موسكو تشكك في استحالة الحرب النووية

شكك وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في الفرضية القائلة إن انتشار الأسلحة النووية وتوازن الرعب يضمنان عدم حصول حرب نووية، وهي الفرضية التي يعتبر كثر أن البرهان عليها هو تكديس الأسلحة النووية طوال عقود الحرب الباردة من دون استخدامها.
فقد قال لافروف إن "فرضية استحالة الحرب النووية التي صيغت في العهد السوفياتي بالتعاون مع الولايات المتحدة تحتاج إلى التأكيد في الظروف الراهنة". ولفت في لقاء صحافي مع وسائل إعلامية فرنسية هي قناة "أر.تي" التلفزيونية ومجلة "باري ماتش" وصحيفة "لو فيغارو"، إلى "تكديس الأسلحة على حدودنا والتوجه نحو تحديث البنية التحتية الخاصة بطرق النقل لضمان سرعة وصول المعدات العسكرية الأميركية الثقيلة وربما معدات دول حلف شمال الأطلسي الأخرى إلى حدودنا، بالإضافة إلى المناورات والتدريبات التي تحمل طابعاً استفزازياً صريحاً، كونها تُجرى لا في قلب سيبيريا كما هو الحال بالنسبة إلى المناورات الروسية الصينية، ولكن في أوكرانيا وجورجيا وفي البحر الأسود. والآن ترغب أوكرانيا في تنفيذ تدريبات في بحر آزوف. إلا أن الاتفاق الذي سبق أن عقدناه مع أوكرانيا يتطلب موافقة الجانبين على مرور السفن الأجنبية إلى بحر آزوف. الجانب الأوكراني يريد ذلك وهناك من يساعده في تحقيق هذه الرغبة".
واعتبر رأس الدبلوماسية الروسية أن هذا كله يحصل على خلفية عقيدة نووية أميركية جديدة "يجري بموجبها خفض الحد من استخدام الأسلحة النووية وتصنيع أسلحة نووية صغيرة جدا مع نية واضحة لجعل هذا النوع من الأسلحة وسيلة محتملة لخوض الحرب. وهذا ما ينسف من الناحية النظرية كل الاتفاقات القائمة التي تعتبر هذه الأسلحة بموجبها أسلحة للتخويف وللردع المتبادل لا لممارسة العمليات العسكرية".
وأضاف لافروف: "هكذا توضح العقيدة النووية الأميركية الجديدة ضرورة وجود الأسلحة النووية ذات القدرات الصغيرة. وكان لدينا مع الجانب الأميركي، منذ العهد السوفياتي، برأيي، تصريحان يؤكدان أنه ليس من الممكن إطلاقاً أن يكون هناك طرف كاسب في الحرب النووية. ولذلك ليس من الممكن إطلاقاً أن تندلع هذه الحرب بالذات. وقد يكون من المفيد تأكيد هذه الفرضية في الظروف الراهنة".
يُذكر أن وزارة الدفاع الأميركية "البنتاغون" أصدرت العقيدة النووية الجديدة التي أولت فيها مسألة تطوير القوات النووية الروسية اهتماماً كبيراً. وتنص هذه الوثيقة على أن واشنطن ستواصل استثمار الأموال في تصميم الأسلحة النووية ذات القدرات الصغيرة، بالإضافة إلى تحديث مكونات "الثلاثي النووي"، أي الصواريخ العابرة للقارات والغواصات الاستراتيجية والقاذفات.