سياسي هولندي متشدد يتراجع عن خطة لتنظيم مسابقة أثارت غضباً في الدول الإسلامية

نجحت ضغوط الدول الإسلامية على هولندا في تحقيق نتائج إيجابية من وجهة نظر بعض المراقبين الأوروبيين.
وقال النائب الهولندي المعادي للإسلام خيرت فيلدرز، إنه سيلغي إقامة مسابقة للرسوم الكاريكاتيرية التي تجسد خاتم المرسلين النبي محمد، مضيفاً أن خطر وقوع أعمال عنف ضد أبرياء كبير جداً. وقال فيلدرز في بيان نشره على صفحته في موقع التواصل الاجتماعي: «لن أوقف حملتي الشخصية ضد الإسلام لكن الخطر على الأبرياء بالإضافة لخطر شن هجمات على هولندا بسبب المسابقة المقترحة كبير جداً... أثبت هذا مرة أخرى وجهة نظري بشأن الطبيعة غير المتسامحة للإسلام». واعتقلت الشرطة الهولندية هذا الأسبوع رجلا في السادسة والعشرين من عمره للاشتباه في تهديده لفيلدرز بسبب المسابقة المقترحة.
ودافع رئيس الوزراء الهولندي مارك روته الأسبوع الماضي عن حق فيلدرز في تنظيم المسابقة وقال إنها تقع ضمن نطاق حرية التعبير، لكنه شدد أيضا على أن الخطة ليست مبادرة من الحكومة.
واحتل حزب الحرية المناهض للإسلام الذي ينتمي له فيلدرز المركز الثاني في انتخابات عامة أجريت العام الماضي لكنه ليس جزءا من الحكومة. وكان فيلدرز يعتزم إقامة المسابقة في مكاتب حزبه داخل مبنى البرلمان.
وتلقت الحكومة الهولندية احتجاجات من عدة دول إسلامية، كان آخرها باكستان، حول إعلان زعيم اليمين المتشدد خيرت فيلدرز تنظيم مسابقة نهاية العام الحالي، في مقر البرلمان الهولندي، لعرض الرسوم الكارتونية المسيئة للرسول محمد «صل الله عليه وسلم». كما تلقت وزارة الخارجية الهولندية رسالة حول هذا الصدد من منظمة التعاون الإسلامي، التي تضم 57 دولة إسلامية من بينها دول إسلامية كبيرة ومهمة، مثل المملكة العربية السعودية ومصر وتركيا والمغرب وإندونيسيا، بحسب ما صرح به وزير الخارجية الهولندي ستيف بلوك لوسائل الإعلام في لاهاي، التي أضافت أن الحكومة الباكستانية استدعت ثاني أكبر مسؤول في السفارة الهولندية لديها وأبلغته القلق العميق جراء خطط تنظيم هذه المسابقة، التي وصفتها الخارجية الباكستانية بأنها خبيثة ومتعمدة وتسيء للإسلام، وأن الحكومة الباكستانية تنتظر الدعم من دول إسلامية أخرى لطرح الأمر على الأمم المتحدة. ولكن الخارجية الهولندية في لاهاي قالت إن الرد الهولندي على إسلام آباد جاء فيه، أن خيرت فيلدرز الذي دعا إلى تنظيم هذا المعرض هو عضو في البرلمان الهولندي وليس في الحكومة.
وفي تعليق على هذا الأمر قال وزير الخارجية ستيف بلوك إن حرية التعبير مهمة للغاية ولا تنوي الحكومة إلغاء هذا المعرض وفي الوقت نفسه يجب أن نضع في الاعتبار أن هذا الأمر شديد الحساسية في بعض الدول الإسلامية، التي عليها أيضا أن تعمل على ضمان أمن الهولنديين والمصالح الهولندية تحسبا لأي ردود أفعال، ولمح الوزير أيضا إلى وجود ردود فعل متساهلة من جانب بعض الدول ولكن رفض ذكر أي منها بحسب ما نقلت صحيفة «دي تيلغراف» الهولندية اليومية.