الراعي يدعو من الشوف إلى حكومة طوارئ حيادية

دعا البطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي أمس، إلى «تشكيل حكومة طوارئ حيادية تجمع الشمل»، معتبرا أن «الأزمة في عدم تأليف الحكومة أزمة ثقة».
وأشار الراعي خلال جولة له في منطقة الشوف تستمر ليومين إلى أنه لا وجود لحكومة وحدة وطنية حقيقية، معتبرا أنها موجودة فقط بالاسم، قائلا: «عبثا نقول حكومة وحدة وطنية ونحن مختلفون ومتنازعون. يدخلون معاً ثم يقتلون التنين في كل مرة ينبغي اتخاذ قرار ما معاً، هذا غير ممكن! فحكومة الوحدة الوطنية تبدأ بالمصالحة، وطالما لا توجد مصالحة في القلوب ومحبة وثقة، بل خوف كل من الآخر، فليس من حكومة وحدة وطنية». وأضاف: «قد تولد الحكومة وستولد، إنما يجب الذهاب إلى الأساس ووضع يدنا على الجرح».
وأكد الراعي: «إننا في بنيان هذا الوطن كل واحد منا يشكل حجرا لا يمكن الاستغناء عنه، وإذا شئتم فسيفساء لا يمكن انتزاع ولو حجر صغير منها»، معتبرا أن «هذا هو لبنان وأهميته في مكوناته المتنوعة وتعدديته بكل القوى الموجودة كبلد ديمقراطي وحرية رأي وتعبير وتعددية الأحزاب والطوائف والمذاهب».
وأضاف: «نحن نعيش اليوم نقصاً في المحبة وقلة ثقة بين بعضنا بعضا، وهذا يظهر عند أول مناسبة وظرف، وأعتقد أن الأزمة في عدم تأليف الحكومة أزمة ثقة، كلنا سيهدم كلنا، كلنا لا نريد أن نعطي».
ونبّه إلى أنه «لا يجوز أن نستمر أمام هذا البنيان الذي يتهدم شيئا فشيئا. فهذه وصمة عار على جبيننا كلنا في أن نرى وطننا يتداعى ويسقط، وكلنا نقول ذلك وكلنا نعرف أننا على شفير الهاوية، بالاقتصاد والمال والهجرة والتراجع، ولكن الحل في أيدينا ولا يحق لنا القول إن السبب هو الخارج، كل الحق على الداخل». وختم: «بكثير من الفضيلة والتجرد والتفاني والثقة والمحبة يجب أن نعمل معاً، لأنه إذا بقينا على هذه الحال نذهب إلى الموت».