ألمانيا: ضحايا في حادث طعن.. والشرطة تعتقل منفذ الهجوم

أفادت وسائل الإعلام المحلية الألمانية، أمس، بتعرض 12 شخصا لإصابات طفيفة، وشخصين لإصابات خطرة، في هجوم طعن بالسلاح الأبيض داخل حافلة، من قبل رجل كان من ضمن الركاب. واستطاعت دورية شرطة كانت في موقع الحادثة الإمساك بالرجل المشتبه به عند فراره من الحافلة.
وأصيب عدة أشخاص في حادثة هجوم على مسافرين في حافلة، وكان الهجوم من قبل رجل كان من ركاب الحافلة، قام بمهاجمة المسافرين بسكين، وفقا لمصادر الإعلام الألمانية. وتابعت: «هناك 12 إصابة طفيفة، وإصابتان خطيرتان»، وأفادت جريدة محلية ألمانية «لوبيرك ناخريختن» بأن هناك قتيلاً. ولكن لم تؤكد الشرطة الألمانية وقوع ضحايا حتى الآن. وأضافت: «قال أحد شهود العيان، الذي تعرض للهجوم أيضا، إن السائق تمكن من فتح أبواب الحافلة أثناء قيادته حتى يتمكن الركاب من الفرار، لقد رأيت كيف قام الجاني بسحب السكين من حقيبة ظهره، وبدأ بالصراخ وإصابة الركاب».
وقد حاول المشتبه به الفرار، ولكن دورية شرطة كانت تعبر مصادفة، قامت بالإمساك به، ولم تصرح الشرطة الألمانية بالدوافع حتى الآن.
وأوضحت المدعية العامة الألمانية أن ركاب الحافلة تمكنوا من السيطرة على المهاجم قبل أن يصل عناصر الشرطة إلى المكان فاعتقلوه، حسب ما نقل شاهد كان بين الركاب.
وقالت مصادر صحافية إن «الركاب سارعوا إلى القفز من الحافلة وهم يصرخون. كان الأمر مخيفا وكان المهاجم يحمل سكين مطبخ». ولم تعرف بعد دوافع هذا الاعتداء، إلا أنه يأتي في أجواء توتر تسود ألمانيا بعد اعتداءات عدة خلال السنوات القليلة الماضية، خصوصا بالسلاح الأبيض، قام بها متطرفون. ففي يونيو (حزيران) 2018 أعلنت الشرطة إحباط هجوم لتفجير «قنبلة بيولوجية» واعتقال تونسي يشتبه بانتمائه إلى تنظيم داعش، وصل إلى ألمانيا عام 2015 ويشتبه بأنه كان يسعى لإعداد قنبلة بمادة الريسين السامة. إلا أن أهم اعتداء إرهابي يبقى قيام تونسي كان يقود شاحنة بدهس متسوقين في سوق الميلاد في برلين في ديسمبر (كانون الأول) 2016 ما أدى إلى مقتل 12 شخصا. وتبنى تنظيم داعش مسؤولية الاعتداء. في نهاية يوليو (تموز) 2017 وقام شاب رفض طلبه للجوء، بقتل شخص بطعنات سكين داخل سوبرماركت وجرح ستة آخرين. وأوضح القضاء الألماني أن المعتدي يعتنق الفكر «المتشدد».
وإضافة إلى الاعتداء بشاحنة في برلين تبنى تنظيم داعش أيضا عام 2016 اعتداء في هامبورغ (شمال)، واعتداء بقنبلة في انسباخ (جنوب) أوقع 15 جريحا إضافة إلى مقتل المعتدي، واعتداء بفأس وقع في مقاطعة بافاريا أوقع خمسة جرحى.
إلى ذلك، أعلنت النيابة الألمانية العامة، مساء أول من أمس، عن اعتقال رجل وامرأة في ولاية سكسونيا الشرقية، بتهمة التطرف والعضوية في تنظيم «داعش»، أو دعم تنظيم إرهابي.
وتم اعتقال المتهم السوري (22 سنة) في مدينة بلاون، وكان يصرح بانتمائه إلى «داعش» ويروج لتنفيذ العمليات الإرهابية في ألمانيا. كما تتهم النيابة العامة الشاب السوري بالعمل على تنظيم شبكة إرهابية أجنبية في ألمانيا. وتناقل المتهم المئات من أفلام الفيديو الإرهابية التحريضية على هاتفه الجوال، وروج للآيديولوجيا الإرهابية على مواقع التواصل الاجتماعي على الإنترنت. وجلب السوري انتباه الشرطة بعد زياراته المتكررة لمسجد «المهاجرون» الذي يرتاده المتشددون، ويخضع لرقابة دائرة حماية الدستور (مديرية الأمن العامة).
وتحول المراهق الداعشي «يوسف ت.» (18 سنة) من إرهابي شارك مع زميلين له في تفجير معبد السيخ في مدينة إيسن، إلى شاهد أساسي ضد الداعية العراقي «أبو ولاء»، الذي تجري محاكمته في ألمانيا باعتباره «اليد الطولى» لتنظيم داعش في ألمانيا.
وكان «يوسف ت.» بعمر 16 سنة، حينما فجر قنبلة، صنعها مع زميلين له، في معبد السيخ في مدينة إيسن في أبريل (نيسان) 2016. ونقلت صحيفة «إكسبريس» الواسعة الانتشار، عن النيابة العامة الاتحادية في كارلسروه، أن «يوسف» خرج عن صمته بعد سنتين في الحبس، وأنه تحدث لرجال التحقيق بالتفصيل كيف عملت جماعة «أبو ولاء» على تجنيده وتحفيزه لتنفيذ العملية الإرهابية ضد السيخ. وقضت محكمة الأحداث في إيسن العام الماضي بسجن «يوسف ت.» (17 سنة)، من مدينة غيلزنكيرشن، لفترة سبع سنوات، و«محمد ب.» (17 سنة)، من مدينة إيسن، بالسجن لفترة ست سنوات وتسعة أشهر. كما حكمت على «تولغا أ.» (20 سنة) بالسجن لفترة ست سنوات، رغم عدم مشاركته في زرع القنبلة قرب بوابة المعبد، ولكن بسبب مشاركته في التحضيرات. ومعروف أن جلسات المحكمة جرت بعيداً عن الرأي العام والصحافة، بسبب صغر سن المتهمين الأولين، إلا أن عدداً من جلسات محاكمة «تولغا أ.» كانت مفتوحة. وكان كل من «يوسف ت.» و«محمد ب.» في السادسة عشرة من العمر عند تنفيذهما عملية التفجير التي أصابت ثلاثة من السيخ بجروح، أحدهم كاهن المعبد.
وتعود اعترافات «يوسف ت.»، بحسب مصادر النيابة العامة، إلى رغبته في الحصول على حكم مخفف، بعد أن قضى سنتين في السجن. كما أنه عبر عن أسفه للمشاركة في العملية، وقال إن التنظيم الإرهابي غرر به بدعايته الآيديولوجية المزيفة. ويريد الإرهابي التائب أن يمنع تحويل بقية المراهقين إلى «زارعي قنابل أغبياء».
واعترف «يوسف ت.» وهو شاب من أصل مغربي، بأنه تم غسل دماغه آيديولوجياً في الدورات التثقيفية السرية التي كانت جماعة «أبو ولاء» تديرها في مدن ولاية الراين الشمالي فيستفاليا، مثل دورتموند وإيسن ودويسبورغ.
وأضاف «يوسف ت.» أن الشباب في هذه الحلقات كانوا يخيرون، عند إبداء قناعتهم بـ«الاستشهاد»، بين الالتحاق بتنظيمات «داعش» المسلحة في سوريا والعراق، أو تنفيذ العمليات الإرهابية في ألمانيا. كما جرى تحريضه على تنفيذ العمليات ضد «الكفار» في ألمانيا. وهذا ما حصل مع التونسي أنيس العامري، منفذ عملية الدهس الإرهابية في برلين، التي أودت بحياة 12 شخصاً في نهاية سنة 2016.
واعترف «يوسف ت.» بأنه انضم إلى حلقة إرهابيين أسستها شبكة «أبو ولاء» في سنة 2016، وأنه نال مباركة عضوين قياديين في مجموعة «أبو ولاء» كي ينفذ العملية ضد معبد السيخ. والعضوان هما «أبو ولاء» شخصياً، ومساعده «حسن س.» من دويسبورغ، الذي تجري محاكمته أمام محكمة سيلله مع «أبو ولاء». وملأت اعترافات «يوسف ت.» عدة مئات من الصفحات، بحسب مصادر جريدة «إكسبريس»، شرح فيها أساليب جماعة «أبو ولاء» وعملهم بين المراهقين. وجاء في اعترافاته أن الإرهابي أنيس العامري حصل على «فتوى» تنفيذ العملية في برلين، من الزعيم اللوجستي لجماعة «أبو ولاء»، المدعو «بوبان س.». وبهذه الاعترافات يكون «يوسف ت.» ثاني إرهابي جندته جماعة «أبو ولاء» يتحول إلى شاهد إثبات في القضية. وكان الشاهد الرئيسي في قضية «أبو ولاء»، وهو «أونيل أ.»، قد قال أمام محكمة سيلله، إن المتهم «ممثل (داعش)» في ألمانيا. وأضاف «أونيل أ.» (23 سنة)، وهو «داعشي» تائب، عاد طوعاً من سوريا إلى ألمانيا سنة 2016، أن عناصر في «داعش» بسوريا أخبروه بأن «أبو ولاء» كان أحد أكبر وأشجع الذين قاتلوا لصالح التنظيم في العراق.
وذكر أيضاً أن «أبو ولاء» وفر مسدسات مزودة بكواتم الصوت، بهدف تنفيذ أعمال العنف ضد الشرطة الألمانية. وكان من المفترض أن ينفد «أونيل أ.» ورفيق له، العملية، بتحريض من «أبو ولاء»، في أكتوبر (تشرين الأول) 2015، إلا أنهما رفضا تنفيذ العملية.
جدير بالذكر أن محاكمة «أبو ولاء» وأعوانه بدأت أمام محكمة سيلله، في ولاية سكسونيا السفلى، يوم 26 سبتمبر (أيلول) الماضي، وسط إجراءات أمنية مشددة. وخصصت المحكمة 29 موعداً لجلسات المحكمة، بمعدل يومين في الأسبوع، تنتهي مع نهاية شهر يناير (كانون الثاني) من السنة القادمة. ومن المحتمل أن تصل عقوبة المتهمين إلى السجن عشرة أعوام في حال إدانتهم.
وساهم أكثر من 50 شرطياً في مداهمة شقة امرأة سورية عمرها 36 سنة، في مدينة دريسدن، بتهمة دعم تنظيم إرهابي أجنبي، وتقديم العون في تجنيد المقاتلين للتنظيمات الإرهابية. وصادرت الشرطة عدة هواتف جوالة، وبيانات مصرفية من شقة المرأة، إلا أنه تم إطلاق سراحها لاحقاً.