أودوي: 20 دقيقة فصلت بين تحولي من بطل إلى لاعب منبوذ

يتذكر اللاعب البلجيكي دينيس أودوي الضغوط الهائلة التي تعرض لها وهو يشاهد المباراة الفاصلة لنادي فولهام في صراع التأهل للدوري الإنجليزي الممتاز من داخل غرفة خلع الملابس بنادي ويمبلي بعد حصوله على البطاقة الحمراء، قائلا: «كنت أفكر بأنه يتعين علي أن أتصل بوكيل أعمالي لكي يبحث لي عن ناد جديد ألعب له بعد ما حدث».
وقد طُرد أودوي من تلك المباراة بسبب تدخله العنيف على لاعب أستون فيلا جاك غريليش، وكان كل ما يتمناه في تلك اللحظة هو أن يتمكن زملاؤه في الفريق من تحقيق الفوز وإنقاذه من هذه الورطة لأنه كان سيتحمل مسؤولية الخسارة. وحصل أودوي على البطاقة الحمراء قبل نهاية المباراة بـ20 دقيقة. وبالطبع كانت هذه هي أطول 20 دقيقة في حياته بأكملها.
وبدأ المدافع البلجيكي يفكر في أنه قد يتحول في لحظة واحدة من بطل إلى لاعب منبوذ في النادي بسبب تسببه في ضياع الحلم الذي يسعى الفريق لتحقيقه. وبعد أسبوعين من تسجيله لهدف الفوز في مباراة نصف النهائي أمام ديربي كاونتي وتغني جمهور النادي باسمه، كان أودوي على وشك أن ينهي الموسم بكارثة وشعور قوي باليأس والإحباط.
وقال أودوي: «ذهبت إلى غرفة الملابس بعد حصولي على البطاقة الحمراء. وكانت هناك شاشة، لكن لم يكن مكتوبا عليها توقيت المباراة، ولذا لم أكن أعرف الوقت المتبقي من اللقاء. كما كان هناك تأخير لمدة خمس ثوان في البث، بحيث تنقل الشاشة ما يحدث داخل الملعب بعد خمس ثوان. وعندما شاهدت ركلة حرة بالقرب من منطقة جزاء فريقي، كنت أشعر بالقلق الشديد، لكنني عرفت أنها لم تدخل المرمى قبل مشاهدتي لها على الشاشة، لأنني لم أسمع أصوات احتفالات من جمهور أستون فيلا. ثم ذهبت إلى الممر الكبير وكانت هناك شاشة أخرى عليها توقيت المباراة».
وأضاف: «تابعت آخر خمس دقائق هناك وأعصابي تحترق، وكنت أدعو الله ألا أكون السبب في إفساد المباراة على فريقي. وكان من الواضح أنه لو سجل أستون فيلا هدف التعادل، فإنه كان سيدخل الوقت الإضافي بمعنويات عالية ويكون لديه حافز أكبر لتحقيق الفوز». لكن هذه الدقائق العصيبة على أودوي انتهت، ونجح لاعبو فولهام في الصعود إلى الدوري الإنجليزي الممتاز بعد غياب دام أربع سنوات. وبمجرد انتهاء المباراة، دخل أودوي، الذي انتقل لفولهام قادما من نادي لوكيرين البلجيكي عام 2016 إلى الملعب واحتفل بالجلوس فوق عارضة أحد المرميين.
ويضحك أودوي الآن وهو يتذكر ما حدث في تلك المباراة، لكن ليس لديه وقت للراحة حيث يستعد فولهام، الذي يحتل المركز السابع عشر في جدول ترتيب الدوري الإنجليزي الممتاز، لتحسين ترتيبه. ويفكر أودوي في الأخطاء الأخيرة التي ارتكبها فريقه في الجولات التي لعبها حتى الآن وخاصة ضد برايتون ومانشستر سيتي ويدرك أنه يتعين على فولهام أن يلعب بمزيد من التركيز. لكنه يدافع أيضا عن طريقة اللعب التي يعتمد عليها المدير الفني لفولهام، سلافيسا يوكانوفيتش.
وقال: «يلعب كارديف سيتي بطريقة مختلفة تماما عن الطريقة التي نلعب بها، لكنه نجح في الصعود مباشرة إلى الدوري الإنجليزي الممتاز. هناك طرق مختلفة للصعود للدوري الإنجليزي الممتاز، وهذه هي الطريقة التي يريد المدير الفني لنادينا أن يلعب بها، وبالتالي يتعين على اللاعبين أن يلتزموا بهذه الطريقة». وأضاف: «من الطبيعي أن يبدأ التشكيك في طريقة اللعب عندما يتعرض الفريق للخسارة، لكن المدير الفني قال إنه لا يزال يؤمن بجدوى هذه الطريقة.
من المؤكد أن فرق الدوري الإنجليزي الممتاز أفضل من فرق دوري الدرجة الأولى، لكننا أظهرنا أمام بيرنلي أنه يمكننا الفوز في المباريات في ظل اعتمادنا على الطريقة التي نلعب بها».
واستفاد أودوي، الذي يبلغ طوله 1.78 مترا، من قرار يوكانوفيتش بتحويله إلى مركز قلب الدفاع في بداية الموسم الماضي. وقال: «قبل ذلك، كنت ألعب كظهير. في بلجيكا، كان الكثير من المهاجمين يعرفون أنني أتفوق في ضربات الرأس، حتى لو كانوا هم أطول مني، لأنني أقفز بصورة جيدة. كان جسمي دائما صغيرا، ولذا كنت معتادا على القفز والارتقاء عاليا. اللاعبون الذين يتمتعون بالطول الفارع لا يتدربون كثيرا على القفز عاليا، ولذا فهم لا يقفزون أعلى من 20 سم، لكن اللاعبين قصار القامة يمكنهم أن يقفزوا ما يتراوح بين 30 و40 سم».
وقبل احترافه لكرة القدم، كان أودوي يدرس لكي يصبح مدرسا للتربية الرياضية. وكانت المدرسة العليا التي يدرس بها أودوي تضم أيضا أكاديمية للناشئين لكرة القدم، وتخرج منها لاعبون مشهورون مثل لاعب بيرنلي، ستيفن ديفور، ولاعب نابولي، دريس ميرتنز. وقال أودوي: «كنا نعقد اجتماعات قبل التدريب، وأتذكر أنهم قد أخبروني في أحد هذه الاجتماعات وأنا في السادسة عشرة من عمري بأنني لن أكون لاعبا محترفا لكرة القدم، لكنني الآن ألعب في الدوري الإنجليزي الممتاز. في الحقيقة، لم تكن العلاقة جيدة بيني وبين المعلمين».
وأضاف: «كان دريس ميرتنز صديقاً حقيقياً لي، وكان لاعبا موهوبا وكنا نفعل كل شيء سويا، وعندما كنا نرتكب أي شيء غير جيد كان الجميع يوجهون اللوم لي أنا، لأنه لم يكن يظهر في الصورة». وتابع: «كنا نضحك طوال الوقت، وكان المدرس يلوموني دائما، أما دريس ميرتنز فكان محبوبا للمدرسين. كنت أحصل على درجات جيدة في المدرسة، لكن علاقتي بالمدرسين لم تكن على ما يرام».
ولم يخبر أودوي والديه أبدا بأنه قد عوقب بالحرمان من التدريبات لأنه شخص مشاغب. ويقول عن ذلك: «أتذكر أنه كان لدينا حصة تدريبية وتدخلت على دريس ميرتنز، الذي بالغ في السقوط، وهو الأمر الذي أغضب المدرب، وقرر إيقافي عن التدريبات لباقي الأسبوع. كنت أذهب إلى المدرسة لحضور الحصص الدراسية وأتغيب عن التدريبات، وهو ما منحني وقتا إضافيا للقيام بواجباتي المنزلية».
ويحب أودوي دائما أن يكتشف هوايات جديدة، كما أنه يعشق القهوة. ويقول عن ذلك: «قبل خمس سنوات، كانت القهوة بالنسبة لي تمثل شيئا مثيرا للاشمئزاز. لكن عندما انتقلت إلى مدينة أنتويرب البلجيكية، استمتعت بالجلوس في المقاهي، وكنت أشرب الشاي بالنعناع، ثم قررت تجربة القهوة والكاكاو». وأضاف: «ثم غيرت المقاهي في مدينة أنتويرب وكنت أكون صداقات مع أصحاب المقاهي. وعندما انتقلت من أنتويرب إلى لندن واعتقدت أنني بحاجة إلى تناول قهوة مناسبة، اشتريت آلة مناسبة لصنع القهوة وإضافة الحليب إليها». ويفكر أودوي في فتح مقهى خاص به في يوم من الأيام، ويقول: «ربما افتتح مقهى في بلدة بارنز التي أعيش بها».