من الإسكافي إلى العملاق.. أحداث صنعت كأس العالم

تشهد حياة الأشخاص بصفة عامة بعد الأحداث التي ربما تقلب حياتهم رأسا على عقب وأخرى التي تنتشلهم من الضياع إلى قمة المجد.

ولا يختلف الأمر كثيرا في كأس العالم فهناك قرارات لمدربين يمكن أن تجعل الجماهير تحملهم فوق الأعناق وأخرى تجعلهم يطالبون برؤوسهم.

وفي بعض الأحيان يلعب الحظ والقدر الدور الرئيسي بعيدا عن تدخل أي شخص.

ونستعرض معكم أبرز الأحداث والقرارات التي غيرت مجرى كأس العالم أو منتخبات أو رياضيين وفي بعض الأحيان بلاد.

سويسرا 1954 – الإسكافي

عندما بدأ ادولف داسلر يصنع الأحذية في غرفة غسيل الملابس في منزله لم يكن يعلم أنه سيلعب دورا مهما في منح بلاده المانيا لقب كأس العالم 1954.

فداسلر الذي أسس شركة اديداس لفت انتباهه هطول الأمطار الغزيرة في الصيف في سويسرا وأن ذلك سيجعل حركة اللاعبين بطيئة على أرض الملعب.

وقبل انطلاق كأس العالم أبلغ داسلر صديقه سيب هربرجر مدرب المانيا باختراعه الجديد الذي يسمح للاعبين بتغيير الجزء الأسفل من الأحذية ليتناسب مع حالة الملعب.

ومع بداية الشوط الثاني في النهائي بين المانيا الغربية والمجر تحول الملعب إلى أرض طينية وعندما قام لاعبو المانيا بتعديل أحذيتهم وضح تفوقهم على منافسهم لتنال المانيا لقب كأس العالم للمرة الأولى في تاريخها.

السويد 1954 – الملك

عندما تكون مصابا ويصر زملاؤك في الفريق على وجودك في قائمة كأس العالم وأنت بعمر 17 فهذا يعني أن ثقتهم بك تفوق أي شيء اخر.

هذا ما حدث لاديسون ارانتس دي ناسيمنتو أو بيليه فلاعب البرازيل بدأ كأس العالم وهو مصاب في الركبة ومع ذلك أصر بقية أعضاء المنتخب على وجوده.

وجاءت مشاركته الأولى في كأس العالم في المباراة الثالثة للبرازيل في تلك النسخة وصنع هدفا في الفوز على الاتحاد السوفيتي وفي ذلك الوقت كان أصغر لاعب سنا على الإطلاق في تاريخ كأس العالم.

وفي الدور قبل النهائي ضد فرنسا أحرز ثلاثة أهداف ليصبح أصغر لاعب يفعل ذلك في كأس العالم وفي النهائي أحرز هدفين ليمنح بلاده لقبها الأول من خمسة.

تشيلي 1962 – الإصابة

عندما أصيب بيليه في المباراة الثانية للبرازيل حاملة اللقب تأكد عدم قدرته على إكمال البطولة لتتحول الأنظار إلى جارينشيا.

وبعد فوز وتعادل بدون بيليه كانت البرازيل متأخرة بهدف أمام اسبانيا لكن جارينشيا صنع هدف الفوز لاماريلدو الذي كان أدرك التعادل.

وفي دور الثمانية ضد انكلترا أحرز جارينشيا هدفين وتسبب في اخر قبل أن يسجل هدفين في مرمى تشيلي في الدور قبل النهائي وعلى الرغم من معاناته من حمى شديدة في النهائي ضد تشيكوسلوفاكيا لم يمنع ذلك البرازيل من حصد لقبها الثاني على التوالي.

انكلترا 1966 – هدف غير شرعي

يشاء القدر أن يكون اللقب الوحيد لانكلترا في كأس العالم بفضل هدف لم تتخط فيه الكرة خط المرمى.

فعندما لجأت المانيا الغربية وانكلترا إلى الوقت الإضافي في النهائي بعد التعادل 2-2 أطلق جيف هيرست تسديدة ارتدت من العارضة ولم تدخل المرمى لكن حامل الراية السوفيتي توفيق باهراموف القادم من اذربيجان قرر أن الكرة تخطت خط المرمى ليحتسب الهدف.

حتى أن الصحف الالمانية وصفت تسديدة فرانك لامبارد في 2010 في مرمى مانويل نوير في دور الستة عشر والتي تخطت خط المرمى ولم يحتسبها الحكم بأنه تعويض عما حدث في ويمبلي.

لكن هيرست عوض كل شيء بهدف رابع في الدقيقة الأخيرة من الوقت الإضافي.

هولندا 1978 – اختطاف

ما زال الهولنديين يرون أن لولا غياب يوهان كرويف عن البطولة في الارجنتين لحققت هولندا لقبها الأول في كأس العالم.

وظلت التكهنات عن سبب اعتذار كرويف عن الذهاب إلى الارجنتين إلى أن تحدث عن الأمر في 2008 مفصحا عن تعرضه وعائلته لعملية اختطاف فاشلة وتأثره بالأمر.

وقال كرويف إنه تعرض وعائلته لعملية خطف فاشلة في برشلونة قبل نحو خمسة أشهر من البطولة وكان أطفاله يذهبون إلى المدرسة بصحبة الشرطة ويذهب هو إلى مباريات برشلونة ومعه حارس شخصي.

وأضاف الراحل كرويف "كل هذه الأمور تغير وجهة نظرك للعديد من الأشياء. هناك لحظات في الحياة تكتشف فيها أهمية بعض القيم الأخرى. كانت لحظة لترك كرة القدم ولم استطع اللعب في كأس العالم".

وفي النهائي خسرت هولندا 3-1 أمام الارجنتين التي نالت لقبها الأول.

اسبانيا 1982 – المقامرة

في 1980 تورط باولو روسي في فضيحة تلاعب في نتائج مباريات وتم إيقافه لثلاث سنوات قبل أن تتقلص العقوبة إلى عامين مع انتهاء الإيقاف قبل شهر من انطلاق كأس العالم.

وقرر انزو بيرزوت مدرب ايطاليا ضمه للقائمة المشاركة في البطولة وقال "ضمه كانت مقامرة لكن في العامين اللذين غاب فيهما لم أجد بديلا له".

وبعد أداء متواضع في أول ثلاث مباريات أحرز روسي ستة أهداف ليقود ايطاليا لاستعادة اللقب الغائب منذ 1938.

ايطاليا 1990 – البديل

تعرض نيري بومبيدو الحارس الأساسي للارجنتين لكسر في الساق في المباراة الثانية ضد الاتحاد السوفيتي ليجد البديل سيرخيو جويكوتشيا نفسه في حراسة مرمى الارجنتين.

ولعب جويكوتشيا دورا مهما في بلوغ الارجنتين النهائي بعد أداء رائع ضد البرازيل وانقاذ اخر ركلتي ترجيح ضد يوغسلافيا ليقود بلاده إلى الدور قبل النهائي.

وأمام ايطاليا تألق جويكوتشيا في ركلات الترجيح مرة أخرى بعد انتهاء الوقتين الأصلي والإضافي بالتعادل 1-1 لكن في النهائي كان قريبا من التصدي لركلة الجزاء التي سددها اندرياس بريمه وحسمت اللقب لصاحب المانيا.

فرنسا 1998 – السر

سيظل ما حدث يوم 11 يوليو تموز سرا لن يرفع الستار عنه فرونالدو مهاجم البرازيل تعرض لواقعة غريبة جعلت مشاركته في النهائي محل شك.

وقال رونالدو مؤخرا "قررت الخلود للنوم بعد الغداء واخر ما اتذكره هو الذهاب إلى السرير. بعد ذلك تعرضت لتشنجات وأحاط بي اللاعبون والطبيب ليديو توليدو ولم يخبرني أحد ماذا حدث".

وأضاف "بعد ذلك طلبت منهم الرحيل لأنني أردت النوم ثم طلب مني ليوناردو السير معه في حديقة الفندق الذي نزلنا به وشرح الأمر وأنني لن اشارك في النهائي".

وتابع "كل الاختبارات الطبية الضرورية لم تظهر سببا لما حدث وذهبت إلى ماريو زاجالو (مدرب البرازيل) وأبلغته أنني بحالة جيدة واستطيع اللعب ولم امنحه حلا اخر ليوافق على مشاركتي وربما اثر ذلك علينا في المباراة لأن الأمر كان مخيفا".

وعلى الجانب الاخر أحرز زين الدين زيدان هدفين ليقود فرنسا للقبها الأول.

اليابان وكوريا الجنوبية 2002 – المنحوس

عند الحديث عن اللاعب الأكثر نحسا في تاريخ كرة القدم ربما أول من سيظهر اسمه هو الالماني مايكل بالاك.

ففي 2002 خسر بالاك مع باير ليفركوزن لقب الدوري والكأس في المانيا ودوري أبطال اوروبا أمام ريال مدريد.

وتألق في كأس العالم وقاد المانيا إلى النهائي لكن النحس كان يلازمه فإنذار في مواجهة كوريا الجنوبية في الدور قبل النهائي كان الثاني له في البطولة وكفيلا بحرمانه من المشاركة في النهائي حيث خسرت المانيا أمام البرازيل 2-صفر بهدفي رونالدو الذي عوض إخفاق 1998.

المانيا 2006 – العودة

بعد الخروج من يورو 2004 قرر زيدان اعتزال اللعب الدولي مع فرنسا لتصبح في موقف سيء في التصفيات بعد اعتزال العديد من اللاعبين الاخرين الذين حصدوا كأس العالم 1998 ويورو 2000.

وطلب رايموند دومينيك من زيدان التراجع عن اعتزاله وتخيل أحد الجماهير كيف اتخذ زيدان قرار العودة.

وتخيل هذا الرجل أن زيدان كان نائما في منزله وقام فجأة مما أقلق زوجته التي طلب منها العودة للنوم وذهب ليفتح خزنة ملابسه ويرتدي قميص فرنسا وينظر للكاميرا قائلا "لقد عدت".

لكن العودة لم تكن جيدة في كأس العالم وقدم زيدان أداء متواضعا في الدور الأول إلى أن استعاد السحر بعد 22 دقيقة من مواجهة اسبانيا في دور الستة عشر.

ومنذ ذلك الحين تحول كأس العالم إلى عرض فردي من زيدان وتلاعب بمفرده بالبرازيل في دور الثمانية قبل أن يقود فرنسا للنهائي.

لكن في النهائي خرج زيدان من الباب الخلفي عندما "نطح" ماركو ماتيراتزي مدافع ايطاليا ليطرده الحكم وتخسر فرنسا بركلات الترجيح.

جنوب افريقيا 2010 – الزجاجي

لسنوات وصف ارين روبن بأنه اللاعب الزجاجي بسبب كثرة إصاباته لكن مع انتقاله إلى بايرن ميونيخ في 2009 تغير الوضع.

وفي كأس العالم 2010 حمل روبن هولندا إلى النهائي للمرة الأولى منذ 1978 ومواجهة اسبانيا ليتأكد حصول منتخب جديد على اللقب إذ لم يسبق لهما الفوز بالبطولة الأبرز عالميا.

وفي الدقيقة 62 مرر ويسلي سنايدر كرة إلى روبن الذي وجد نفسه منفردا بالحارس ايكر كاسياس ويمكن القول إن الحظ فقط هو من كان السبب في أن الكرة تصطدم بقدم كاسياس إلى خارج الملعب قبل أن تحسم اسبانيا اللقب في الدقيقة 118 بهدف اندريس انيستا.

البرازيل 2014 – العملاق

لعب مانويل نوير دورا كبيرا في إنقاذ المانيا ضد الجزائر وفرنسا والارجنتين في طريقها نحو حصد اللقب الرابع في كأس العالم لكن يجب العودة إلى أبريل نيسان 2010 لمعرفة السبب في أن يكون نوير هو الحارس الأساسي لالمانيا.

بعد اعتزال ينز ليمان ووفاة روبرت انكه قرر يواخيم لويف أن يكون رينيه ادلر هو الحارس الأساسي لالمانيا وقبل انطلاق كأس العالم 2010 بأقل من شهرين تعرض حارس باير ليفكركوزن لإصابة قوية في الضلوع منعته من المشاركة في البطولة.

ولم يجد لويف مفرا من إشراك نوير ليصبح الحارس الأساسي منذ ذلك الحين وحتى يومنا هذا.

وتألق نوير ضد الجزائر في دور الستة في 2014 لينقذ المانيا من خروج مبكر وفي دور الثمانية ضد فرنسا أبعد العديد من الفرص أبرزها تسديدة كريم بنزيمة بقبضة يده في نهاية المباراة.

وفي الشوط الثاني ضد البرازيل حافظ لالمانيا على تقدمها المريح 5-صفر قبل أن تنهي المباراة بفوز ساحق 7-1.

وواصل نوير تألقه في النهائي ضد الارجنتين ليقود المانيا للقب للمرة الأولى منذ 1990.