شمخاني: الهجوم على كردستان مثال للرد على التهديدات

اعتبر أمين مجلس الأمن القومي الإيراني، علي شمخاني، أمس، الهجوم الصاروخي على إقليم كردستان العراق «مثالاً لرد طهران على التهديدات»، وانتقد «الاستراتيجية» الأميركية القائمة على فرض العقوبات، قائلاً إن طهران «سترد على أي إجراء عدواني بعشرة أضعافه»، مضيفاً أن «زمن (اضرب واهرب) قد ولى».
وقال شمخاني إن «رد فعل إيران الأخير في كردستان العراق ما هو إلا مثال على رد طهران على أي تهديد».
وكان شمخاني ينتقد «استراتيجية» الولايات المتحدة في الانسحاب من الاتفاق النووي، وفرض العقوبات على إيران، مشيراً إلى أن الأجهزة الإيرانية في مختلف المجالات «ستعمل على ارتقاء قدراتها بالتناسب مع الاستراتيجية (الأميركية)»، وفقاً لوكالة «رويترز».
وتوترت علاقات إيران بالولايات المتحدة مجدداً منذ انسحبت واشنطن من الاتفاق النووي الدولي مع طهران، وأعادت فرض العقوبات عليها، وسط تحذيرات من إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب بأنها ستمارس «أقصى قدر من الضغوط» على إيران.
ونقلت الوكالة عن شمخاني قوله: «زمن (اضرب واهرب) في الساحة الدولية قد ولى، وأي إجراء عدواني ضد بلادنا سترد عليه طهران بعشرة أمثاله؛ نحن قادرون على حماية أنفسنا في كل مجال».
وهذا أول تعليق لمسؤول إيراني رفيع المستوى حول إطلاق الصواريخ على الأراضي العراقية، بعد بيان «الحرس الثوري»، أول من أمس.
ونقلت وسائل إعلام إيرانية، أول من أمس، عن الحرس الثوري الإيراني قوله إنه أطلق 7 صواريخ، في هجوم على مقر الحزب الدیمقراطي الكردستاني في العراق، مما أسفر عن مقتل 16 شخصاً، وإصابة 40 آخرين، وفقاً للمصادر الكردية.
وقالت وكالة «تسنيم»، المنبر الإعلامي الناطق باسم استخبارات «الحرس الثوري»، في تقريرها أمس عن ردود الأفعال على الهجوم الصاروخي، إن «تزايد تحركات الجماعات المعادية للثورة في الحدود الغربية، وسياسة ضبط النفس في إقليم كردستان، فسرت على أنها نتيجة التأثر بالسياسات الأميركية وفرض العقوبات، والسعي وراء تقليص النفوذ الإقليمي لإيران».
واتهمت وسائل إعلام كردية بـ«نشر مواد تستهدف الأكراد الإيرانيين، بهدف التحريض على دعم نشاط الأحزاب الكردية». وأشارت الوكالة تحديداً إلى ما اعتبرته «الإعلان عن تشكيل لجنة مركزية للتنسيق بين الأحزاب الكردية المناوئة لطهران، على غرار الإدارة المحلية في مناطق شرق سوريا».
وأشارت الوكالة إلى أن الضربة الصاروخية «جاءت بهدف خلط الأوراق والحسابات المستقبلية»، ونسبت الوكالة إلى محللين أن الضربة «وجهت رسالة إلى الولايات المتحدة وحلفائها الإقليميين».
وسلطت الوكالة الضوء على لقاء جمع مستشار مجلس أمن لإقليم كردستان، مسرور بارزاني، والجنرال جوزيف أندرسون، مدير مركز التنسيق الأميركي في إقليم كردستان العراق.
وبموازاة الضربة الصاروخية، أعلنت طهران عن تنفيذ حكم بالإعدام بحق 3 سجناء سياسيين.
وأفادت وكالة «هرانا»، المعنية بنشر أخبار حقوق الإنسان في إيران، بأن السلطات نفذت حكماً بالإعدام على رابع سجين سياسي كردي في مدينة مياندوآب. ودعت أحزاب كردية أمس إلى إضراب عام في 3 محافظات كردية، غرب إيران، وذلك للتنديد بالقصف المدفعي للقرى الحدودية، وإطلاق الصواريخ على قضاء كويسنجق.
وجاءت تصريحات شمخاني غداة إعلان قيادة الأسطول الخامس، التابع لسلاح البحرية الأميركية، أن طائرات من طراز «إف 35 - بي» قد وصلت إلى منطقة عملياته بالخليج للمرة الأولى، وذلك في إطار الوجود العسكري الأميركي في المنطقة.
واتهم قائد الأسطول الخامس، سكوت ستيرني، إيران بتهديد أمن المنطقة، ولا سيما عبر دعمها للحوثيين.
وتزامن الإعلان في الوقت الذي تجري فيه البحرية من كل من الولايات المتحدة والمملكة المتحدة تدريبها ربع السنوي على مكافحة الألغام في مياه المنطقة «في إطار الحفاظ على جاهزيتهما، من خلال دمج قدراتهما لمواجهة التهديد المحتمل للألغام البحرية».
ورحب الأسطول الخامس، ومقره البحرين، في بيان، بـ«وصول الطائرات (إف 35 - بي) إلى مسرح العمليات».
وشدد على أن «استخدام المقاتلة الأكثر تقدماً في العالم يتيح للقيادة المركزية الأميركية تنفيذ مهامها من موقع قوة، ما يحقق التميز الجوي والبحري بهدف ضمان الأمن في البر والبحر».
وأشارت البحرية الأميركية إلى أن إجراء المناورات متعددة الجوانب يهدف إلى ضمان الاستقرار والأمن البحري في منطقة مسؤولية القيادة المركزية الأميركية، الواصلة بين البحر المتوسط والمحيط الهادي، عبر غرب المحيط الهندي، و3 نقاط رئيسية.
وفي غضون ذلك، نظم العشرات من أبناء الجالية الكردية، أمس، وقفة احتجاجية أمام السفارة الإيرانية في لندن، مرددين هتافات تندد بإطلاق الصواريخ، حاملين أعلام الناشطين السياسيين.