كنوز المتاحف الروسية تدخل البيوت عبر الإنترنت

يُعرف عن العاصمة الروسية موسكو أنها واحدة من أغنى مدن العالم بالكنوز الفنية والأدبية والثقافية والتاريخية، التي تحتفظ بها في متاحفها الكثيرة جداً. ولأن زيارة كل تلك المتاحف والوقوف عند كل معروضاتها، أمر يتطلب الكثير من الوقت، الذي لم نعد نملك وفرةً منه في عصرنا، عصر التقنيات والرقميات والإنترنت، قررت مديرية الثقافة في محافظة موسكو إطلاق مشروع بعنوان «متاحف في المنزل» أو «المتحف الرقمي»، فكرته الرئيسية افتتاح صفحة خاصة على شبكة الإنترنت، باسم «الصفحة الموحدة لمتاحف موسكو»، تُعرض فيها اللوحات والأعمال الفنية وغيرها من كنوز ضمن المجموعات الفنية التاريخية في متاحف العاصمة.
ومع أن مشاهدة المعروضات عبر شاشة الكومبيوتر، لا يوفر للمشاهد تلك الانطباعات التي قد تتكون لديه لو كان داخل جدران المتحف ووقف أمام اللوحة، إلا أن توفير إمكانية لمشاهدة محتويات كل متحف بالتفصيل خطوة مميزة تحمل الكثير من الإيجابيات، فهي تساعد عشاق التاريخ على وضع خطة مسبقاً قبل زيارة العاصمة الروسية لقضاء وقت ممتع مع معالمها التاريخية وثروات متاحفها، وتمنح الباحثين والدارسين إمكانية الحصول على معلومات وفيرة بسرعة دون الحاجة إلى زيارات تتطلب الكثير من الوقت بهدف التعرف على هذه اللوحة أو تلك وتاريخها وغيرها من معلومات. فضلاً عن ذلك توفر الصفحة الموحدة لمعروضات متاحف موسكو فرصة للمواطنين من الدول الأخرى للتعرف على كل متحف بالتفصيل وعلى معروضاته.
وفي الصفحة التي تحمل عنوان (union.catalog.mos.ru) خصصت مديرية الثقافة في موسكو «نافذة» لكل متحف يشارك في هذا المشروع الجديد. ومنذ الأيام الأولى لإطلاقها نشرت على صفحة المتاحف صوراً لأكثر من 7500 لوحة ومعروض فني، من 7 متاحف. ويُتوقع أن يصل عدد المشاركين إلى 50 متحفاً، بينها متحف «تاريخ غولاغ»، الذي تروي معروضاته تاريخ السجون القمعية في عهد ستالين، وتُعرف باسم «غولاغ»، ومتحف «بانوراما معركة بورودين» الذي تروي معروضاته تفاصيل واحدة من أهم معارك حملة نابليون بونابرت على روسيا، وهي المعركة التي وقعت في سبتمبر (أيلول) عام 1812 قرب قرية «بورودين» 125 كم غرب موسكو، وشكّلت مواجهة بين حنكة القائد العسكري الروسي ميخائيل كوتوزف، والإمبراطور نابليون بونابرت.
وإلى جانب المتاحف المتخصصة في أحداث تاريخية، توفّر الصفحة الموحدة لمتاحف موسكو فرصة للتعرف على معروضات متاحف تروي صفحات من تاريخ الأدب الروسي، منها على سبيل المثال «أيقونة» خاصة بمتحف يحمل اسم الشاعرة الروسية الشهيرة مارينا تسفيتايفا، من أبرز شعراء «العصر الفضي»، و«أيقونة» أخرى خاصة بمتحف الموضة، والكثير غيرها من المتاحف، التي تروي عبر معروضاتها مراحل مختلفة من تاريخ روسيا، وتاريخ الفن والأدب، ومحطات من حياة كبار الكتاب والأدباء والفنانين من روسيا ودول أخرى. وبالطبع هناك المتاحف المتخصصة في عرض مختلف أنواع اللوحات والأعمال الفنية الشهيرة من أكثر من عصر ومرحلة من التاريخ. ويخطط القائمون على مشروع «الصفحة الموحدة لمتاحف موسكو»، التي تبدو مثل «متحف رقمي»، عرض عشرات الآلاف من المواد حتى نهاية العام الجاري، بما في ذلك اللوحات الفنية الشهيرة، والكتب والصحف القديمة، وحتى بعض المقتنيات الخاصة لكبار الكتاب والفنانين.