طرد رونالدو يشعل الغضب في إيطاليا... وسيتي يعاني صدمة الهزيمة على ملعبه

ضرب ريال مدريد الإسباني حامل اللقب وبايرن ميونيخ الألماني ويوفنتوس الإيطالي ومانشستر يونايتد الإنجليزي بقوة في الجولة الأولى من دور المجموعات لمسابقة دوري أبطال أوروبا لكرة القدم، فيما مني مانشستر سيتي الإنجليزي بخسارة مفاجئة أمام ليون الفرنسي.
وشهدت الأمسية عودة غير موفقة للهداف التاريخي للمسابقة الدولي البرتغالي كريستيانو رونالدو إلى إسبانيا بطرده في مباراة فريقه الجديد يوفنتوس مع مضيفه فالنسيا في الدقيقة 29. ورغم النقص العددي، خرج فريق «السيدة العجوز» فائزا بثنائية نظيفة بالمجموعة الثامنة.
وأثار طرد رونالدو حالة من الغضب في إيطاليا وطالبت صحيفة «لا غازيتا ديلو سبورت» بمراجعة القرار المثير للجدل للحكم الألماني فيليكس بريتش. وكتبت: «يوفنتوس يساوي عشرة أقوى من الحكم» ووصفت البطاقة الحمراء بأنها «سخيفة».
وأشهر الحكم الألماني أول بطاقة حمراء في وجه رونالدو خلال المشاركة رقم 154 له في دوري أبطال أوروبا التي فاز بلقبها خمس مرات.
واتخذ الحكم قراره بمساعدة مساعد خط المرمى بعد مشادة وقعت بين رونالدو وجيسون موريلو من دون كرة.
وفي الوقت الذي اعتبر فيه الحكم أن رونالدو تورط في سلوك عنيف، أعرب الكثيرون ومن بينهم ماسيميليانو اليغري مدرب يوفنتوس، عن أملهم في موافقة اتحاد الكرة الأوروبي (يويفا) على تطبيق تقنية حكم الفيديو المساعد (فار) التي تطبق في الدوري الإيطالي وفي كأس العالم.
وقال اليغري: «طرد كريستيانو يعطي المثل على مدى أهمية فار في مساعدة الحكام».
وسلطت «لا غازيتا ديلو سبورت» الضوء على قيام الحكم الألماني بريتش بطرد الكولومبي خوان كوادرادو خلال المباراة النهائية لدوري أبطال أوروبا 2017 والتي خسرها يوفنتوس أمام ريال مدريد 1 - 4 حين سجل رونالدو هدفين للفريق الإسباني.
وكتبت صحيفة «توتو سبورت» «فضيحة طرد رونالدو، والفوز المذهل ليوفنتوس في فالنسيا رغم القرارات المخزية للحكم الألماني بريتش».
ويغيب رونالدو عن المباراة المقبلة ليوفنتوس في دوري الأبطال أمام يونغ بويز السويسري كما قد يغيب عن المواجهة على أولد ترافورد والتي تجمع فريقه الحالي بفريقه الأسبق مانشستر يونايتد الشهر المقبل.
ولم يعلق رونالدو الذي غادر الملعب والدموع تنهمر من عينيه، بعد على واقعة طرده مع فريقه الجديد يوفنتوس الذي انتقل إليه هذا الصيف قادما من ريال مدريد.
وقال فيديريكو بيرنارديسكي مهاجم يوفنتوس: «كريستيانو يشعر بالإحباط، وكلنا كذلك، كان تواقا لفعل كل ما في وسعه من أجل تقديم مباراة جيدة ومساعدة الفريق».
ورغم طرد رونالدو أظهر يوفنتوس مثابرة معتادة ليفوز بهدفين بفضلي ركلتي جزاء سددهما ميرالم بيانيتش في كل شوط.
ولم يسبق أن طرد رونالدو المنتقل من ريال مدريد مقابل 100 مليون يورو (117 مليون دولار) في أي من مبارياته 153 في البطولة وبدا أن مارسلينو مدرب فالنسيا تعاطف مع اللاعب البرتغالي الذي خرج من الملعب في حالة ذهول.
وبينما يمكن أن تتعرض فرق أخرى للانهيار بعد اللعب بعشرة لاعبين لأكثر من ساعة أظهر يوفنتوس معدنه الحقيقي.
وقال اليغري «كنا نلعب بشكل جيد للغاية إلى أن طرد رونالدو لكننا واصلنا اللعب بأسلوبنا رغم هذه الضربة وسجلنا هدفين عن استحقاق». ورغم حصول فالنسيا على ركلة جزاء في الدقيقة الخامسة من الوقت المتحسب بدل الضائع إلا أنه وفي المجموعة ذاتها (الثامنة)، أسكت المدرب البرتغالي لمانشستر يونايتد الإنجليزي جوزيه مورينيو منتقديه بفوز كبير على مضيفه يونغ بويز السويسري، أضعف حلقات المجموعة بثلاثية نظيفة للفرنسيين بول بوغبا في الدقيقتين 35 و44. وأنطوني مارسيال 66.
وعقب المباراة كال مورينيو المديح للقائد بول بوغبا والظهيرين لوك شو وديوغو دالوت البالغ عمره 19 عاما في ظهوره الأول مع يونايتد.
وقال مورينيو: «شعرت أن بوغبا كان مرهقا في الجزء الأخير من المباراة لكنه كان رائعا. منح الفريق السرعة التي كنا بحاجة إليها في الأوقات المهمة وحافظ على الكرة وواصل السيطرة على الإيقاع. الهدف كان رائعا وركلة الجزاء أظهرت شخصيته».
وافتتح بوغبا التسجيل بطريقة رائعة بقدمه اليسرى في الدقيقة 35 قبل أن ينفذ بهدوء ركلة جزاء في نهاية الشوط الأول.
وواصل العثور على مساحات في دفاع يونغ بويز بتمريراته التي منحت مارسيال فرصة تسجيل الهدف الثالث في الدقيقة 66.
وأظهر دالوت، المنتقل للفريق هذا الصيف والذي غاب عن بداية الموسم بسبب إصابة في الركبة، سرعة في التقدم للهجوم وأرسل الكثير من التمريرات العرضية الجيدة.
وبدا شو، الذي تعرض لانتقادات دائمة من مورينيو في الموسم الماضي بسبب مستواه المتواضع، أكثر ثقة وحفاظا على مستواه هذا الموسم.
وقال مورينيو «أعتقد أن دالوت كان جيدا لكني أفضل الحديث عن الظهيرين.شو واصل اللعب بالطريقة ذاتها منذ بداية الموسم. ودالوت أحد أفضل اللاعبين في أوروبا في مركز الظهير الأيمن، أمامه عمر طويل للعب مع يونايتد».
وأضاف: «أنجزنا العمل. ليس بطريقة مذهلة لكنه بشكل جيد. بعد الهدف الأول كانت الأمور تحت السيطرة وبعد ذلك تحولت إلى مسألة تسجيل الأهداف لمنحنا الاستقرار الذي كنا بحاجة إليه في الشوط الثاني».
أما بوغبا فامتدح القوة الذهنية لفريقه بعدما واصل البناء على الزخم الذي اكتسبه بفوز ثالث على التوالي خارج أرضه عقب بداية سيئة للموسم الجديد، وقال «بالتأكيد عندما تنتصر تصبح أكثر سعادة. نحن أقوى في الجانب الذهني ونتحسن. نقوم بتغيير التشكيلة لكن الوجوه الجديدة تشعر بأنها في الفريق منذ فترة وهذا ما نحتاجه. هذا فوز مهم لأنها المباراة الأولى في دوري الأبطال وكنا بحاجة لبداية جيدة ونجحنا في ذلك. حققنا النتيجة التي كنا نرغب فيها ربما كان يجب أن يكون الأداء أفضل لكننا فزنا وحصدنا النقاط الثلاث».
وفي المجموعة السابعة استهل ريال مدريد حملة الدفاع عن ألقابه الثلاثة الأخيرة بقوة عندما تغلب على ضيفه روما الإيطالي 3-صفر.
وسجل إيسكو في الدقيقة 36. والويلزي غاريث بيل (58) والدومينيكاني ماريانو دياز (90) الأهداف.
وعقب اللقاء نحى جولين لوبتيغي المدير الفني ليال مدريد جانبا نشوة الفوز، وسلط الضوء على الجهد الذي بذله
لاعبوه خلال المباراة، وقال: «فزنا بالنقاط الثلاث، ولكن البطولة بدأت لتوها. من الرائع دائما أن تبدأ بفوز، ولكن لا يوجد أكثر من هذا، ما زال أمامنا خمس مباريات متبقية في دور المجموعات».
وأضاف: «لا أستطيع أن أخص بالذكر لاعب أو اثنين، فالفريق كله قام بعمل رائع في جميع النواحي، حظينا بفرص كثيرة وبكل وضوح نستحق الفوز بالمباراة من دون معاناة».
من جانبه لم يجد إيزيبيو دي فرانشيسكو المدير الفني للفريق لروما سوى تقديم الثناء لمنافسه على طريقة اللعب الجماعية التي ينتهجها وقال: «أثبت ريال مدريد أنه يتمتع بجودة عالية. إنه فريق مذهل، إذا كنت مشجعا لريال مدريد، لن أقلق كثيرا بسبب غياب كريستيانو رونالدو، رحل بطل عظيم، ولكن في الفريق الحالي هناك الكثير من الأبطال الذي يمكن أن يعوضوه».
وفي المجموعة ذاتها، أهدر فيكتوريا بلزن التشيكي فوزا في المتناول وسقط في فخ التعادل أمام ضيفه سسكا موسكو الروسي 2 - 2.
وفي المجموعة السادسة تعرض مانشستر سيتي لخسارة مفاجئة في عقر داره أمام ضيفه ليون 1 - 2.
وكان المشهد غريبا على مقاعد بدلاء مانشستر سيتي في ظل إيقاف المدرب جوسيب غوارديولا وإجباره على مشاهدة المباراة من المدرجات وتولي مساعده ميكل ارتيتا المسؤولية. وسواء تسبب هذا الأمر غير المعتاد في الأداء الغريب لسيتي، الذي افتقر للإبداع والصرامة حيث عانى لكسر صمود دفاع الفريق الفرنسي، فسيظل مجرد افتراضات ولم يكن ارتيتا في حالة مزاجية للحديث عنه.
وقال ارتيتا: «لا أعلم. الحقيقة أن جوسيب لم يكن موجودا وخسرنا المباراة. لا أستطيع القول ماذا كان سيحدث لو
كان موجودا».
وأضاف: «كنا على دراية بنقاط قوة وضعف ليون. كنا مستعدين. لم نكن نتوقع التأخر 2 - صفر في الشوط الأول لكن يجب عليك أن تظهر رد الفعل.لا يوجد أي مجال للخطأ في دوري الأبطال وعندما ترتكب خطأ تتعرض للعقاب. عندما لا تفوز في المواجهات الثنائية وتلعب بسهولة ستعاني. ما حدث كان درسا».
وبدا سيتي بعيدا تماما عن المستوى الذي ساعده على كسر الأرقام القياسية في الدوري الإنجليزي الممتاز في الموسم الماضي، وجعله مرشحا بارزا لحصد اللقب الأوروبي.
وأضاف ارتيتا: «اللاعبون لا يمكنهم الوصول إلى مرحلة الكمال وفي بعض الأحيان يمرون بأوقات سيئة وأخرى جيدة. لا يمكنني أن أخطئ عند النظر إلى الجهد الذي بذله الفريق. لن أحكم على اللاعبين لأننا خسرنا».
وسجل العاجي ماكسويل كورنيه الهدف الأول لليون في الدقيقة 26 وعزز نبيل فقير، قائد الفريق، تقدم فريقه بقذيفة صاروخية في الدقيقة 43.
وفي الشوط الثاني، قلص بطل إنجلترا الفارق عبر المتألق الجديد في صفوفه البرتغالي برناردو سيلفا في الدقيقة 67.
وفي المجموعة ذاتها، خطف شاختار دونيتسك الأوكراني تعادلا ثمينا 2 - 2 من ضيفه هوفنهايم الألماني الذي تقدم مرتين.
وفي المجموعة الخامسة عاد بايرن ميونيخ بفوز ثمين من لشبونة بتغلبه على مضيفه بنفيكا البرتغالي 2 - صفر.
ولعبت خبرة نجوم النادي البافاري دورا كبيرا في تحقيق الفوز الذي جاء دون عناء وحسمه في الشوط الأول بفضل هدافه البولندي روبرت ليفاندوفسكي ولاعب بنفيكا السابق البرتغالي ريناتو سانشيز.
وفي المجموعة ذاتها، سحق أياكس ضيفه أيك أثينا بثلاثية نظيفة جاءت جميعها في الشوط الثاني.