«128 أجنبياً» يشعلون الموسم الجديد «بلا مشكلات أو ديون»

تشهد منافسات الدوري السعودي للمحترفين في الموسم الرياضي الجديد نقلة تاريخية جديدة، من خلال وجود 128 لاعباً أجنبياً بعد قرار الاتحاد السعودي السماح للأندية الـ16 بالاستعانة بـ8 لاعبين أجانب، ولاعبين من مواليد السعودية، ومن بين هؤلاء اللاعبين الأجانب حارس مرمى، وهو ما طُبِّق في الموسم الرياضي الأخير للمرة الأولى في تاريخ المنافسات السعودية، هذه النقلة النوعية تضاف إلى مثيلاتها السابقة للوصول إلى الهدف المرسوم من الهيئة العامة للرياضة وبدعم مالي ضخم من الأمير محمد بن سلمان ولي العهد السعودي، لبلوغ الدوري السعودي للمحترفين إحدى المراتب العشر الأولى عالمياً بحلول عام 2020.
ويترقب الشارع الرياضي السعودي موسماً رياضياً مختلفاً عن المواسم السابقة بعد زيادة عدد أندية دوري المحترفين إلى 16 نادٍ، حيث سيوجد 128 لاعباً أجنبياً، و32 لاعباً من مواليد المملكة، والضخ المالي الضخم من قبل الهيئة الرياضية بالتكفل بصفقات الأندية السعودية باستقطابات نوعية لأفضل الأسماء الأجنبية لإثراء الدوري السعودي بالنجوم العالميين القادرين على صناعة الفارق الفني وإثراء جميع المنافسات، وهذا ما سيفتح المجال أمام أندية المؤخرة والوسط بالمنافسة على الألقاب المحلية، ويدعم حظوظ الأندية الكبيرة بتحقيق الألقاب القارية الغائبة لمدة طويلة عن خزائن الذهب السعودية.
هذا الحراك الرياضي في المملكة العربية السعودية من قبل القيادة السعودية والهيئة العامة للرياضة والاتحاد السعودي لكرة القدم، تمثل في تسديد كل الديون الخارجية، وإغلاق جميع القضايا المسجلة ضد الأندية السعودية في محكمة التحكيم الرياضية «كاس» إلى جانب تسديد كل الرواتب الشهرية المتأخرة للاعبين الأجانب والمحليين والأجهزة الفنية لجميع الأندية دون استثناء، وتكفُّل الهيئة الرياضية بجلب طواقم تحكيم أجنبية عالمية لجميع مباريات الدوري السعودي للمحترفين، حيث سيكون الموسم الرياضي الجديد استثنائياً بدخول جميع الأندية للمنافسات دون ضائقة مالية أو ديون محلية وخارجية.
ولم تقف الهيئة الرياضية السعودية عند هذا الحد من الدعم للأندية المحلية، حيث تكفلت بجلب أفضل الكوادر التدريبية للإشراف الفني على الأندية، كما تكفلت بمعسكرات الأندية الخارجية في الدول الأوروبية المتقدمة، والتي تتوفر فيها جميع الإمكانات التي تسهم في نجاح المعسكرات من ملاعب وفنادق وصالات مغلقة وغرف للعلاج الطبيعي ومسابح، ومباريات مع أندية قوية، بالإضافة إلى الجانب الترفيهي من أسواق وأجواء معتدلة وطبيعة خلابة تساعد الأجهزة الفنية على تطبيق برامجها واللاعبين على تنفيذ الخطط الإعدادية.
وقبلها سمحت الهيئة الرياضية للعائلات بدخول الملاعب السعودية، وهيأت الملاعب الأربعة في العاصمة، الرياض: استاد الملك فهد الدولي، وملعب الأمير فيصل بن فهد، وفي جدة استاد الملك عبد الله، وفي الدمام استاد الأمير محمد بن فهد لاستقبال العائلات. وستحظى العوائل السعودية في الموسم الرياضي الجديد بالحضور لملاعب أخرى بعد اكتمال تجهيزها، ومن المنتظر الإعلان عن ملاعب جديدة تسمح بحضور العوائل. كما تعمل الهيئة بجدية لاستحداث نظام البوابات الإلكترونية في جميع الملاعب التي ستحتضن منافسات الدوري السعودي للمحترفين.
كما هيأت الهيئة العامة للرياضة ثلاث مجمعات ترفيهية تعمل على مدار الأسبوع ولمدة 24 ساعة في استاد الملك فهد بالعاصمة السعودية الرياض، واستاد الملك عبد الله بجدة، واستاد الأمير محمد بن فهد بالدمام، كخطوة أولية، على أن يستمر الإنشاء في باقي المدن والمحافظات الأخرى، وهذه الخطوة نابعة من اهتمام القيادة الرياضية بالجماهير وتوفير البيئة الجاذبة التي تفي بجميع متطلباتهم من ترفيه ومطاعم متعددة على اختلاف الأذواق، ومقاهٍ ذات علامات تجارية معروفة، بالإضافة إلى شاشات عملاقة لعرض المباريات، و«سوبر ماركت» ذي طابع خاص بهيئة الرياضة، وتصميم فريد وموحد في جميع المدن السعودية، علاوة على تقديم منتجات حصرية غير متوفرة في الأماكن الأخرى.
وسيكون بمقدور الجماهير الحضور قبل المباريات بساعات وتناول المأكولات والمشروبات قبل المباريات، وحتى بعدها ولا يتطلب منهم الدخول قبل المباراة بوقت طويل لمقاعد الجماهير، كون العملية ستكون أكثر سهولة لمعرفة كل مشجع مقعده الخاص من تذكرة الدخول، وسيكون بمقدور الجماهير الحصول على المنتجات الحصرية لأنديتهم المفضلة من خلال التسوق من متاجر الأندية السعودية المشاركة في الدوري السعودي للمحترفين، وتقدم فيها المتاجر منتجاتها الخاصة والحصرية للجماهير، كما ستضم هذه المجمعات الترفيهية مقاعد في الساحات المزروعة، وجلسات جانبية بجوار المطاعم والمقاهي في الهواء الطلق، كما جذبت الهيئة الرياضية الجماهير بالسحوبات على سيارات في جميع الملاعب بواقع سيارتين في كل مباراة.
الاهتمام الكبير من القيادة الرياضية سينعكس إيجاباً على منافسات كرة القدم، وستزيد هذه الخطوات المتسارعة من قوة وشراسة الدوري السعودي للمحترفين، كما سيجذب وجود الأجهزة الفنية العالمية والنجوم الأجانب والمحليين، الجماهير لمدرجات الملاعب، إلى جانب التسهيلات الأخرى التي سيحظى بها المشجع قبل المباريات وبعدها، من توفر المأكولات والمشروبات والمرافق الضرورية.
ويختلف الكثيرون حول قوة الدوري السعودي الفنية في السنوات الماضية، ولكنهم يتفقون على أنه الدوري العربي الأول من ناحية الحضور الجماهيري والمتابعة على شاشات التلفاز، والأكثر إثارة وندّية بين الدوريات العربية الأخرى، كما يُصنَّف واحداً من أقوى الدوريات على المستوى الآسيوي، وكشف موقع الاتحاد الدولي للتأريخ والإحصاء عن قائمة أقوى دوريات العالم لعام 2017، والتي احتل الدوري الإسباني «الليغا» المرتبة الأولى فيها، بينما جاء الدوري السعودي ضمن أفضل 30 دورياً حول العالم.
واحتل الدوري السعودي المركز 29 عالمياً متفوقاً على الكثير من الدوريات الأوروبية والأميركية، والثاني آسيوياً وبفارق ضئيل عن الدوري الكوري الجنوبي صاحب المركز الأول، حيث حصل الدوري السعودي على 526 نقطة، والكوري الجنوبي على 528.5 نقطة، وجاء الدوري التونسي في مقدمة الدوريات العربية في المرتبة الـ24 على العالم، وحل الدوري السعودي ثانياً، والمصري ثالثاً، وينتظر أن يتقدم الدوري السعودي بعد صدور إحصائيات موسم 2018 للمركز الأول عربياً، حسب المعايير التي يعتمد عليها الاتحاد الدولي في ترتيب الدوريات العالمية.
وكان تركي آل الشيخ رئيس الهيئة العامة للرياضة، قد عقد عدة اجتماعات وورش عمل بحضور خبراء أجانب إيطاليين وبريطانيين لتطوير الدوري وجعله من الأفضل عالمياً، لبلوغ المعايير التي يعتمدها الاتحاد الدولي للتاريخ والإحصاء عند تصنيفه الدوريات في جميع أنحاء العالم عقب نهاية الموسم الرياضي، ويسعى السعوديون من هذا الحراك إلى أن يكون الدوري السعودي من أفضل 7 إلى 10 دوريات على مستوى العالم مع حلول عام 2020.
ويعتمد تصنيف الاتحاد الدولي للتأريخ والإحصاء على اتساع دائرة المنافسة على بطولة الدوري بين الأندية، ونتائج الأندية المحلية في البطولات القارية والحضور الجماهيري في جميع مباريات الدوري، حيث تجاوز الحضور الجماهيري للموسم الرياضي السعودي الأخير حاجز المليون مشجع، وهذا الرقم لم يكن مرضياً، حيث يسعى رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للرياضة والاتحاد السعودي لكرة القدم لكسر حاجز الـ3 ملايين مشجع في الموسم الرياضي الجديد.