هاتف «هواوي بورشه ديزاين مايت آر إس»... تصميم فاخر بتقنيات تبريد «فضائية»

تطورت الهواتف الجوالة بشكل كبير من الناحية التقنية، ولكن تصاميمها لم تتطور بالشكل المتسارع نفسه، لتبقى تقدم تلك الواجهة الزجاجية السوداء ومستشعر البصمة، مع تغييرات بسيطة هنا وهناك. إلا أن هاتف «هواوي بورشه ديزاين مايت آر إس» Huawei Porsche Design Mate RS يرتقي بهذه التجربة بشكل كبير بفضل تقديمه أحدث المواصفات التقنية ومستشعر بصمة مدمجا في الشاشة، في تصميم فاخر وأنيق جدا. واختبرت «الشرق الأوسط» الهاتف ونذك ملخص التجربة.

- تصميم مبهر
وتعاونت «هواوي» مع شركة «بورشه ديزاين» التابعة لشركة «بورشه» للسيارات تخصص في التصاميم الفاخرة، في تصميم هذا الهاتف لتتكامل التقنية مع التصميم الراقي. ويتوافر الهاتف في إصدارين، الأول باللون الأحمر الناري، والثاني باللون الأسود. وتشغل الشاشة المنحنية من الجانبين معظم المنطقة الأمامية للهاتف، مع زيادة مساحتها بفضل إزالة مستشعر البصمة من المنطقة الأمامية ودمجه داخل الشاشة.
وتقدم المنطقة الأمامية كاميرا وسماعة الصوت، بالإضافة إلى شعار الشركة في الأسفل، وبكل بساطة. وتحتوي المنطقة الخلفية على 3 كاميرات طولية، إلى جانب فلاش «إل إي دي» ومستشعر بصمة إضافي. ويقدم الجانب الأيمن للهاتف زر التشغيل، وزري تعديل درجة ارتفع الصوت، بينما تقدم الجهة اليسرى منفذ شريحتي الاتصال. أما الجهة السفلى، فتحتوي على السماعات المدمجة والميكروفون، بالإضافة إلى منفذ الشحن ونقل البيانات بتقنية «يو إس بي تايب - سي».

- أول ماسح بصمة مزدوج
ويقدم الهاتف أول ماسح بصمة مزدوج في العالم لتسهيل الاستخدام وفتح قفل الشاشة ببساطة، وذلك بفضل مستشعر بصمات الأصابع المدمج في الشاشة. وكانت توقعاتي متواضعة بعض الشيء قبل تجربة تشغيل الهاتف ببصمة الإصبع على الشاشة، ولكنني تفاجأت بدقة وسرعة التعرف على البصمة بغض النظر عن الزاوية المستخدمة في الضغط. وتوجد منطقة خاصة في الهاتف يمكن وضع إصبع المستخدم عليها للتعرف على بصمته. وإن رغب المستخدم باستخدام مستشعر البصمة الخلفي كحل بديل، فدقة وسرعة مستشعر البصمة في الهواتف الأخرى للشركة موجودتان.

- تقنيات تصوير متقدمة
ويقدم الهاتف نظاما ثلاثيا لكاميرات خلفية تبلغ دقتها 8 و20 و40 ميغابكسل ومجسا لتعديل لون ضوء «فلاش» ومستشعر بث واستقبال ليزريا لتعديل البعد البؤري آليا.
ويستطيع هذا النظام التقاط صور وتفاصيل غنية في ظروف الإضاءة المنخفضة لا تستطيع العين مشاهدتها من أمام المستخدم، بالإضافة إلى تقديم وضوح كبير وألوان واقعية في الإضاءة العادية أو تحت أشعة الشمس.
كما وتستطيع هذه الكاميرات تقريب الصورة لغاية 3 أضعاف من خلال العدسات المدمجة، و5 أضعاف من خلال نظام هجين من العدسات والبرمجيات، و10 أضعاف من خلال البرمجيات، وذلك للحصول على أفضل تقريب إلى الآن في الهواتف الذكية.
وبعد التقاط الصور، يستطيع المستخدم إيجاد مصدر ضوء افتراضي وتحريكه على الشاشة ومشاهدة أثر ذلك الضوء على جميع عناصر الصورة، والشعور بأن مصدر الضوء طبيعي بالكامل. كما يتميز هذا النظام التصويري بأن فترة انغلاق مصراع التصوير منعدمة، مع استخدام تقنيات الذكاء الصناعي للتنبؤ بحركة العناصر السريعة وتعديل تركيز الكاميرا عليها استباقيا، وذلك للحصول على أفضل الصور بالتركيز الكامل مهما كانت سرعة حركة الأجسام أمام الكاميرا. كما يستطيع هذا النظام التقاط 960 صورة في الثانية وتشغيلها على شكل عرض فيديو بطيء مليء بالتفاصيل.
وبالنسبة للذكاء الصناعي، يستطيع التعرف على أكثر من 500 حالة من 19 فئة قبل التقاط الصورة، وتعديل خصائص التصوير وفقا لذلك للحصول على أفضل صورة ممكنة في كل لحظة، حتى لو لم يكن لدى المستخدم أي دراية تقنية مسبقة في عالم التصوير. وتشمل الفئات التي يستطيع الذكاء الصناعي التعرف عليها مجموعات الأصدقاء والأطعمة والمناظر الطبيعية والصور الليلية والوثائق النصية والحيوانات الأليفة والألعاب النارية والسماء الزرقاء والمسرحيات وغروب الشمس والثلج والشلالات وشاطئ البحر، وغيرها.
كما سيقوم الذكاء الصناعي بتغيير تقريب الصورة لوضع جميع الأفراد فيها، حتى لو قرب المستخدم إطار التصوير بالخطأ وأخرج جزءا من جسم أحد الأصدقاء من الصورة.
ويستطيع الذكاء الصناعي أيضا إلغاء أثر اهتزاز يد المستخدم لمدة تصل إلى 6 ثوان، وذلك للحصول على صورة مبهرة في التصوير المطول في النهار أو الليل دون الحاجة لاستخدام نظام حمل ثلاثي للكاميرا Tripod. أما بالنسبة للكاميرا الأمامية لالتقاط الصور الذاتية «سيلفي»، فتبلغ دقتها 24 ميغابكسل!
الميزة الإضافية في الهاتف هي القدرة على تحويل صورة المستخدم الذاتية إلى صورة تعبيرية حقيقية متحركة، وليست رسما متحركا يشابه المستخدم، ومشاركة هذه الصور مع الآخرين عبر تطبيقات الدردشة النصية المختلفة.

- وحدة ذكاء صناعي
ويعمل الهاتف بمعالج «كيرين 970» Kirin 970 الذي يعتبر أول معالج في العالم يقدم وحدة خاصة بالذكاء الصناعي Neural Processing Unit NPU للأجهزة المحمولة تزيح الضغط عن المعالج الرئيسي وترفع الأداء، لتستطيع تقديم مستويات كفاءة تتجاوز 50 ضعفا وأداء أفضل بـ25 ضعفا مقارنة بالأجهزة الأخرى. وتركز هذه الوحدة على تطوير تجربة التصوير ورفع مستويات الأداء وخفض استهلاك البطارية، وسيستفيد المستخدم منها في نمط التصوير من خلال خاصية التعرف على المشاهد وعناصر الصورة ولتعرف ما إذا كان المستخدم يرغب في تصوير أزهار أو منظر عام أو شخص أو حيوان أليف أو طعام، ليقوم النظام بتعديل البعد البؤري وحساسية مستشعر الإضاءة وفتحة العدسة في خلال أقل من ثانية واحدة من توجيه الكاميرا نحو العنصر المستهدف.
ويستطيع الذكاء الصناعي كذلك تكبير الصورة دون فقدان الدقة، مع سهولة تصوير الأجسام المتحركة بسرعة وتغيير إعدادات التصوير لتتناسب معها.
ويمكن من خلال هذه التقنية الحصول على صور تبدو وكأنها من تصوير محترف تصوير، حتى لو لم يكن لدى المستخدم أي دراية في عالم التصوير. وتستخدم الوحدة معالج إشارات الصور Image Signal Processor لتعزيز هذه الإمكانات. ويستطيع نظام الذكاء الصناعي أيضا المساعدة في الترجمة الفورية للنصوص لتقديم ترجمة تفاعلية أسرع وأكثر دقة من خلال توجيه الكاميرا نحو النصوص المراد ترجمتها، لتتم العملية فورا حتى لو لم يكن هناك اتصال بالإنترنت للترجمة السحابية. وتتم هذه العملية دون مشاركة أي بيانات مع أي جهة في الإنترنت، ذلك أن تقنية الذكاء الصناعي تعمل بوجود أو عدم وجود اتصال بالإنترنت، دون أن يشعر المستخدم بأي بطء.
ويدعم الهاتف ربطه بأي شاشة أو تلفزيون من خلال منفذه القياسي ليتحول إلى كومبيوتر محمول دون الحاجة لاستخدام أي ملحقات إضافية (يحتاج هاتفا «سامسونغ غالاكسي إس 8» و«سامسونغ غالاكسي نوت 8» إلى شراء ملحق خاص اسمه «ديكس» DeX لوصله بالهاتف وبالشاشة لتفعيل هذه الميزة)، وذلك لتسهيل عملية التفاعل مع أعمال المستخدم أينما كان، وخصوصا أثناء السفر والتنقل.
ويمكن من خلال هذه الميزة التفاعل مع التطبيقات والملفات على سطح مكتب ومن خلال نوافذ متعددة باستخدام لوحة مفاتيح وفأرة لاسلكيتين تتصلان بالهاتف بكل سهولة.
كما يدعم الهاتف تشغيل شريحتي اتصال في آن واحد عبر شبكات الجيل الرابع للاتصالات لزيادة سرعة التحميل من الإنترنت، وليس شريحة واحدة عبر شبكات الجيل الرابع والشريحة الثانية بسرعات اتصال أقل كما هو الحال في العديد من الهواتف الأخرى. أضف إلى ذلك أن الهاتف يقدم أسرع اتصال بشبكات 4.5G ويستطيع البدء بتشغيل عروض الفيديو بالدقة الفائقة 4K في ثوان قليلة (في حال دعم شبكة مزود الاتصال لهذه السرعات العالية).

- مواصفات تقنية
يستخدم الهاتف شاشة بقطر 6 بوصات تعمل بتقنية OLED وتعرض الصورة بدقة 2880x1440 وبكثافة تبلغ 538 بكسل في البوصة الواحدة.
ويقدم معالج «كيرين 970» ثماني النواة (4 أنوية تعمل بسرعة 2.4 غيغاهرتز و4 أخرى بسرعة 1.8 غيغاهرتز، وفقا للحاجة) شريحة معالجة الرسومات من نوع «مالي جي 72» Mali G72 ووحدة معالجة رسومات تتكون من 12 نواة، ووحدة تشغيل عصبية ومعالج إشارات الصورة. ويستخدم الجهاز 6 غيغابايت من الذاكرة للعمل و256 غيغابايت من السعة التخزينية المدمجة، مع توفير إصدار خاص بسعة 512 غيغابايت (نصف تيرابايت).
كما ويدعم الهاتف تقنيات «واي فاي» و«بلوتوث 4.2» وتقنية الاتصال عبر المجال القريب Near Field Communication NFC. ويعمل بواجهة الاستخدام المبسطة EMUI 8.0 ونظام التشغيل «آندرويد 8.1» الملقب بـ«أوريو».
وتبلغ سماكة الهاتف 8.5 مليمتر ويبلغ وزنه 183 غراما وهو مقاوم للبلل.
الجدير ذكره أن هذا الهاتف هو الأول من «هواوي» يدعم الشحن اللاسلكي السريع، ويعمل ببطارية تبلغ قدرتها 4000 ملي أمبير في الساعة ويدعم تقنية الشحن السلكي فائق السرعة SuperCharge الحاصل على شهادة الأمان TÜV، مع تقنية توفير الطاقة الذكية لتسريع شحن البطارية وخفض شدة الطلب عليها وزيادة فترة استخدامها قدر المستطاع. ويمكن شحن بطارية الهاتف بنسبة تصل إلى 20 في المائة في غضون 10 دقائق فقط، وإلى 58 في المائة في غضون 30 دقيقة.
كما يستخدم الهاتف تقنية التبريد الفضائي من خلال 9.4 مليون أنبوب نانو لرفع مستويات الأداء والحفاظ على عمر أطول للبطارية.
الهاتف متوافر في الشهر الجاري في الأسواق العربية بسعر 5999 ريالا سعوديا (نحو 1599 دولارا أميركيا).