ناسا تطلق قمراً صناعياً لمتابعة ذوبان الجليد

يمكن لعملية صناعة القمر الصناعي التي استغرقت عشر سنوات كاملة بتكلفة بلغت مليار دولار أن تساهم في قياس ارتفاع وسُـمك الصفائح الجليدية في حدود سنتيمتر واحد.
وسوف تتوافر للعالم قريبا صور أكثر وضوحا عن سرعة ذوبان جليد الأرض بواسطة البشر ومدى توسع بحار الأرض، مع البيانات التي يجمعها القمر الصناعي المتطور الذي أطلقته وكالة ناسا الفضائية الأميركية.
وسوف يدور القمر الصناعي مرة كل 91 يوما على أكثر من 1000 مسار. والقمر الجديد، الذي يقترب من حجم السيارة الذكية، سوف يصوب ستة أشعة من الليزر على الصفائح الجليدية في القارة القطبية الشمالية والجنوبية. ثم يحسب القمر الصناعي المدة الزمنية التي يستغرقها شعاع الليزر في الارتداد عن الصفائح الجليدية التي يخترقها. وبالتالي تتمكن وكالة ناسا الفضائية من القياس الدقيق لارتفاع الصفائح الجليدية وسُـمك طبقات الجليد البحري المتبقية.
يقول توم نيومان، نائب مدير مشروع المهمة الفضائية لدى ناسا: «مع الجليد البحري، تمكنا من قياس المدى (أو المجال) بصورة جيدة منذ عام 1980... ولكن ما لم نتمكن من قياسه حتى الآن هو السُـمك. والسُـمك هو جزء أساسي من اللغز نظرا لأن الجليد البحري الأرق سُـمكا ينكسر بسهولة كبيرة بسبب العواصف. كما أنه يذوب بسرعة أكبر. لذلك، يمنحنا القمر الصناعي الجديد نظرة قريبة وفاحصة بشأن أسباب تغير المنطقة بالطريقة المعروفة عنها».
وأشارت صحيفة «الغارديان» أن ذوبان الجليد في غرينلاند والقارة القطبية الجنوبية عن زيادة منسوب سطح البحر على مستوى العالم أكثر من ملليمتر واحد في السنة، وهو ما يمثل ثُلث الزيادة الكلية في منسوب البحر وفقا لوكالة ناسا الفضائية. ويزداد ارتفاع مستوى سطح البحر بوتيرة سريعة، ويمكن أن يرتفع منسوب البحار لعدة أقدام بحلول نهاية القرن الحالي.
ويحل القمر الأميركي المسمى (آيس سات 2)، الذي أطلق إلى مداره السبت الماضي، القمر الأصلي الذي كان خارج نطاق العمل منذ عام 2009. وبين عامي 2003 و2009، فقد الجليد البحري المُـقاس نسبة 40 في المائة من سُـمكه، بحسب نيومان.
ومن ذلك الحين، استخدمت وكالة ناسا الطائرات في تسجيل القياسات غير الدقيقة لذوبان الجليد لمدة شهر تقريبا من كل عام في القطبين الشمالي والجنوبي. وكانت تلك المهام تغطي مساحات أقل من سطح الأرض، ولكنها سمحت للوكالة الفضائية برصد الأجزاء سريعة التغير من الصفائح الجليدية والجليد البحري. وقال نيومان إنه من الممكن للقمر الصناعي الجديد أن يكتشف أن الجليد المفقود يتجاوز ما تمكنت الوكالة من قياسه خلال الفترة الماضية بالأساليب التقليدية حتى الآن. ومن شأن الثغرات الواضحة في البيانات، بما في ذلك في شرق القارة القطبية الجنوبية، أن تظهر تقلص أو ربما نمو الجليد هناك.
وسوف يوفر القمر الصناعي الجديد تغطية شاملة وقياسا أكثر اكتمالا وحتى مستوى سنتيمتر واحد. وأضاف نيومان: «في الوقت الذي يستغرقه أحدنا في ومضة عين، أي نحو جزء من الثانية، يستطيع القمر (آيس سات 2) جمع 5000 قياسا جديدا لكل شعاع من أشعة الليزر الستة المزود بها، وسوف يفعل القمر ذلك في كل ساعة من ساعات عمله، وفي كل يوم... مما يعني حصولنا على قدر هائل من البيانات».