السعودية تستعيد أكثر من 53 ألف قطعة أثرية

نجحت السعودية عبر الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني في استعادة أكثر من 53 ألف قطعة أثرية من داخل البلاد وخارجها.
يأتي ذلك في وقت تعمل الهيئة على التسجيل الرقمي للقطع من خلال خريطة رقمية وفق المعايير العالمية الخاصة بتسجيل وأرشفة البيانات المتعلقة بالمواقع والقطع الأثرية والتراثية.
قال الدكتور نايف القنور، مدير تسجيل وحماية الآثار بالهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، إنّ التسجيل الرّقمي الجديد يشمل معلومات تفصيلية كاملة عن نحو 32 ألف قطعة أثرية وطنية أُعيدت من الخارج، بالإضافة إلى نحو 22 ألف قطعة أثرية وطنية أعادها المواطنون إلى الهيئة منذ إطلاق حملة استعادة الآثار الوطنية في العام 2011.
يهدف مشروع التسجيل الرّقمي للآثار الوطنية إلى توثيق جميع المواقع والقطع الأثرية والتراثية والمعالم التاريخية ومباني التراث العمراني وتسجيلها في سجل وطني رقمي شامل، يرتبط بخريطة رقمية متعدّدة المقاسات، ومتوافقة مع التقنيات الحديثة لنظم المعلومات الجغرافية، وقواعد البيانات الرقمية والخرائط.
وأكد القنور أنّ جهود استعادة الآثار وحمايتها لم تتوقف، إذ أصدرت الهيئة قائمة حمراء بالممتلكات الثقافية الوطنية التي سُرقت من مواقعها في السعودية، وقائمة معلومات وصفية عنها وذلك لتسهيل التعرف على هذه القطع، وأعلنت عن مكافآت وجوائز مالية وشهادات تقديرية لمعيدي القطع الأثرية أو من يُبلغ عن فقدان أو سرقة أي قطعة.
وأضاف مدير عام تسجيل وحماية الآثار، أنّ استعادة الآثار من الداخل والخارج تحظى باهتمام كبير من الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، ولهذا تقيم فعاليات لتعزيز الوعي بأهمية الآثار، وضرورة المحافظة عليها لكونها مصدرا مهما للتّراث الوطني، وتراثا لا يقدر بثمن، كما تقيم معارض للقطع الأثرية المستعادة تبثّ من خلالها رسالة إلى كل من يملك آثارا خرجت إلى خارج البلاد أن يعيدها إلى موطنها الأصلي وبيئتها الطبيعية، وإلى كل مواطن ومقيم حصل على قطع أثرية من مواقعها أو من غير مواقعها بطرق غير مشروعة أن يبادر بتسليمها إلى قطاع الآثار والمتاحف بالهيئة ليصبح الحامي الأول لآثار البلاد.
وكانت الهيئة قد عرضت في المتحف الوطني أكثر من 70 قطعة أثرية نادرة أعادها مواطنون وأجانب للهيئة، وذلك في «معرض الآثار الوطنية المستعادة»، ضمن معارض ملتقى آثار المملكة الذي أقيم في الرياض في ديسمبر (كانون الأول) الماضي.
ومن أبرز القطع المستعادة مجسم إهداء على شكل النصف العلوي لإنسان يعود للألف الرابع قبل الميلاد، وأدوات تعود للعصر الحجري الحديث، ورؤوس سهام وفخاريات متنوعة وجرار متنوعة تعود للألف الأول قبل الميلاد، وأوانٍ وأساور زجاجية تعود لمنتصف الألف الأول قبل الميلاد. كما طُبع الإصدار الأول من كتاب «قصص النجاح لمعيدي الآثار» الذي يشتمل على خلاصة تجارب عدد من معيدي القطع الأثرية، وسلسلة من الرسائل التثقيفية التي تهدف إلى تعزيز وعي المواطن بقيمة الآثار الوطنية ودلالتها الحضارية، لافتا إلى أنّ محتويات المعرض من القطع الأثرية المستعادة تتنوع بين أوانٍ فخارية وأدوات حجرية وعملات معدنية وأسورة، ونقوش صخرية وكتابات قديمة وإسلامية بالخط الكوفي، ومجسمات حجرية يعود بعضها إلى القرن الرابع قبل الميلاد.