ليبيا: حفتر يدشن مركز قيادة للجيش لتأمين طرابلس

في تحرك عسكري يستهدف، على ما يبدو، التجهيز لتحرك قوات الجيش الوطني الليبي، أعلن المشير خليفة حفتر، القائد العام للجيش، أمس عن تشكيل «مقدمة لمركز تابع لقيادة الجيش بالمنطقة الغربية».
ووزع مكتب حفتر قراراً يحمل توقيعه، يقضي بتشكيل هذه المقدمة من سبع وحدات، تغطي كل النواحي اللوجستية والإدارية المتعلقة بالجيش، مع تعيين قائد عسكري للمركز لضمان ما وصفه حفتر بـ«حسن سير العمل في المنطقتين الغربية والجنوبية الغربية».
كما أعلن حفتر عن حل اللواء الرابع مشاة بالمنطقة الغربية، ونقله بكل مقاتليه وسلاحهم إلى اللواء 28 مشاة، في خطوة قالت مصادر عسكرية لـ«الشرق الأوسط» إنها تأتي في إطار سلسلة قرارات جديدة تستهدف إعادة تنظيم قوات الجيش الوطني على مقربة من تخوم العاصمة الليبية طرابلس، التي لا زال حفتر يتوعد بتحريرها من قبضة الميليشيات المسلحة في موعد يتكتم عليه.
إلى ذلك، قال ناطق باسم «اللواء السابع مشاة»، أحد الأطراف المتحاربة في طرابلس، لـ«الشرق الأوسط» إن فائز السراج، رئيس حكومة الوفاق الوطني «ربما كان تحت ضغط الميليشيات في طرابلس»، لافتا إلى أن «هذه ليست أول مرة تقوم فيها الميليشيات بابتزاز المسؤولين في الدولة، والتقرير الأممي الصادر مؤخراً يضم الكثير من الحقائق حول هذه القضايا. كما أن موقفنا من حكومة الوفاق واضح».
وردا على تأكيد حكومة السراج أنه تم حل «اللواء السابع» منذ مدة بقرار رسمي، قال الناطق باسم «اللواء السابع»: «إذا كان تأسيس اللواء بقرار، فأين هو قرار حله. التصريحات الإعلامية في ليبيا شيء والواقع شيء آخر».
وكان الملتقى الوطني للقبائل والمدن الليبية، المقام في مدينة ترهونة، قد أعلن في بيانه الختامي دعمه لمطالب «اللواء السابع» بشأن حل كل الميليشيات المسلحة في طرابلس، واعتبر أن «سبب البلاء وأزمة السيولة النقدية هو سيطرة المجموعات المسلحة على مراكز صنع القرار السياسي والاقتصادي، ولا علاج إلا بحل هذه الميليشيات».
في المقابل، تستعد القبائل الليبية لعقد اجتماع جديد لها اليوم بالتزامن مع ذكرى استشهاد «شيخ الشهداء» عمر المختار، ستعلن خلاله عن دعمها للمشير حفتر قائد الجيش في معركته ضد الإرهاب.
ونقلت وكالة الأنباء الموالية للجيش عن عضو اللجنة التحضيرية للملتقى عبد الرسول العشيبي أن هذا الملتقى سيكون على رأس أولوياته بحث سبل لم الشمل وفض النزاعات، بالإضافة إلى توحيد المؤسسات السيادية، ودعم القيادة العامة لقوات الجيش الوطني.
إلى ذلك، دعت فرنسا مجدداً لإجراء انتخابات رئاسية وتشريعية في ليبيا بحلول العاشر من ديسمبر (كانون الأول) المقبل، حيث كشفت وكالة الصحافة الفرنسية أن فرنسا اعتبرت خلال اجتماع خصص لليبيا قبل أسبوع، أنه من «الضروري تحقيق تقدم في التحول الديمقراطي في ليبيا»، و«إجراء الانتخابات بحسب الموعد الذي تم الاتفاق عليه في باريس في شهر مايو (أيار) الماضي بين أربعة أفرقاء أساسيين في الساحة السياسية الليبية».
وخلال هذا الاجتماع، تمت الموافقة على موعد هذه الانتخابات في ضوء ضغوط مارستها باريس، التي تعتبر أن «عدو ليبيا والليبيين هو استمرار الوضع الراهن».
وكان وزير الخارجية الإيطالي إنزو موافيرو ميلانيزي قد أعلن معارضة بلاده إجراء انتخابات في ليبيا، حسبما حددت فرنسا، وذلك بعد يومين من الزيارة التي قام بها إلى بنغازي، والتقى خلالها حفتر.
بدوره، قال هشام بدر، سفير مصر لدى روما، إن بلاده مستعدة للعمل مع إيطاليا من أجل إحلال «الاستقرار والأمن في ليبيا».
ونقلت عنه وكالة «آكي» الإيطالية، أول من أمس، وصفه المؤتمر الذي تزمع إيطاليا تنظيمه في النصف الأول من نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل في صقلية، بأنه «مهم للغاية»، مشيراً إلى أهمية التعاون مع إيطاليا لتعزيز «المؤسسات ودعم الحوار والوحدة من أجل الاستقرار والأمن في ليبيا».