«رابطة العالم الإسلامي» تدشن مركزاً متكاملاً للاجئي الروهينغا في بنغلاديش

دشّن الشيخ الدكتور محمد العيسى الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي، مشروع مركز الخدمات المتكاملة المخصص للاجئين الروهينغا بمناطق استقبال اللاجئين ببنغلاديش، موجها بضرورة تنفيذ المركز والانتهاء منه في أسرع وقت.
وبيّن الدكتور العيسي أن الرابطة حرصت على أن يوفر مركز الخدمات، الذي ستنفذه هيئتها العالمية للإغاثة والرعاية والتنمية، مجتمعاً مصغراً للاجئين الروهينغا، بما يقدمّه من مرافق اجتماعية توفر التعليم الأساسي والتدريب المهني والرعاية الصحية الأولية، ما سيمنحهم بيئة مشابهة لبيئة الحياة الطبيعية ويسهم في تسهيل تعايشهم، وخصوصاً الأطفال والطلاب والطالبات مع حالة اللجوء وما يرافقها من معاناة وغربة حتى انتهاء أزمتهم وعودتهم إلى وطنهم.
وأشاد الأمين العام للرابطة بالجهود الكبيرة التي بذلتها هيئة الإغاثة والرعاية والتنمية، في التحضير والتخطيط لإنشاء مركز خدمات اللاجئين الروهينغا في بنغلاديش، بعد أن اطلع على تقرير مرئي عن مرافقه وخدماته المتكاملة، مؤكداً في الوقت نفسه حرص الرابطة على أن يكون الدعم كبيراً وموازياً لمعاناة المهجرّين الروهينغا الذين عانوا أسوأ أنواع الوحشية من قبل الإرهاب العنصري.
وقال الدكتور العيسى إن «رابطة العالم الإسلامي، وجهت في بيان أصدرته سابقاً، نداءً إلى العالم بدوله ومنظماته وشعوبه، أشارت فيه إلى ما يتعرض له المسلمون الروهنغيون في ميانمار - بورما من اعتداءات وحشية وإبادة جماعية على مرأى ومسمعٍ من الجميع، يُعَدُّ وصمة في جبين الإنسانية، ونعياً على قيمها الأخلاقية ونظامها الدولي».
وأكد العيسى أن هذا الفصل التاريخي المقلق في السجل الإنساني والأُممي سيكون شاهداً على حجم التخاذل لإيقاف مجازر معينة لجرائم الحقد والكراهية التي انسلخت من طبيعتها البشرية إلى صور وحشية مروعة: «تُصَدِّرُها للعالم مصحوبة بالصَلَفِ والتحدي، وأن هذه الجرائم تُمثل واحدة من أسوأ الصور الإرهابية وحشية ودموية، ولا تقل عن إرهاب المنظمات الإرهابية حول العالم وجرائمها مثل (داعش) وغيرها». مضيفا أن السكوت عليها يُعطي الذرائع القوية للمفاهيم السلبية تجاه ما يجب على المنظومة الدولية من شمول عزيمتها وعدالتها في محاربة الإرهاب واستئصاله بجميع أشكاله وصوره. ونوه الدكتور العيسى بحرص رابطة العالم الإسلامي كما هو الحال في كل أعمالها على التمكين الاقتصادي للاجئين، فيصبح اللاجئ معتمداً على نفسه منتجاً ومكتفياً وفق إمكانات محطيه، ويتحول من حالة الاحتياج الكامل إلى قيمة مضافة في المجتمع المضيف، وبالتالي تحقيق التنمية المستدامة التي تمثل محوراً رئيساً في عمل الرابطة الإنساني.
ولفت الأمين العام، إلى أن الرابطة تحرص دائما أن يسهم المشروع في رفع الوعي الصحي للاجئين الروهنغيين، من خلال التركيز والاهتمام باحتياجات المرأة الشخصية ومتطلباتها النفسية والصحية، إضافة إلى توفير أسباب ومقوّمات الصحة الشخصية لبقية أفراد الأسرة، مؤكداً أن الجانب الإغاثي والرعوي يشمل كفالة الأيتام والقيام على شؤون الأرامل والمحتاجين.
وأوضح الدكتور العيسى أن أحد أهداف المشروع أن تسهم هذه الجهود والأعمال في التخفيف من آثار العنف الجسدي والنفسي الذي تعرض له المتضررون من لاجئي الروهينغا، من خلال البرامج النفسية المتخصصة وبرامج لمّ الشمل ورعاية الأيتام والأرامل، وغيرها من البرامج التخصصية المشابهة.