جو غوميز: تشبيهي ببوبي مور يسعدني... لكنه شرف لا أدعيه

لم يشارك نجم نادي ليفربول الشاب جو غوميز مع المنتخب الإنجليزي في نهائيات كأس العالم 2018 بروسيا، ولم يشارك في المباراة النهائية لدوري أبطال أوروبا أمام ريال مدريد بسبب إصابته في الكاحل. لكنه يقدم مستويات رائعة مع ليفربول في الموسم الحالي وساعد الفريق على الفوز في المباريات الخمس الأولى التي خاضها في المسابقة حتى الآن والفوز على باريس سان جيرمان في الجولة الأولى لدوري الأبطال، وهو ما يجعله أحد العناصر المرشحة بقوة للعودة للتشكيلة الأساسية للمنتخب الإنجليزي.
وبفضل هذا المستوى الرائع، قال أحد المحللين الرياضيين إن غوميز هو أشبه اللاعبين بأسطورة كرة القدم الإنجليزية بوبي مور منذ سنوات. وعندما سُئل غوميز عن ذلك خلال المقابلة الصحافية التي أجريتها معه، قال وهو يبتسم: «أنا لا أعلم شيئا عن هذا التشبيه. انظر، لقد شعرت بالسعادة في السابق بسبب أشياء من هذا القبيل، لكن هذه مكانة لم أصل إليها بعد وشرف لا أدعيه. لن أفكر في هذا الأمر ولن أضع على كأهلي الكثير من الضغوط». وبالفعل، لم يصل غوميز لهذه المكانة حتى الآن، نظرا لأنه لم يشارك سوى في ثلاث مباريات دولية و30 مباراة بالدوري الإنجليزي الممتاز فقط.
ومع ذلك، شعر غوميز بسعادة غامرة بسبب استدعائه لقائمة المنتخب الإنجليزي في أول تجمع له بعد كأس العالم الذي احتل فيه منتخب الأسود الثلاثة المركز الرابع. وقال اللاعب الشاب: «بالنسبة لبعض اللاعبين، يكون من المتوقع انضمامهم للمنتخب، لكني ما زلت أشعر بأنني بحاجة إلى مزيد من التحسن والتطور، وبالتالي أشعر بأنني لم أحجز مكانا أساسيا لي مع المنتخب حتى الآن. ما زال يتعين علي أن أتطور بشكل أكبر، وما زالت هناك طريقة طويلة يتعين علي أن أقطعها».
ويمكنك أن تشعر من تصريحات غوميز بالنضج الذي وصل إليه والذي انعكس بصورة واضحة على مستواه في المباريات الأخيرة، حيث يبدو هادئا وواثقا من قدراته وإمكانياته وينظر إلى الإطار الأوسع للصورة. ومن المعروف أن المدير الفني للمنتخب الإنجليزي غاريث ساوثغيت معجب للغاية بقدرات غوميز، البالغ من العمر 21 عاما، كما أعرب عن إعجابه الشديد بالمستوى الذي يقدمه اللاعب بجانب النجم الهولندي فيرجيل فان ديك في خط دفاع ليفربول خلال الموسم الحالي.
وبالتالي، لم يكن غريبا أن يشارك غوميز في التشكيلة الأساسية للمنتخب الإنجليزي أمام إسبانيا في دوري الأمم الأوروبية على ملعب ويمبلي، وهي المباراة التي انتهت بفوز الماتادور الإسباني بهدفين مقابل هدف وحيد. لكن مشاركة غوميز، الذي يُنظر إليه الآن على أنه مستقبل كرة القدم الإنجليزية في مركز قلب الدفاع، قد تلقي بظلالها على اثنين من اللاعبين اللذين تألقا بشدة مع المنتخب الإنجليزي في نهائيات كأس العالم. الأول هو كايل ووكر، الذي يمكنه اللعب في مركز الظهير أو الجناح، والذي يشارك مع المنتخب الإنجليزي في مركز الظهير الأيمن في خط دفاع مكون من ثلاثة لاعبين، منذ مشاركته في المباريات الودية لمنتخب بلاده في مارس (آذار) الماضي. ويتميز ووكر بالسرعة والحركة الدائمة وعقليته الهجومية المثيرة للإعجاب، لكنه يواجه مشكلات في النواحي الدفاعية.
وتعد ركلة الجزاء التي تسبب فيها ووكر أمام تونس في كأس العالم خير مثال على تلك المشكلات الدفاعية، حيث تمركز بشكل خاطئ وكان وجهه في اتجاه مرماه عندما لُعبت الكرة العرضية وتسبب عدم اتزانه في وضع يده على اللاعب التونسي فخر الدين بن يوسف ليحتسب حكم اللقاء ركلة الجزاء. كما تسبب ووكر في هدف التعادل الذي أحرزه المنتخب الكرواتي في مباراة الدور نصف النهائي للمونديال بعدما مر منه إيفان بيريستش بسهولة، وهي الأخطاء التي سيضعها ساوثغيت في الحسبان خلال الفترة المقبلة.
وسيكون غوميز، الذي يمكنه اللعب أيضا في مركز الظهير لكن مركزه الأساسي هو قلب الدفاع، مرشحا بقوة لحجز مكان له في التشكيلة الأساسية للمنتخب الإنجليزي خلال الفترة المقبلة إلى جانب هاري ماغواير وجون ستونز في خط دفاع مكون من ثلاثة لاعبين. ومع ذلك، أعرب غوميز عن إعجابه بقدرات ووكر قائلا: «يمتلك كل شيء يحتاج إليه أي مدافع للقيام بهذا الدور، فهو يتعامل مع الكرة بأريحية كبيرة وقوي للغاية ويمتلك سرعة هائلة». لكن لو فضل ساوثغيت الدفع بووكر في مركز الظهير والدفع بغوميز في قلب الدفاع، فسيأتي ذلك بالطبع على حساب كيران تريبير، الذي قدم أداء استثنائيا في نهائيات كأس العالم 2018 بروسيا، وبالتالي سيكون مكانه في تشكيلة المنتخب الإنجليزي خلال الفترة القادمة مهددا.
وكان ماغواير قال قبل مباراتي المنتخب الإنجليزي الأخيرتين أمام إسبانيا وسويسرا: «أنا سعيد للغاية لمجرد انضمامي لقائمة المنتخب الإنجليزي، وسوف أحترم أي قرار يتخذه المدير الفني. يتعين عليك أن تعمل بقوة خلال التدريبات لكي تثبت أنك قادر على المشاركة في التشكيلة الأساسية». ومن المؤكد أن هذه المنافسة الشرسة على الدخول في التشكيلة الأساسية ستكون مصدر سعادة كبيرة لساوثغيت، الذي يسعى لقيادة المنتخب الإنجليزي لآفاق أعلى.
ودائما ما يتطلع غوميز لاكتساب المزيد من الخبرات وتعلم كل ما هو جديد. وأشار إلى أنه يمكنه أن يتعلم من خبرات ووكر، قائلا: «لقد أثبت أنه قادر على اللعب في مستوى مثل كأس العالم، ولا يوجد ما هو أفضل من ذلك». كما أعرب المدافع الشاب عن سعادته باللعب بجوار العملاق الهولندي فيرجيل فان ديك في خط دفاع نادي ليفربول. ويتعامل غوميز مع كل مناسبة على أنها فرصة للتعلم، قائلا: «في المباراة النهائية لدوري أبطال أوروبا كنت أتابع أيضا كيف يلعب رفائيل فاران وسيرخيو راموس لأنهما من أفضل المدافعين في العالم. وهنا، أنا معجب للغاية بقدرات جون ستونز لثقته في نفسه وقدرته على التحكم في الكرة. ربما تشبه طريقة لعبي طريقة لعب ريو فيرديناند بصورة أكبر، ويتعين علي أن أستمتع بفن الدفاع».
وأضاف: «أنا ما زلت صغيرا، لكني لا أريد أن أقلد أي لاعب وأريد أن تكون لي بصمتي المميزة داخل الملعب. لكن في الوقت نفسه يتعين عليك أن تتعلم من اللاعبين المختلفين لكي تُطور كل جانب من جوانب شخصيتك داخل الملعب. ما حققه المنتخب الإنجليزي في كأس العالم في الصيف يمنحنا الفرصة لكي نبني على هذا النجاح، وأريد أن أكون جزءا من ذلك، حتى ولو كانت أمامي طريقة طويلة يتعين علي أن أقطعها».