دعوة إلى استقالة نجل رئيس تونس من إدارة حزب «النداء»

دعت أنس الحطاب، المتحدثة باسم حزب النداء، حافظ قائد السبسي المدير التنفيذي للحزب، إلى الاستقالة والانسحاب من قيادة «النداء»، وهي المرة الأولى التي تتم فيها دعوة نجل الرئيس إلى التنحي بشكل مباشر وصريح، بعد اتهامات بمحاولة «توريثه السياسي»، التي كشفت المعارضة تفاصيلها خلال الانتخابات البرلمانية الجزئية، التي نظمت لاختيار ممثل في البرلمان عن الجالية التونسية المقيمة في ألمانيا.
وتأتي الدعوة إلى استقالة المدير التنفيذي للحزب، إثر استقالة جماعية قامت بها هياكل حزب النداء في ولايات صفاقس، وبن عروس وسوسة، علاوة على انخفاض عدد النواب الممثلين لحزب النداء من 86 نائباً إلى 42 نائباً فقط، في حين أن كتلة الائتلاف الوطني المنسوبة إلى يوسف الشاهد، رئيس الحكومة والمنافس الرئيسي لنجل الرئيس على تصدر المشهد السياسي، بلغت حدود 43 نائباً منذ تأسيسها قبل أيام، في انتظار التحاق نواب آخرين بالكتلة، أغلبهم من المنتقدين لطريقة إدارة حزب النداء.
وكان يوسف الشاهد قد اتهم حافظ قائد السبسي «بتخريب حزب النداء»، وحمله مسؤولية تراجع نتائجه في الانتخابات البلدية التي جرت في 6 مايو (أيار) الماضي، التي فازت بها حركة النهضة بعد تفردها بالمرتبة الأولى على مستوى الأحزاب السياسية.
على صعيد متصل، حذرت أحزاب سياسية معارضة من عواقب لجوء الرئيس إلى الفصل 99 من البرلمان لتجديد الثقة في حكومة الشاهد. وفي هذا الشأن، قال كريم الهلالي، القيادي السابق في حزب آفاق تونس، إن من يدفع الرئيس نحو تفعيل الفصل 99 من الدستور «لا يريد الخير لتونس ورئيسها»، في إشارة إلى إمكانية حصول حكومة الشاهد على الأغلبية البرلمانية (109 أصوات)، وهو أمر غير مستبعد بفضل وجود 43 صوتاً، تمثل كتلة الائتلاف الوطني الداعمة للشاهد، وكتلة حركة النهضة الداعمة بدورها للشاهد بـ69 صوتاً، وهو ما يعني «هزيمة سياسية» لرئيس الدولة، وبالتالي استفحال الأزمة السياسية في البلاد بشكل أكبر.
في السياق ذاته، اعتبر عصام الشابي، رئيس الحزب الجمهوري المعارض، مبادرة الباجي بمثابة «مغامرة غير محسوبة العواقب»، سيخوضها الرئيس التونسي، وهي ليست شبيهة بمبادرة حكومة الوحدة الوطنية، التي أقال فيها رئيس الحكومة السابق الحبيب الصيد من على رأس الحكومة بتوجهه نحو البرلمان لحسم الملف، إذ إن الشاهد يتوجه هذه المرة إلى البرلمان، وبحوزته 43 برلمانياً، علاوة على دعم حركة النهضة.
كما أشار محللون سياسيون إلى أن السبسي «قد يمنح هدية مجانية للشاهد، وقد يوفر له قاعدة شعبية وجماهيرية واسعة، مصدرها التعاطف معه في حال نيله ثقة البرلمان»، وأوضحوا أنه «سواء أقيل الشاهد أو بقي، فإن كل هذه التطورات والتقلبات ستفرز في مستهل الموسم الانتخابي خريطة سياسية جديدة، ذات تحالفات انتخابية، هدفها الوحيد الفوز بالقصور الثلاثة (قصر قرطاج وقصر القصبة وقصر باردو)».