وزير خارجية المغرب ناقش مع المسؤولين الأميركيين «تواطؤ إيران مع بوليساريو»

قال ناصر بوريطة، وزير الخارجية والتعاون الدولي المغربي، إن المحادثات التي أجراها مع محاوريه الأميركيين خلال زيارة العمل، التي قام بها إلى واشنطن يومي 17 و18 من سبتمبر (أيلول) الحالي، تمحورت حول قضايا عدة، من بينها موضوع «إيران وتواطؤها الخبيث مع جبهة البوليساريو، الذي يثير اهتمام المسؤولين الأميركيين بشكل بالغ، كما أكد ذلك البيان الذي أصدرته الخارجية الأميركية الاثنين، وأبرزت فيه الجهود المشتركة (للمغرب والولايات المتحدة)، الرامية إلى وضع حد لدعم إيران للإرهاب، والتصدي لتأثيرها الوخيم في المنطقة».
وفي تصريحات أدلى بها لوكالة الأنباء المغربية، فجر أمس، أكد الوزير بوريطة أن «الأمر يتعلق هنا باعتراف بما طرحه المغرب خلال الأشهر الأخيرة بشأن التواطؤ، القائم بين جبهة البوليساريو الانفصالية وإيران، من خلال (حزب الله)».
وأضاف بوريطة أن المحادثات كانت أيضاً مناسبة لإبداء «تقدير بالغ» للدور الذي يضطلع به المغرب في المجال الأمني، مشيراً إلى أن «الولايات المتحدة تعتبر القيمة المضافة للمغرب في مجال التعاون الأمني أساسية، وهو التعاون الذي يشكل مقوماً مهماً للعلاقات اﻟﺜﻨﺎﺋﻴﺔ وﻟﻠﻤنتظم اﻟﺪولي ﻛﻜﻞ».
وبخصوص قضية الصحراء، قال بوريطة، إنه استعرض أمام محاوريه الأميركيين «وجهة النظر المغربية بشأن الوضع الراهن للملف، وشروط جعل المسلسل الأممي ذا جدوى، في أفق التوصل إلى نتيجة تأخذ بعين الاعتبار التجارب السابقة؛ وذلك بهدف تفادي الإخفاقات».
وذكر وزير الخارجية والتعاون الدولي المغربي، أنه «لهذا السبب بات التفكير والتحضير ضرورياً حتى يتحمل كل طرف مسؤولياته، وحتى لا تكون الاجتماعات هدفاً في حد ذاته». مشدداً على «غنى» الشراكة بين المغرب والولايات المتحدة، كما تعكس ذلك «كثافة» التبادلات الثنائية على مستوى الزيارات الدبلوماسية، وكذا القطاعية في مجالات الأمن. وسجل بوريطة أن زيارته لواشنطن تأتي عشية استحقاقات مهمة، وبخاصة الجمعية العامة التي ستنطلق أشغالها هذا الأسبوع، وبحث مجلس الأمن قضية الصحراء في أكتوبر (تشرين الأول). مبرزاً أن الزيارة «تأتي أيضاً في سياق يتميز بتحولات في السياسة الأميركية، وبروز تصورات جديدة تجاه أفريقيا والعالم العربي».
وكان بوريطة قد أجرى الاثنين محادثات مع وزير الخارجية مايكل بومبيو، ومستشار الرئيس الأميركي للأمن القومي جون بولتون، وكذا مع ديفيد هيل، وكيل وزارة الخارجية المكلف الشؤون السياسية، وبراين هوك، كبير المستشارين السياسيين بالخارجية الأميركية والممثل الخاص بإيران. كما تباحث أول من أمس مع الأعضاء البارزين بمجلس الشيوخ، تيد كروز، وليندسي غراهام، وتود يونغ.