين تتهمهم طالبان بتلقي دعم عسكري حكومي أفغاني وأميركي لمواجهة قوات طالبان التي تزيد من رقعة سيطرتها على المناطق الأفغانية المختلفة.
وفي تطور آخر ولمواجهة هجمات طالبان في الجنوب الأفغاني عين الرئيس أشرف غني؛ تادين خان شقيق الجنرال عبد الرازق قائد شرطة قندهار السابق، مكانه بعد يوم من دفنه في ولاية قندهار. ومن المتوقع أن يكون لتعيين تادين خان أثر في المواجهات مع طالبان، خصوصا أن عمليات الثأر في أفغانستان لها وقعها وتأثيرها على قرارات كل الأطراف في الولايات الأفغانية. وعرف عن الجنرال عبد الرزاق نهجه المتشدد حيال طالبان التي اتهمته بتعمد قصف المدنيين واستهدافهم والادعاء بأنه يحاول القبض على مقاتلي طالبان، كما اتهمته حركة طالبان بتصفية كثير من مقاتليها الجرحى والأسرى بعد اعتقالهم.
وكان الجنرال عبد الرزاق والجنرال عبد المؤمن مسؤول الاستخبارات وحاكم الولاية زلماي ويسا وقائد قوات الجيش الأفغاني في ولاية قندهار، لقوا مصرعهم بعد إطلاق مسلح من الشرطة النار عليهم بعد انتهاء اجتماعهم مع القيادة العسكرية الأميركية في أفغانستان بمكتب حاكم ولاية قندهار. ونشرت طالبان شريط فيديو مسجلاً لمنفذ العملية وقالت إنه أحد أفرادها المندسين في القوات الأفغانية وكان يحفظ القرآن الكريم ويتدرب على كيفية الوصول إلى الجنرال عبد الرزاق لتصفيته بعد عمليات التصفية التي قادها الجنرال عبد الرزاق ضد كوادر ومقاتلي طالبان في الجنوب الأفغاني.
ونفى رئيس السلطة التنفيذية الأفغانية الدكتور عبد الله عبد الله ما أشيع في كابل من أن تصفية الجنرال عبد الرزاق ومن كانوا معه كانت ضمن مؤامرة اشتركت فيها دولة أجنبية. ووصف عبد الله عبد الله هذه الإشاعات بأنها لا أساس لها من الصحة، وأن خطة اغتيال الجنرال عبد الرازق كانت من قوى معادية لأفغانستان. وكان نور محمد عطا حاكم ولاية بلخ الشمالية وقائد «حزب الجمعية» المعارض للرئيس أشرف غني، هو أول من تحدث عن وجود جهات أفغانية وراء مقتل الجنرال عبد الرزاق الحليف له في قندهار، كما أن الخلافات الدائرة في صفوف الحكومة الأفغانية بين الرئيس ومعسكره والدكتور عبد الله عبد الله ومؤيديه، زادت من حدة الاتهامات الموجهة بين الفريقين وذلك قبل عملية الاقتراع للانتخابات البرلمانية التي جرت يومي السبت والأحد الماضيين، وكذلك قبل موعد الإعلان عن انتخابات الرئاسة الأفغانية التي يتطلع الرئيس أشرف غني للتجديد له فيها، بينما يتطلع عبد الله عبد الله للمنافسة على مقعد الرئاسة مرة أخرى مجددا.