تشيلسي يقيل كونتي وساري مرشح لخلافته

أعلن نادي تشيلسي الإنجليزي إقالة مدربه الإيطالي أنطونيو كونتي أمس على أن يكون مواطنه ماوريتسيو ساري المدير الفني السابق لفريق نابولي هو المرشح الأكبر لخلافته.
وبدا مستقبل كونتي الذي فاز بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز في أول مواسمه مع تشيلسي عقب انضمامه للفريق عام 2016، إضافة للقب كأس الاتحاد الإنجليزي في الموسم المنقضي، غامضا في ظل الخلاف مع إدارة النادي الإنجليزي.
وكان كونتي الذي ما زال متبقيا عام واحد على نهاية عقده مع تشيلسي قد بدأ برنامج الأعداد للموسم الجديد الخميس الماضي في ملعب التدريب الخاص بالنادي بضاحية كوبهام بالعاصمة البريطانية لندن.
وبدا مستقبل كونتي مع النادي المملوك لرومان أبراموفيتش غير واضح على مدار أشهر مع فشل النادي الواقع في غرب لندن في التأهل للعب في دوري أبطال أوروبا الموسم الماضي عقب إنهائه موسم 2017-2018 بالمركز الخامس.
وفي الوقت الذي بدأ منافسوه تعزيز صفوفهم استعدادا للموسم المقبل بالدوري الإنجليزي كان تشيلسي يعيش أجواء ضبابية في ظل الغموض المحيط بمستقبل كونتي وحتى مالكه الثري الروسي رومان أبراموفيتش.
وكان الجميع يتحدث عن إقالة كونتي منذ الفوز بلقب مسابقة الكأس على حساب مانشستر يونايتد (1 - صفر)، لكن بعد مرور شهرين على ما اعتبر اللقاء الأخير للمدرب الإيطالي مع الـفريق، كانت إدارة النادي اللندني في حيرة من أمرها بشأن البديل وهل يكون المدرب السابق لباريس سان جيرمان والمنتخب الفرنسي لوران بلان أو الإيطالي الآخر ساري الذي استبدل به كارلو أنشيلوتي في نابولي.
ويعتقد أن التأخير في حسم مستقبل كونتي في «ستامفورد بريدج» ناتج عن الوضع المعقد لمالك النادي أبراموفيتش الذي ينتظر تجديد تأشيرته البريطانية لبدء العمل على تحضير الفريق الذي يملكه منذ 2003.
ولجأ الملياردير الروسي، وهو يهودي، إلى إسرائيل للحصول على جنسيتها بحسب السفير الإسرائيلي في موسكو، لأن جواز الدولة العبرية يتيح له دخول بريطانيا من دون تأشيرة لفترات قصيرة.
وبحسب التقارير الصحافية، انتهت مدة صلاحية التأشيرة البريطانية لأبراموفيتش، وطالت مدة تقديم طلب لتأشيرة جديدة أكثر من المعتاد.
ويأتي ذلك في ظل توتر في العلاقة بين لندن وموسكو، لا سيما على خلفية تسميم عميل روسي مزدوج سابق وابنته في إنجلترا، واتهام لندن لموسكو بالوقوف خلف ذلك، وهو ما تنفيه السلطات الروسية.
وصدرت دعوات في لندن لفرض عقوبات على الأثرياء الروس الذين يتمتعون بمصالح أو يقيمون في العاصمة البريطانية، علما بأنه - وبحسب التقارير الصحافية الإنجليزية - يحق لكل شخص استثمر أكثر من مليوني جنيه إسترليني في بريطانيا، الحصول على تأشيرة دخول لمدة 40 شهرا.
وما يثير القلق بالنسبة لوضع أبراموفيتش في تشيلسي، أن النادي اللندني أعلن الشهر الماضي تعليق مشروع تحديث وزيادة سعة مدرجاته إلى 60 ألف مقعد، مبررا ذلك بـ«مناخ غير مؤات للاستثمار».
ومنذ استحواذ أبراموفيتش، أصبح تشيلسي من أنجح الأندية في إنكلترا، حيث توج بلقب الدوري الممتاز خمس مرات، بدوري أبطال أوروبا للمرة الأولى في تاريخه، وبالدوري الأوروبي «يوروبا ليغ»، وبكأس إنجلترا 5 مرات خلال فترة 15 عاما.
لكن الوضع تغير في إنجلترا، مع انتقال ملكية مانشستر سيتي إلى الشيخ الإماراتي منصور بن زايد آل نهيان في 2008، والعائدات المالية الهائلة التي يحققها مانشستر يونايتد.
ونقص الموارد وعدم التحكم بما ينفق على التشكيلة، وضع كونتي في مواجهة الإدارة أكثر من مرة كونه لم يكن راضيا عن نشاط الفريق في سوقي الانتقالات للموسم الماضي.
وتخفيض التكاليف هو أساس حالة عدم اليقين التي تجتاح تشيلسي في الوقت الحالي، مع تردد الإدارة في دفع مبلغ 9 ملايين جنيه إسترليني (10 ملايين يورو) المتوجب عليها عن العام الأخير في عقد كونتي، من أجل التخلي عن المدرب السابق ليوفنتوس والمنتخب الإيطالي.
والسبب ذاته هو ما عطل التعاقد مع ساري.
وحل كارلو أنشيلوتي المدرب السابق لتشيلسي بديلا لساري في نابولي في مايو (أيار) الماضي سعيا لإنهاء هيمنة يوفنتوس على لقب الدوري. وقاد ساري البالغ من العمر 59 عاما نابولي للمركز الثاني مرتين والمركز الثالث مرة واحدة في ثلاثة مواسم له في دوري الدرجة الأولى الإيطالي.
وسيكون على مدرب تشيلسي الجديد الإسراع في إجراء تعاقداته سريعا ولم شمل الفريق الذي أنهى الموسم المنصرم متخلفا بفارق 30 نقطة عن سيتي، ما يعني أن عليه بذل جهد كبير لتقليص الهوة مع فريق الإسباني جوسيب غوارديولا.
ولن يكون الفريق الوحيد الذي سيحاول هذا الأمر، بل بدأ يونايتد منذ الآن التفكير في الموسم المقبل بضم البرازيلي فريد من شاختار دونييتسك والبرتغالي ديوغو دالوت من بورتو، بينما عزز ليفربول وسطه بضم البرازيلي فابينيو بعدما كان ضامنا لخدمات الغيني نابي كيتا الذي وقع مع ليفربول الصيف الماضي لكنه بقي مع لايبزيغ الألماني حتى نهاية الموسم.
من جهته، سينتقل الجار اللندني توتنهام إلى ملعبه الجديد الذي يتسع لـ62 ألف متفرج، وضمن الاستمرارية بتجديد عقد مدربه الأرجنتيني ماوريسيو بوكيتينو لخمسة أعوام إضافية، وحتى أن آرسنال بدأ العمل من خلال تعيين المدرب الإسباني أوناي إيمري خلفا لمدربه التاريخي الفرنسي أرسين فينغر.