رونالدو يعزز آمال يوفنتوس في دوري الأبطال ويظهر الشرخ في ريال مدريد

أكد النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو المنضم حديثا إلى صفوف يوفنتوس بطل إيطاليا أن رحيله من ريال مدريد الإسباني بطل أوروبا، كان «قرارا مدروسا بعناية».
وكان رحيل رونالدو الذي دائما ما أكد أنه سيستمر في الريال حتى الاعتزال قرارا صادما لجماهير النادي الملكي الإسباني الذي أصبح أحد أساطيره محققا الفوز بأربعة ألقاب في بطولة دوري أبطال أوروبا والكثير من الأرقام القياسية، لكن هذا التألق الكبير داخل الملاعب لم يكن له مردود مماثل على علاقة هذا النجم العالمي مع رئيس الريال فلورينتيو بيريز. وينظر إلى بيريز على أنه شخصية تريد فرض سيطرتها على فريق الكرة ويتدخل في أمور من اختصاصات الإدارة الفنية وهو الشيء الذي دفع المدرب زين الدين زيدان للرحيل عن الفريق بعد أيام قليلة من التتويج بلقب دوري الأبطال للمرة الثالثة على التوالي، ثم جاء الدور على رونالدو بعد تسع سنوات قضاها النجم البرتغالي مع الفريق وسجل خلالها 451 هدفا. والآن هل باستطاعة بيريز أن يأتي بلاعب قادر على ملء الفراغ الذي سيتركه رونالدو خاصة في ظل الصعوبات التي تواجه الريال لضم البرازيلي نيمار من صفوف باريس سان جيرمان.
لقد رفض بيريز الانصياع لضغوط رونالدو من أجل زيادة راتبه ليكون متوازيا مع الأرجنتيني ليونيل ميسي نحم برشلونة (نصف مليون يورو أسبوعيا)، لكنه بالتأكيد مطالب بالقيام بتعاقد ضخم لإرضاء الجماهير الغاضبة التي تشعر بأن هناك خلافات قد تهدد مسيرة الفريق بالموسم الجديد.
وتعهد رونالدو بأن يقود يوفنتوس لتحقيق أمجاد كبرى وحصد لقب دوري أبطال أوروبا الغائب عن الفريق الإيطالي منذ عقدين. وقال رونالدو: «ما فعلته في مانشستر يونايتد وريال مدريد، أريد أن أكرره في تاريخ يوفنتوس، دوري أبطال أوروبا بطولة من الصعب للغاية الفوز بها، لكن بالتأكيد أتمنى المساعدة، وأتمنى أن أعيد بعض الحظ للفريق».
وأضاف رونالدو، الذي انضم إلى يوفنتوس الأسبوع الماضي بعقد لأربع سنوات مقابل 100 مليون يورو (117.07 مليون دولار)، أنه لم يرغب البقاء في منطقة راحته واختيار بطولة في الولايات المتحدة أو الصين عقب الفوز بثلاثة ألقاب متتالية في دوري الأبطال مع ريال.
وقال قائد البرتغال: «أنا شخص أفضل التفكير في الحاضر. ما زلت صغيرا للغاية وأعشق دائما التحديات... من سبورتنغ لشبونة إلى مانشستر يونايتد إلى ريال مدريد والآن يوفنتوس... إنه قرار مدروس بعناية. إنه أفضل ناد في إيطاليا ولديه مدرب بارز (ماسيميليانو أليغري) لذلك لم يكن من الصعب اتخاذ هذا القرار».
وواصل: «أنا طموح للغاية وأعشق التحديات الجديدة. أتمنى أن تسير الأمور بشكل جيد للغاية. الحظ دائما يساعد لكن عليك البحث عنه».
وقال رونالدو إنه يشعر بالامتنان لفرصة تمثيل يوفنتوس واعترف بأن لاعبين في مثل عمره يسعون للاستقرار بالانتقال إلى بطولات أقل قوة حين يرون أن مسيرتهم اقتربت من الانتهاء لكني لا أشعر بذلك على الإطلاق، أنا مختلف عن الآخرين».
وتابع: «ليس لدي ما أثبته لأي شخص، الأرقام موجودة. الجميع يعرف ما فعلته لكرة القدم، لكنني طموح وأحب التحديات، ولا أحب البقاء في مكاني. أريد أن أترك بصمتي في يوفنتوس».
وقال رونالدو إن أحد عوامل انضمامه ليوفنتوس كانت حفاوة جماهير النادي به ووقوفها في المدرجات لتصفق له في آخر مباراة خاضها في تورينو عندما سجل هدفا مذهلا من ركلة خلفية لصالح ريال مدريد في دور الثمانية لدوري الأبطال.
وأضاف: «كانت لحظة مذهلة حقا بالنسبة لي. الترحيب بك بهذه الطريقة أمر أسعدني كثيرا. هذا زاد دوافعي من أجل بدء مغامرة جديدة».
وتجمع المئات من عشاق يوفنتوس خارج ملعب «أليانز» في تورينو وهتفوا «رونالدو أجلب لنا الأبطال (دوري أبطال أوروبا)» في حين ظهر البرتغالي للمحة قصيرة. وعلى الرغم من أن زيارة رونالدو إلى إيطاليا لن تدوم سوى 24 ساعة، وأنها لإجراء الفحوص الطبية وتوقيع العقود، إلا أن الصحافة أطلقت على هذا اليوم تسمية «رونالداي» أو «رونالدو - داي» تيمنا بالنجم البرتغالي. وبعد انتهاء الفحص الطبي، اتجه رونالدو إلى مقر إدارة النادي لتوقيع العقد الرسمي ومقابلة مسؤولي النادي وماسيمليانو أليغري المدير الفني للفريق ولاعبي يوفنتوس.
ومنذ الإعلان عن التعاقد مع لاعب ريال مدريد السابق اجتاحت جماهير يوفنتوس المتاجر في تورينو من أجل شراء قميص «سي آر7»، كما تم تصنيع مثلجات بـ«طعم سي آر 7» تضاف إليها حبة شيري وشوكولا.
والتعاقد مع أفضل لاعب في العالم خمس مرات وهداف دوري الأبطال في آخر ستة مواسم صفقة مذهلة ليوفنتوس الذي فاز بالدوري المحلي في آخر سبعة مواسم لكنه لم يحرز لقب دوري الأبطال منذ 1996.
وقال رونالدو: «سنقاتل ليس فقط من أجل دوري الأبطال ولكن من أجل الدوري الإيطالي أيضا. ندرك أن المنافسة ستكون صعبة لكن يجب أن نحافظ على تركيزنا. أتمنى مساعدة يوفنتوس على الفوز بدوري الأبطال. لم يتمكنوا من الفوز العام الماضي لأنه حتى الوصول للنهائي لا يضمن لك اللقب. أتمنى أن أكون تميمة الحظ لهذا النادي وسنرى ما سيحدث».
وسجل رونالدو هدفين عندما فاز ريال 4 - 1 على يوفنتوس في نهائي دوري الأبطال 2017 وذلك بعد الفوز على أتلتيكو مدريد ليحرز لقب 2016 ثم ليفربول الإنجليزي في نهائي الموسم المنصرم.
وواصل قائد البرتغال تألقه في كأس العالم في روسيا وسجل أربعة أهداف قبل أن يفشل في قيادة أبطال أوروبا لتجاوز دور الستة عشر. وقال رونالدو إنه سيبدأ المران مع يوفنتوس نهاية هذا الشهر ويتمنى المشاركة في المباراة الأولى في بداية مشوار الدفاع عن لقب الدوري في أغسطس (آب) المقبل.
ولن يكون تأثير رونالدو على يوفنتوس وحده بل على الدوري الإيطالي بأكمله والذي فقد بريقه بعد زمن احتضن فيه أمثال الأرجنتيني دييغو مارادونا والفرنسيين ميشال بلاتيني وزين الدين زيدان. وتراجع وهج الدوري الإيطالي أمام بطولتي إسبانيا وإنجلترا بشكل كبير، لكن ربما يعيد قدوم رونالدو الأنظار إلى «سيري أ» ويمنح يوفنتوس فرصة للذهاب بعيدا في البطولة القارية الأولى. يقول المدرب ماسيميليانو أليغري الذي قاد «السيدة العجوز» إلى آخر أربعة ألقاب في الدوري: «وصول رونالدو إلى يوفنتوس أمر كبير سيمنح الجميع في النادي خطوة إضافية، وكذلك كل كرة القدم الإيطالية».
للمرة الأولى منذ تعاقد إنتر الإيطالي مع المهاجم البرازيلي السابق رونالدو من برشلونة الإسباني، يضم ناد إيطالي لاعبا مرشحا لجائزة أفضل لاعب في العالم، إذ يهدف يوفنتوس أن ينقله ابن الثالثة والثلاثين إلى موقع يتيح له التتويج باللقب القاري المرموق.
وعلقت صحيفة «إيل ميساجيرو»: «قدوم كريستيانو رونالدو إلى يوفنتوس يذكرنا بأعوام الثمانينات والتسعينات المجيدة، عندما جذبت إيطاليا لاعبين من زيكو إلى فالكاو، من بلاتيني إلى مارادونا... قدوم حامل الكرة الذهبية خمس مرات يمثل بداية جديدة».
ولم يحدد النادي الإيطالي راتب رونالدو، لكن التقارير الصحافية أشارت إلى أنه سيتقاضى 30 مليون يورو سنويا.
خطف يوفنتوس رونالدو في وقت لم تكن فيه علاقة الأخير بإدارة ريال مدريد في أفضل حالاتها، في ظل التقارير عن رغبة اللاعب بزيادة راتبه بشكل يوازي الأرجنتيني ليونيل ميسي (برشلونة الإسباني) والبرازيلي نيمار (باريس سان جرمان الفرنسي)، مقابل عدم تجاوب رئيس النادي الإسباني بيريز مع ذلك.
واحتكر يوفنتوس لقب الدوري الإيطالي في المواسم السبعة الماضية ولكن نجاحه على الساحة الأوروبية لم يكن بنفس المستوى، حيث خسر الفريق نهائي دوري الأبطال في 2015 أمام برشلونة الإسباني وفي 2017 أمام الريال في مباراة شهدت هدفين بتوقيع رونالدو، لذا يأمل الفريق مع النجم البرتغالي الفوز باللقب الغائب منذ 1996.
لكن في المقابل سيكون على ريال مدريد النظر إلى السنوات التسع التي كان فيها رونالدو في صفوفه وتقييم دوره المؤثر الذي سيكون من الصعب تعويضه.
وتردد أن بيريز قدم عرضا قياسيا قيمته 310 ملايين يورو (360 مليون دولار) لضم البرازيلي نيمار من
سان جيرمان لكن الفريق الفرنسي نفى تلقيه أي عرض أو استعداده لبيع نجم هجومه. ومن المتوقع أن يتحول بيريز إلى إيدن هازار نجم منتخب بلجيكا خاصة بعد إعلان الأخير أنه يفكر في الرحيل عن تشيلسي قبل انطلاق الموسم الجديد للدوري الإنجليزي. وتألق هازار بشكل لافت في المونديال الروسي وسجل الهدف الثاني لبلجيكا في الانتصار 2 - صفر على إنجلترا في مباراة تحديد المركز الثالث. وقال هازار: «بعد ست سنوات رائعة في تشيلسي ربما يكون حان الوقت لاكتشاف شيء جديد». كما على ريال مدريد حل مشكلة نجمه الويلزي غاريث بيل الذي يريد اللعب أساسيا بشكل منتظم بعد أن تراجع دوره الموسم الماضي. وبعد العرض الرائع الذي قدمه بيل في نهائي دوري الأبطال في كييف قال إنه يرغب في اللعب أساسيا بشكل منتظم. وبغض النظر عما إذا كان هذا الأمر سيتحقق في ريال مدريد أو خارجه فإنها من الأمور التي يجب أن تحسم قبل انطلاق الموسم الجديد.
ويتعين على مدرب الريال الجديد يولن لوبتيغي، 51 عاما، الآن الوثوق في اللاعب الويلزي لأنه الأجدر بالقيام بالدور الذي كان رونالدو يلعبه.