واشنطن تدين قمع المسلمين الأويغور في الصين

في موقف حازم سيرفع منسوب التوتر بين الولايات المتحدة والصين، دانت واشنطن أمس (الجمعة) مصير المسلمين الأويغور المحتجزين في الصين.
وقال وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو إن "مئات الآلاف وربما ملايين الأويغور محتجزون ضد إرادتهم في معسكرات مزعومة لإعادة التأهيل حيث يخضعون لتلقين عقائدي سياسي صارم وانتهاكات مروّعة أخرى". وأضاف في خطاب حول الحرية الدينية أن المحتجزين "يجري القضاء على معتقداتهم الدينية".
وكانت الصين قد اتُّهمت في أغسطس (آب) الماضي أمام لجنة لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة، بأنها احتجزت أو تحتجز مليون شخص في هذه المراكز في إقليم شينجيانغ بشمال غرب البلاد، مهد الأويغور. وفي رسالة إلى بومبيو ووزير الخزانة ستيف منوتشين، دعا أعضاء في الكونغرس من الحزبين الجمهوري والديمقراطي اواخر أغسطس إلى اتخاذ إجراءات صارمة ضد المسؤولين الصينيين المتورطين في اعتقال الأويغور.
وقال بومبيو إنه مستعد للتفكير في فرض عقوبات، وهو ما يطالب به أعضاء جمهوريون وديمقراطيون في الكونغرس. وعبر عن قلقه أيضا على المسيحيين في الصين، متهما الحكومة بـ "إغلاق الكنائس" وإجبار المسيحيين على "توقيع وثائق تنص على تخليهم عن ديانتهم".
ويأتي هذا الملف ليضاف إلى سلسلة من نقاط الخلاف الكثيرة بين الولايات المتحدة والصين. وبعدما أظهر تقاربا مع الصين في بداية ولايته الرئاسية، يبدو أن دونالد ترمب يعود إلى اللهجة القاسية التي تبناها خلال حملته.
وقد شهدت سنته الأولى في البيت الأبيض، توترا شديدا مع الدولة الآسيوية العملاقة. لكن شعورا بتحسن الوضع كان سائدا في البداية، بعدما دان خلال حملته الانتخابية ممارساتها التجارية "غير النزيهة" واتهمها بالتلاعب بسعر عملتها.
وهذا التحسن بدأ في مارالاغو بولاية فلوريدا حيث استقبل ترمب في أبريل (نيسان) 2017 الرئيس الصيني شي جينبينغ ورحب بـ "التقدم الكبير" في العلاقات، ثم تواصل في نوفمبر (تشرين الثاني) من السنة نفسها عندما قام الرئيس الأميركي بزيارة دولة للصين.
لكن مع اقتراب مرور سنتين على انتخاب ترمب عاد التوتر إلى العلاقات الصينية الأميركية، خصوصا على صعيد العلاقات التجارية وتبادل فرض الرسوم الجمركية العالية. كما أن الرئيس الأميركي حمّل الصين مسؤولية الجمود في المفاوضات حول نزاع الأسلحة النووية الكورية الشمالية.
لكن ترمب يُبقي الباب مفتوحا للحوار مع "صديقه" شي جينبينغ، ولا يفوّت فرصة لتأكيد "الاحترام العميق" الذي يكنه له.