على بركة الله... نبدأ

السبت انطلق الموسم الكروي السعودي الجديد بكأس السوبر في العاصمة البريطانية لندن...
موسم بالتأكيد لن يشبهه أي موسم سابق من حيث كل شيء؛ بدءاً بالترتيبات التي اتخذها المستشار تركي آل الشيخ لوضع خريطة طريق جديدة ومختلفة لكرة القدم السعودية بشكل عام مروراً برؤساء الأندية الجدد وبأعداد المحترفين غير المسبوقة وبالناقل الجديد والنوافذ الكثيرة التي أتاحها للمتلقي كي يتابع عبر منصات إعلامية ووسائط متعددة.
الموسم انطلق بين عملاقين هما الهلال والاتحاد، وبمدربين؛ واحد جديد هو البرتغالي خيسوس صائد البطولات، والثاني قديم جديد هو الأرجنتيني دياز مدرب الاتحاد الجديد والهلال القديم، إضافة إلى أسماء انتظرناها طويلاً وبالتأكيد لن نحكم عليها من المواجهة الأولى أو المباراة الأولى، خاصة أنني أكتب هذه المقالة قبل المباراة لأسباب تتعلق بالنشر.
ما أعجبني قبل السوبر هو دعوة إدارة الاتحاد بعض نجوم النادي القدامى أمثال عبد الله بكر وأحمد جميل ومروان بصاص ومحمد السويد والحسن اليامي ومحمد نور وحمزة إدريس، وفي لفتة رائعة تم دعوة أنجال الراحل محمد الخليوي، وأيضاً في لفتة أخرى رائعة تم دعوة لاعبين أجانب سبق أن لعبوا للاتحاد وتركوا بصماتهم في ذاكرة نتائجه وجماهيره، منهم سيرجيو ريكاردو وأحمد بهجا وتشيكو ومحمد كالون.
وسواء حضر هؤلاء أم لم يحضروا، تبقى المبادرة هي من أولى العلامات الإيجابية في انطلاقة الموسم الكروي السعودي الجديد، وبالطبع الهلاليون لم يقصروا مع كل نجومهم المواطنين والعرب والأجانب، فرأينا طارق التائب وويلهامسون ورادوي وغيرهم يتابعون الفريق حتى بعد سنوات طويلة من اعتزالهم اللعبة.
الوفاء والتكريم أمران مهمان في الحياة بشكل عام ولا علاقة للاحتراف (الجامد) بالعواطف؛ لأن هناك من يرفض وجود عواطف في المسألة الاحترافية وأنا لا أتفق مع ذلك أبداً، فهناك محترفون كبار في العالم لم يلعبوا إلا لناد واحد مثل مالديني، وهناك من لعبوا لأكثر من نادٍ، ولكن ظلّ نادٍ واحد يعشقونه دوناً عن غيره مثل سولشاير مع مان يونايتد ومايكل أوين مع ليفربول وآلان شيرر مع نيوكاسيل وعشرات غيرهم وجدوا في أندية ما لم يجدوه في غيرها...
لهذا فلا تعارض بين الاحتراف والعواطف طالما كان الحب عاطفة سامية، خاصة إذا كانت من دون شروط أو رتوش أو مصالح.