بلجيكا: 23 أكتوبر موعد الحسم في ملف زعيم «جماعة الشريعة»

حدد القضاء البلجيكي، يوم 23 أكتوبر (تشرين الأول) المقبل، لجلسة صدور الحكم في ملف سحب الجنسية من سجين يقضي حالياً عقوبة السجن في ملف له صلة بالإرهاب. جاء ذلك في جلسة لمحكمة الاستئناف العليا في مدينة إنتويرب، شمال بلجيكا، للنظر في سحب الجنسية من المغربي الأصل فؤاد بلقاسم زعيم «جماعة الشريعة في بلجيكا».
واستمعت المحكمة بعد ظهر أمس الثلاثاء إلى النيابة العامة والدفاع. وقال الادعاء إن بلقاسم يطمع في أن يظل في بلجيكا حتى يستمر في نشر أفكاره الراديكالية، بينما قال الدفاع إنه لم يعد يشكّل خطراً، وإنه نادم على ما حدث. ونقلت وسائل إعلام عن المحامية ليليان فيرجاو قولها إن بلقاسم (35 عاماً) قال أمام المحكمة إنه ولد وترعرع في بلجيكا، ويريد البقاء مع عائلته فيها، وإن تأسيس «جماعة الشريعة في بلجيكا» لم يكن الغرض منه أي ممارسات راديكالية، ولكن الأمور سارت في شكل «خرج عن السيطرة»، مضيفة أنه أعرب عن أمله في عدم صدور قرار بإرادته إلى المغرب فهو يريد أن يبقى في بلجيكا التي عمل فيها، وسبق له أن صوّت في الانتخابات التي جرت العام 2004.
وكان من المقرر أن تنطلق الجلسة في الصباح، لكن خطأ تقنياً عطّل نقل بلقاسم من سجنه الشديد الحراسة في مدينة هاسلت إلى إنتويرب. ولم يصل بلقاسم إلى مقر المحكمة سوى بعد الظهر.
وكانت المحكمة قررت إرجاء النظر في الملف في جلسة 26 يونيو (حزيران) الماضي، بعد تعذر نقل بلقاسم إلى المحكمة نتيجة إضراب لعناصر وحدة الأمن المكلفة بنقل المساجين. وجرى وقتها الإعلان عن أن سحب الجنسية من بلقاسم صار وشيكاً، وصار أقرب إلى التنفيذ أكثر من أي وقت مضى.
وكانت محكمة الاستئناف في أنتويرب اشترطت الحصول على رأي المحكمة الدستورية قبل النظر في طلب تجريد بلقاسم من الجنسية الذي تقدم به مكتب التحقيق الفيدرالي في إنتويرب عام 2016. واعتبر المدعي العام البلجيكي، زعيم «جماعة الشريعة»، مصدر خطر على الأمن العام والمجتمع، وأنه فشل بشكل كبير في التزاماته كمواطن بلجيكي.
وصدر موقف المحكمة الدستورية في بلجيكا مؤيداً لطلب الادعاء، إذ قالت المحكمة إنه لا توجد أي موانع دستورية لسحب الجنسية من بلقاسم.

لكن وسائل إعلام بلجيكية أشارت إلى أن قرار المحكمة الدستورية قال أيضاً إن محكمة الاستئناف يمكن لها النظر في هذا الملف.
ومعلوم أن بلجيكا حظرت «جماعة الشريعة» منذ سنوات على خلفية تورطها في تجنيد وتسفير الشباب للقتال في مناطق الصراعات، ومنها سوريا والعراق.
وفي منتصف يونيو العام الماضي، عقد بلقاسم قرانه على سيدة بلجيكية من أصول مغربية حتى يتفادى احتمال سحب الجنسية منه، وإعادته إلى المغرب وطنه الأصلي. وهو يقضي حالياً عقوبة السجن في ملف له صلة بالإرهاب.