لقاء ثأري لإنجلترا أمام كرواتيا من أجل تجديد الأمل بالمنافسة

تبحث إنجلترا الطامحة إلى تجديد جيلها، عن الثأر من كرواتيا التي أقصتها من نصف نهائي المونديال الأخير، عندما تحل ضيفة عليها اليوم في رييكا من دون جمهور، ضمن المجموعة الرابعة بالمستوى الأول من دوري الأمم الأوروبية لكرة القدم، الذي يشهد لقاء آخر ساخنا بين بلجيكا وسويسرا في المجموعة الثانية.
ويخوض المنتخبان الكرواتي والإنجليزي مباراة اليوم وهما بحاجة لتحقيق نتيجة إيجابية للابتعاد عن مؤخرة الترتيب، وتفادي الهبوط إلى القسم الثاني. وتتربع إسبانيا على صدارة المجموعة الرابعة برصيد ست نقاط، محققة العلامة الكاملة حتى الآن، وهي المرشحة الأوفر حظا للتأهل عن تلك المجموعة إلى نهائيات البطولة التي ستقام في يونيو (حزيران) المقبل.
ورغم التقدم الكبير الذي أحرزته إنجلترا الصيف الماضي في روسيا، وبلوغها نصف نهائي الحدث العالمي للمرة الأولى منذ 28 عاما، فإنها رضخت أمام أفضل لاعب في العالم، بحسب الاتحاد الدولي، لوكا مودريتش، وإيفان راكيتيتش، فأهدرت تقدمها بهدف كيران تريبيير المبكر، قبل أن يعادل إيفان بيريسيتش في الشوط الثاني، ويقتنص ماريو ماندزوكيتش هدف الفوز في الوقت الإضافي.
وكان الشعور مماثلا في ملعب ويمبلي الشهر الماضي، عندما سيطرت إسبانيا على الاستحواذ، وعادت بأولى نقاطها في المسابقة الجديدة، بالفوز على إنجلترا 2 - 1.
وأظهرت تشكيلة المدير الفني غاريث ساوثغيت الشابة التي شاركت بالمونديال، أنها قادرة على منافسة الكبار؛ لكن المدرب لم يكتف بذلك؛ بل ما زال يتابع بحثه بين اللاعبين الموهوبين لإيجاد مايسترو يفتقده في خط الوسط منذ أيام بول غاسكوين.
وحصل كل من جايدون سانشو (18 عاما)، ومايسون ماونت (19 عاما)، وجيمس ماديسون (21 عاما)، على فرصتهم الأولى لحمل ألوان منتخب «الأسود الثلاثة».
وحقق سانشو بداية جيدة مع بوروسيا دورتموند الألماني، بعد رفضه البقاء مع مانشستر سيتي حامل لقب الدوري، وذلك لإيجاد مكان أساسي على أرض الملعب.
وأصبح سانشو الذي يشبهه البعض بالبرازيلي نيمار، أكثر لاعب يمرر كرات حاسمة في البطولات الأوروبية الكبرى حتى الآن (9)، بينها واحدة في دوري أبطال أوروبا.
وقال سانشو الذي واجه رجال الإعلام للمرة الأولى بقميص إنجلترا: «أثق بنفسي، لذا لم يرعبني الانتقال إلى ألمانيا». وتابع: «أنا صعب نوعا ما، مباشر وواثق بنفسي تماما. أثق بنفسي عندما أواجه خصومي».
ولم يلعب ماديسون وماونت بعد على هذا المستوى؛ لكنهما فضلا الانتقال إلى أندية أقل لمعانا في الدوري الإنجليزي الممتاز، للحصول على وقت إضافي في الملعب.
بعدما أراده نادي ليفربول في مراهقته، فضل ماونت الانتقال إلى نوريتش، ثم ليستر سيتي الصيف الماضي، للانضمام إلى الدوليين هاري ماغواير وجايمي فاردي.
وقال ماديسون الذي سجل ثلاثة أهداف ومرر كرتين حاسمتين في 8 مباريات في الدوري: «نظرت إلى تشكيلة ليستر، ورأيت أن هاري وغاردي موجودان دوما في تشكيلة إنجلترا. اعتقدت أنه المكان الذي يجب أن أوجد فيه».
لا يزال ماونت لاعبا في صفوف تشيلسي؛ لكن بعد تسجيله 13 هدفا خلال إعارته إلى فيتيس أرنهيم الهولندي الموسم الماضي، يخوض إعارة ناجحة الآن مع دربي كاونتي بالدرجة الأولى، تحت إشراف لاعب الوسط الدولي السابق فرانك لامبارد.
وقال لامبارد: «يمكنه أن يصل إلى القمة؛ لأنه بعمر التاسعة عشرة، ويلعب بكفاءة وأسلوب متميز، إنه رائع».
ورأى لاعب الوسط العائد روس باركلي أن إنجلترا قادرة على مواجهة كرواتيا التي حققت إنجازا كبيرا ببلوغها نهائي المونديال للمرة الأولى في تاريخها، قبل الخسارة أمام فرنسا 2 - 4.
وقال باركلي (24 عاما و22 مباراة دولية) المنتقل إلى تشيلسي، والذي كان ضمن تشكيلة إنجلترا التي ودعت مبكرا في مونديال 2014 وكأس أوروبا 2016: «سيكون تحديا. رأيتم في كأس العالم مدى جودة مودريتش وراكيتيتش، الذي يلعب مع فريق برشلونة الكبير. نملك اللاعبين للمنافسة مع الدول الكبرى. بات لدينا هوية الآن. ذهبنا إلى كأس العالم وبلغنا نصف النهائي، ونسير بالاتجاه الصحيح».
ويعاني منتخب إنجلترا من بعض الغيابات، وآخرها انسحاب داني روز مدافع توتنهام، وأليكس مكارثي حارس مرمى ساوثهامبتون، من القائمة أمس للإصابة.
وانضم اللاعبان إلى صفوف منتخب إنجلترا رغم معاناتهما من إصابة بسيطة، قبل أن يتأكد عدم قدرتهما على اللعب أمام كرواتيا، وقرر ساوثغيت المدير الفني عدم استدعاء بديلين لهما.
في المقابل، يتطلع المنتخب الكرواتي إلى استعادة اتزانه في البطولة الأوروبية الجديدة، بعد الخسارة الثقيلة صفر - 6 أمام نظيره الإسباني في الجولة السابقة.
وتخوض كرواتيا مباراة اليوم على أرضها بعد الإنجاز المونديالي؛ لكن وراء أبواب موصدة تنفيذا لعقوبة مباراتين من دون جمهور على أرضها، بسبب شعارات نازية على أرض الملعب، خلال تصفيات كأس أوروبا 2016 ضد إيطاليا في يونيو 2015.
وقال المدرب زلاتكو داليتش: «هذا ليس عادلا لأننا سنواجه إنجلترا. منتخبان بلغا نصف نهائي المونديال، وسنلعب من دون جماهيرنا».
وتابع: «أعرف أن الاتحاد الأوروبي يعاقبنا؛ لكن ليس صحيحا أن نلعب من دون جمهورنا. يجب أن نتقبل ذلك ونحاول تقديم الأفضل».
وحققت كرواتيا بداية كارثية في البطولة بخسارتها أمام إسبانيا صفر – 6، ما دفع داليتش إلى القول: «كانت الهزيمة أمام إسبانيا قاسية علينا؛ لكنها لم تهزني على الإطلاق، تحدثت مع اللاعبين حول ضرورة تحسين الانطباع أمام إنجلترا. لدينا مشكلات مع الإصابات، ولكننا سنحاول وضع التشكيل المناسب أمام إنجلترا خلال الوقت المتاح لدينا».
وأكد داليتش أن «بعض الأخطاء التي حدثت في لقاء إسبانيا ينبغي علينا إصلاحها، وهدفنا كأس أوروبا 2020. أعرف أنه لدينا دوري الأمم الأوروبية؛ لكننا مرهقون الآن وقدمنا كل ما نملك في كأس العالم. نحتاج إلى الوقت لتحقيق انطلاقة جيدة».
ويخوض المنتخب الكرواتي، مباراة اليوم وهو يعاني من الإصابات، وكذلك ابتعاد البعض للاعتزال الدولي.
وترك الاعتزال الدولي لماريو ماندزوكيتش، فور انتهاء المشاركة التاريخية لكرواتيا في المونديال، فراغا كبيرا في مركز الجناح الأيسر، بينما يعاني الفريق أيضا من عدم وجود البديل الجاهز لملء فراغ المدافع المصاب سيمي فرساليكو.
وتساءلت صحيفة «سبورتسك نوفوستي» الكرواتية أمس: «أندريه كراماريتش وأنتي ريبيتش، هما الخياران الجديدان للهجوم، ولكن من سيلعب في مركزي الظهيرين الأيمن والأيسر؟».
وأضافت الصحيفة الكرواتية: «المدرب داليتش لم يستدع أي عنصر جديد لملاقاة إنجلترا وبعدها الأردن وديا، لذا فإن الرد على هذا السؤال لن يوجد الآن».
وصرح إيليا لونكاريفيتش، المدرب السابق لفريق دينامو زغرب الكرواتي: «لقد انتهى عصر ماندزوكيتش، وحتى إذا مر القليل من الوقت، فإنه يتعين علينا إيجاد طريق جديدة. من الضروري أن نجد مسارا آخر قريبا، إن لم يكن في الوقت الراهن».
وضمن مباريات المستوى الأول، تبحث بلجيكا عن فوزها الثاني في المجموعة الثانية، عندما تستضيف سويسرا في مباراة قوية في بروكسل؛ حيث لم تخسر منذ 2016.
وكانت بلجيكا، ثالثة المونديال الأخير، ومتصدرة تصنيف الاتحاد الدولي، تخطت آيسلندا افتتاحا بثلاثية نظيفة، فيما سحقت سويسرا آيسلندا بنصف دستة أهداف.
وفازت بلجيكا في المواجهة الودية الأخيرة 2 - 1 بهدفي روميلو لوكاكو وكيفن دي بروين المصاب حاليا، وتتقدم في المواجهات المباشرة بـ12 فوزا مقابل 8 لسويسرا.
وحذر مدرب بلجيكا «الإسباني» روبرتو مارتينيز الذي يعول على نجمه المتألق أدين هازار، من أن مواجهة سويسرا ستكون «صعبة للغاية». وتخوض بلجيكا المباراة بعد فضيحة تلاعب وغسل أموال كبيرة هزت البلاد أول من أمس، تورط فيها لاعبون، ووكلاء، وحكام وإداريون.