قمة بين ليفربول وسان جيرمان... وتوتنهام يصطدم مع إنترميلان

تنطلق اليوم منافسات المسابقة القارية الأهم على مستوى أندية كرة القدم، دوري أبطال أوروبا، والتي يستعد فيها ريال مدريد الإسباني للدفاع عن لقب توج به ثلاث مرات على التوالي، في موسم جديد سيكون الأكبر على صعيد الجوائز المالية في تاريخ المسابقة.
وتنطلق المسابقة اليوم بثماني مباريات تخص فرق المجموعات الأربع الأولى ويبرز منها لقاء القمة المرتقب بين ليفربول الإنجليزي وصيف بطل النسخة الأخيرة وباريس سان جيرمان الفرنسي وصدام إنترميلان الإيطالي مع توتنهام هوتسبر الإنجليزي ومواجهة ساخنة بين برشلونة الإسباني وأيندهوفن الهولندي.
على ملعب «أنفيلد رود» الإنجليزي يتطلع كل من ليفربول وسان جيرمان إلى تأكيد بدايتهما القوية هذا الموسم محليا، عندما يلتقيان الثلاثاء في الجولة الأولى من منافسات المجموعة الثالثة. وحقق كل من الفريقين العلامة الكاملة في المباريات الخمس الأولى في دوري بلاده، وستكون مواجهتهما أول اختبار حقيقي لجاهزيتهما في المنافسة على الألقاب هذا الموسم بالنظر إلى تشكيلتيهما الزاخرتين بالنجوم والأموال التي أنفقت على تعزيز صفوفهما، وإن كان اللقب القاري هو الهدف الأسمى لكل منهما وخصوصا سان جيرمان الذي يلهث وراء لقبه الأول، فيما يتطلع ليفربول إلى لقبه السادس والأول منذ 2005.
وكان ليفربول قريبا من معانقة اللقب القاري الموسم الماضي لكنه سقط في النهائي أمام ريال مدريد الإسباني (1 - 3). ويبدو الفريقان مرشحين بقوة لانتزاع بطاقتي المجموعة التي تضم نابولي الإيطالي ورد ستار الصربي اللذين يلتقيان اليوم أيضا في بلغراد، وبالتالي فإن مواجهتهما تكتسي أهمية كبيرة ناحية تحديد المتصدر لتفادي مواجهة الكبار في ثمن النهائي.
وكان رئيس سان جيرمان ناصر الخليفي أكد عقب سحب القرعة في أغسطس (آب) أن مجموعة فريقه هي «الأصعب في تاريخ مشاركاتنا في دوري الأبطال. لكني أثق بفريقي وهذا العام سنقدم أقصى ما لدينا»، بعدما فشل الفريق في الموسمين الماضيين في عبور الدور ثمن النهائي. والتقى الفريقان قاريا في نصف نهائي مسابقة كأس الكؤوس عام 1997 ففاز الفريق الباريسي 3 - صفر ذهابا ورد ليفربول 2 - صفر إيابا دون أن ينجح في بلوغ النهائي الذي خسره سان جيرمان أمام برشلونة الإسباني صفر - 1.
ويدخل ليفربول مباراة اليوم منتشيا بفوزه على مضيفه توتنهام 2 - 1 السبت وتساويه نقاطا مع تشيلسي في صدارة الدوري الإنجليزي، والأمر ذاته بالنسبة لسان جيرمان الذي سحق ضيفه سانت إتيان 4 - صفر الجمعة بغياب نجميه البرازيلي نيمار وكيليان مبابي (الموقوف محليا)، ويتصدر دوري بلاده.
وعلق المدرب الألماني لليفربول يورغن كلوب قائلا: «الباريسيون فازوا الجمعة في غياب نيمار ومبابي، على ما يبدو في بطولتهم أنه بإمكان لاعبيهم الحصول على الراحة. أما نحن فقد سيطرنا على مجريات المباراة ولكن لو لعبنا بأقل من 5 في المائة من مستوانا لكنا خسرن».
وسيكون كلوب في مواجهة مواطنه مدرب سان جيرمان توماس توخيل الذي خلفه في تدريب بوروسيا دورتموند الألماني في صيف 2015، لدى انتقال الأول إلى تدريب الفريق الإنجليزي.
وقال إيريخ روتمولر الذي لقن كلوب وتوخيل فنون الإدارة الفنية إنهما «مختلفان جدا في أساليبهما وبالتالي من الصعب القيام بمقارنة بينهما».
وأضاف: «كلوب كان المدرب الوحيد الذي تحدى هيمنة بايرن ميونيخ في السنوات الـ15 الأخيرة في البوندسليغا، وتوخيل مكن لاعبين من أصحاب الفنيات الفردية من الطراز العالمي مثل (الغابوني) بيار إيميريك أوباميانغ و(الفرنسي) عثمان ديمبيلي من قطع مراحل عدة في غضون بضعة أشهر. إنه مدرب يعرف كيف يستخلص الأفضل من كل لاعب من لاعبيه».
ويملك توخيل قوة هجومية ضاربة بقيادة نيمار ومبابي والأوروغواياني إدينسون كافاني إلى جانب الأرجنتيني أنخل دي ماريا والألماني يوليان دراكسلر وصانع الألعاب أدريان رابيو والإيطالي ماركو فيراتي.
ولا تقل الترسانة الهجومية لليفربول أهمية عن نظيرتها الفرنسية بوجود الثلاثي المصري محمد صلاح والسنغالي ساديو ماني والبرازيلي فيرمينو الذي سجل كل منهم 10 أهداف في المسابقة القارية الموسم الماضي وساهموا بشكل كبير في بلوغ فريقهم النهائي.
وإذا كان ماني وفيرمينيو يتألقان مطلع الموسم، فإن صلاح يعاني لاستعادة بريق الموسم الماضي، والذي سجل خلاله 44 هدفا في مختلف المسابقات، وخوله الوجود بين الثلاثي المنافس على جائزة الاتحاد الدولي (فيفا) لأفضل لاعب في العالم إلى جانب البرتغالي كريستيانو رونالدو لاعب يوفنتوس الإيطالي والكرواتي لوكا مودريتش زميله السابق في ريال مدريد الإسباني.
ودافع كلوب عن المهاجم الدولي المصري ملمحا إلى أن ليفربول في إمكانه التألق حتى لو لم يكن صلاح في قمة مستواه، مشيرا إلى أنه «من المهم ألا يكون لدينا هداف واحد».
وفي المجموعة ذاتها، يحل نابولي بقيادة مدربه الجديد كارلو أنشيلوتي ضيفا على رد ستار في مواجهة لا تخلو من صعوبة كون أصحاب الأرض يضربون بقوة في دوري بلادهم ويتصدرونه بالعلامة الكاملة في 7 مراحل. ويدرك نابولي جيدا أهمية النقاط الثلاث أمام رد ستار في سعيه إلى منافسة ليفربول وباريس سان جيرمان على إحدى بطاقتي الدور الثاني، معولا على الخبرة الأوروبية لمدربه الذي أحرز لقب دوري الأبطال ثلاث مرات في مسيرته (2003 و2007 مع ميلان، و2014 مع ريال).
وسيكون ملعب «جوزيبي مياتزا» في ميلانو مسرحا لمواجهة مرتقبة في المجموعة الثانية بين إنترميلان الإيطالي العائد إلى المسابقة للمرة الأولى منذ موسم 2011 - 2012. وتوتنهام هوتسبر الإنجليزي الذي بلغ ثمن نهائي المسابقة الموسم الماضي قبل أن يخرج على يد يوفنتوس. والتقى الفريقان في دور المجموعات للمسابقة القارية عام 2010 والتي كان لقبها من نصيب الفريق الإيطالي على حساب تشيلسي الإنجليزي، وفاز إنتر يومها 4 - 3 في ميلانو، ورد توتنهام 3 - 1 في لندن. كما التقيا في دور المجموعات للدوري الأوروبي «يوروبا ليغ» 2013، وتبادلا الفوز أيضا حيث حسم الفريق الإنجليزي الذهاب بثلاثية نظيفة، وتفوق إنتر ميلان إيابا 4 - 1. ويدخل الفريقان المباراة بمعنويات مهزوزة بعد خسارة كل منهما في دوري بلاده، وبالتالي فالخطأ ممنوع عليهما في مستهل المسابقة القارية خصوصا أنهما يواجهان منافسة برشلونة الإسباني المرشح بقوة لصدارة المجموعة والساعي لاستغلال عاملي الأرض والجمهور لتخطي أيندهوفن الهولندي.
وهي المرة الثانية التي يلتقي فيها الفريقان في دور المجموعات للمسابقة القارية العريقة بعد الأولى عام 1997 وتبادلا التعادل بنتيجة واحدة 2 - 2.
ويمني برشلونة النفس بالتتويج بلقب المسابقة بعد خيبة الأمل الكبيرة التي تعرض لها الموسم الماضي عندما خرج من دور ربع النهائي على يد روما الإيطالي بخسارته بثلاثية نظيفة إيابا بعد تقدمه ذهابا على أرضه 4 - 1.
ويبحث برشلونة عن كسر سطوة غريمه ريال مدريد على المسابقة، وإحراز لقبها للمرة الأولى بعد 2015.
ورغم تهنئة برشلونة لغريمة الريال الموسم الماضي بالفوز باللقب، فإن تتويج الفريق الملكي للمرة الثالثة تواليا والرابعة في المواسم الخمسة الأخيرة، هز البيت الكاتالوني الذي أحرز اللقب الأوروبي الأغلى خمس مرات (آخرها 2015)، في مقابل 13 لمنافسه المدريدي (رقم قياسي).
وقال الأوروغواياني لويس سواريز معاجم برشلونة: «من الواضح أن هذا الأمر يثير حفيظتنا لأن ريال مدريد فاز بدوري الأبطال في المواسم الثلاثة الأخيرة. لقد صنعوا التاريخ وهذه شوكة في خاصرتنا».
بالتأكيد، ربما، لأن برشلونة سيشعر أنه كان أفضل من ريال الموسم الماضي. فقد سحق النادي الكاتالوني مضيفه المدريدي بثلاثية نظيفة على ملعب سانتياغو برنابيو في مرحلة الذهاب للدوري المحلي، ثم لعب الشوط الثاني من مباراة الإياب في كامب نو بعشرة لاعبين وخرج متعادلا 2 - 2، وكان متقدما قبل أن يسجل الويلزي غاريث بيل الهدف الثاني لريال.
كما أن برشلونة أنهى الموسم بفارق 17 نقطة عن النادي الملكي في طريقه للتتويج باللقب، وهي فجوة تضخمت عندما بدأ مدرب «الميرينغي» الفرنسي زين الدين زيدان يضع المسابقة القارية كأولوية له، بعدما تبين أن فريقه لن يكون قادرا على الاحتفاظ باللقب المحلي الذي أحرزه في الموسم السابق.
وقال الأرجنتيني ليونيل ميسي نجم برشلونة الأبرز والذي بلغ 31 عاماً في يونيو (حزيران) الماضي،: «حان الوقت للفوز بدوري أبطال أوروبا، لقد خرجنا في الدور ربع النهائي في ثلاثة مواسم متتالية وربما كان آخرها الأسوأ على الإطلاق بسبب النتيجة والطريقة التي لعبنا بها المباراة». أضاف: «أعتقد أنه يجب علينا أن نهدف لذلك، كناد، كفريق وكجماعة. لدينا فريق رائع ويمكننا فعل ذلك».
وتشهد المجموعة الأولى مباراتين متكافئتين بين موناكو الفرنسي وأتلتيكو مدريد الإسباني بطل «يوروبا ليغ»، وكلوب بروج البلجيكي وبوروسيا دورتموند الألماني، والآخر ذاته في الرابعة حيث يلتقي غلاطة سراي التركي مع لوكوموتيف موسكو الروسي، وشالكه الألماني مع بورتو البرتغالي.