أومتيتي يقضي على حلم بلجيكا ويقود فرنسا إلى نهائي المونديال

تأهل منتخب فرنسا إلى المباراة النهائية لمونديال روسيا لكرة القدم بانتصاره الثمين على نظيره البلجيكي 1 - صفر أمس على ملعب سان بطرسبرغ أرينا.
ويدين المنتخب الفرنسي بالفضل في هذا الفوز لصامويل أومتيتي مدافع برشلونة الإسباني الذي سجل هدف المباراة الوحيد في الدقيقة 51.
ويلتقي منتخب فرنسا في النهائي يوم الأحد المقبل مع الفائز من المباراة الأخرى في المربع الذهبي والتي تجمع اليوم بين إنجلترا وكرواتيا.
وخرجت المباراة مثيرة في أحداثها، وسنحت للفريقين العديد من الفرص الخطيرة التي تألق حارسا المنتخبين في التصدي لها. وجاء هدف اللقاء الوحيد إثر ركلة ركنية نفذها أنطوان غريزمان وارتقى لها أومتيتي عالياً ليقابلها بالرأس في مرمى الحارس تيبو كورتوا.
وفي ظهورها الثاني بالدور قبل النهائي بعد 1986 ضغطت بلجيكا على فرنسا واقتربت من التعادل عبر رأسية مروان فيلايني في الدقيقة 65، لكنها أخفقت في مسعاها رغم أنها سجلت 14 هدفاً في المباريات الخمس السابقة في البطولة.
وشهدت المباراة حضور فيليب ملك بلجيكا، والملكة ماتيلدا، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.
كما شهدت مواجهة الأسطورة الفرنسي تييري هنري الذي سبق وتوج مع بلاده بلقب 1998 مواجهة منتخب فرنسا لعمله في الجهاز الفني لمنتخب بلجيكا.
والتقى الفريقان 73 مرة من قبل، حيث فازت بلجيكا 30 مرة، مقابل 24 انتصاراً لفرنسا وتعادلا 19 مرة.
لكن مباراة الأمس هي الأولى الرسمية بينهما منذ مونديال 1986، عندما فازت فرنسا 4 - 2 في مباراة تحديد المركز الثالث.
ويبحث منتخب إنجلترا عن بلوغ نهائي كأس العالم لكرة القدم للمرة الثانية في تاريخه بعد 1966، عندما يواجه كرواتيا، مفاجأة مونديال روسيا 2018، اليوم في نصف النهائي بملعب «لوجنيكي» بالعاصمة موسكو.
أحدثت مشاركة إنجلترا في المونديال الروسي حالة جماهيرية صاخبة في البلاد وحصدت مبارياتها نسب مشاهدة قياسية، فيما استحوذ المدرب غاريث ساوثغيت وتشكيلته الشابة على قلوب مشجعي منتخب «الأسود الثلاثة».
وفي تناقض مع الأجواء الاحتفالية في لندن وباقي المدن الإنجليزية، أمضى المهاجم هاري كين ورفاقه أياما هادئة في منتجع ريبينو البحري الذي يبعد 45 كلم شمال - غرب سان بطرسبرغ، قبل التوجه إلى موسكو التي يستقبل ملعبها المهيب لوجنيكي ثاني مباراتي نصف النهائي بعد مواجهة فرنسا وبلجيكا.
وقال لاعب وسط إنجلترا الهجومي ديلي آلي الذي سجل هدف الاطمئنان في مرمى السويد (2 - صفر) في ربع النهائي: «أنت هنا في فقاعتك الصغيرة، تتدرب وتعود، تستعد للمباراة المقبلة. تدرك حجم الأمور فقط عندما تتابع وسائل التواصل الاجتماعي والإنترنت».
وتابع: «ندرك أننا نشارك في كأس العالم وبلغنا نصف النهائي. نركز كثيرا على المباريات لدرجة أننا ننسى ما حققناه حتى الآن، من الهام أن نبقى كذلك، نستمر ونأمل في تحقيق المزيد من خلال بلوغ النهائي والتتويج».
لكن خلافا لمواجهة السويد التي قدمت أداء دفاعيا صلبا خلال البطولة، يتوقع أن تكون مواجهة كرواتيا، وهي الأولى بينهما في كأس العالم، أصعب مع ترسانة نجوم يتقدمها لاعب وسط ريال مدريد الإسباني لوكا مودريتش.
كانت كرواتيا أحد ثلاثة منتخبات حققت علامة كاملة في دور المجموعات، من بينها انتصار ساحق على أرجنتين ليونيل ميسي 3 - صفر. لكن لاعبي المدرب زلاتكو داليتش احتاجوا إلى ركلات الترجيح مرتين في دور الـ16 أمام الدنمارك وربع النهائي ضد روسيا المضيفة، لبلوغ المربع الأخير للمرة الثانية منذ 1998 عندما حلوا في المركز الثالث في أول مشاركة لهم بعد تفكك يوغوسلافيا.
وقال داليتش المدير الفني للمنتخب الكرواتي: «في الأيام الستة الماضية، بذلنا الكثير من الطاقة. خضنا مباراتين، بإجمالي 240 دقيقة، وبالطبع ربما يمثل ذلك مشكلة بالنسبة لنا».
وأضاف: «سنفعل كل شيء من أجل التعافي، وأنا واثق من أننا سنستعيد الطاقة لمواجهة إنجلترا».
من جانبه، قال المهاجم الكرواتي ماريو ماندزوكيتش إنه لا يتوقع تأثر منتخب بلاده بالإجهاد في مباراة اليوم، وقال: «إننا انتظرنا لأعوام عديدة حتى حققنا ذلك لكرواتيا. المنافسة صعبة للغاية لكننا سنبذل آخر نقطة عرق لدينا على الملعب من أجل تحقيق هدفنا».
ويقود المنتخب الكرواتي نجم وسطه المخضرم مودريتش، 32 عاما، الذي سيعزز حظوظ نيله الكرة الذهبية لأفضل لاعب في العالم حال بلوغه النهائي، وذلك لتتويجه مع ريال مدريد بلقب دوري أبطال أوروبا في مايو (أيار) الماضي.
وسجل مودريتش هدفين في المونديال الروسي، بينهما تسديدة رائعة في مرمى الأرجنتين (3 - صفر) في دور المجموعات، ومرتين في ركلات الترجيح ضد الدنمارك في ثمن النهائي وروسيا في ربع النهائي.
وكانت برودة الأعصاب التي أظهرها صانع ألعاب النادي الملكي في ثمن النهائي ضد الدنمارك مثيرة للإعجاب، لا سيما أن الركلة الترجيحية التي سددها وسجلها في مرمى الحارس الدنماركي كاسبر شمايكل، أتت بعد وقت قصير من إضاعته في الدقائق الأخيرة للشوط الثاني الإضافي، ركلة جزاء كانت كفيلة على الأرجح بحسم نتيجة المباراة لصالح فريقه.
وبعدما ساهم في تتويج ريال مدريد بلقب دوري أبطال أوروبا للمرة الرابعة في المواسم الخمسة الأخيرة بفوزه على ليفربول الإنجليزي في كييف في مايو الماضي، سيكون مودريتش أبرز مرشح لنيل جائزة الكرة الذهبية لأفضل لاعب في العالم، في حال تمكن من قيادة كرواتيا نحو المجد والتتويج بلقب كأس العالم للمرة الأولى في تاريخها.
ويقول المهاجم ماريو ماندزوكيتش الذي تزامل ومودريتش في دينامو زغرب قبل انتقال لاعب الوسط إلى توتنهام هوتسبر الإنجليزي ومنه إلى ريال: «لقد عرفت لوكا منذ أعوام عدة، ليس فقط مع المنتخب الوطني».
وأضاف: «يستحق كل التنويه الذي يناله من وسائل الإعلام والمشجعين. لقد عمل جاهدا جدا للوصول إلى هذه النقطة، هو قائدنا، زعيمنا، نحن نتبعه، وإذا نجح الفريق في تحقيق نتيجة رائعة وحصل هو على الكرة الذهبية، سيكون مستحقا لها، وأنا أريدها له».
بالنسبة لبلد مثل كرواتيا يبلغ عدد سكانه أكثر بقليل من أربعة ملايين نسمة، الوجود في الدور نصف النهائي لنهائيات كأس العالم هو إنجاز رائع. وكان ثمة احتمال ضئيل ببلوغهم هذه المرحلة لولا مودريتش، اللاعب القصير القامة ذو الوجه الطفولي، والذي اضطر حين كان فتى للفرار من قريته بعدما قتل جده على يد القوات الصربية في حرب الاستقلال. لكن مودريتش هو في الوقت نفسه اللاعب الذي تضررت سمعته في بلاده قبل كأس العالم بسبب الشبهات التي حامت حوله بعد اتهامه من قبل القضاء بالإدلاء بشهادة زور في إطار فضيحة فساد تهز كرة القدم الكرواتية وتتعلق بالمدير التنفيذي السابق لنادي دينامو زغرب زدرافكو ماميتش الذي حكم عليه بالسجن لستة أعوام ونصف عام بسبب الفساد والتهرب الضريبي والغش في انتقالات اللاعبين حين كان في منصبه بين 2003 و2016.
على رغم مشاكله خارج الملعب، كان مودريتش قائدا رائعا على المستطيل الأخضر وتضع بلاده آمالا كبيرة عليه اليوم، حيث بات على بعد انتصارين فقط من الدخول إلى قائمة العظماء في الكرة العالمية.
وقال مودريتش: «نتوقع مباراة صعبة وندية للغاية وذات متطلبات عالية أمام المنتخب الإنجليزي. هكذا كانت كل مباراة في كأس العالم الحالية».
ورغم مفاجأة إنجلترا التي لم يكن بلوغها نصف النهائي متوقعا حتى من قبل الصحافة المحلية، يرى ديلي آلي أن فريقه قادر على قطع مسافة أطول في النهائيات الأولى التي تقام في شرق القارة الأوروبية، وقال: «تعين علينا أن نثق وندرك موهبة تشكيلتنا... عندما تملك أساسات صلبة وصورة واضحة لما تريد تحقيقه، ليس مفاجئا أن تسير الأمور بشكل جيد معنا».
وتعول إنجلترا التي فضلت خوض مواجهة بلجيكا الأخيرة في الدور الأول بتشكيلة احتياطية ما مكنها من الحصول على قرعة سهلة في الأدوار الإقصائية، على نجم توتنهام هاري كين الذي يتصدر ترتيب هدافي البطولة بستة أهداف بينها ثلاث ركلات جزاء.
وقال المدافع الأيسر وأكبر لاعبي إنجلترا سنا، آشلي يانغ، 31 عاما، إنه وزملاءه دائما ما كان هدفهم الوصول للنهائي رغم أن الكثيرين لم يتوقعوا ذلك بل اندهشوا بالعروض التي قدمها المنتخب.
وأضاف: «لقد كتبنا قصتنا بأيدينا. لم يكن لدينا أيضا لاعب في الفريق لا يثق في قدرتنا على تحقيق ذلك».
وكانت الأجواء مرحة في تدريب إنجلترا الأخير، حيث تبادل اللاعبون قذف دمية مطاطية على شكل دجاجة، بهدف تخفيف الضغوط قبل المواجهة المرتقبة بنصف النهائي.
ولا ينوي ساوثغيت مدرب إنجلترا إدخال تغييرات على تشكيلة فريقه أمام كرواتيا، وأكد أنه يريد «تكرار نفس الأداء الذي قدمناه في المباريات السابقة». وقال ساوثغيت: «حتى نواصل ما نفعله نريد أن نلعب بانضباط دفاعي وتنظيم جيد ووعي خططي، ورغبة بنفس الطريقة التي أظهرناها من قبل».
وحول قوة لاعبي خط وسط كرواتيا وهل هناك طريقة لإيقافهم قال: «يملك المنافس قوة هائلة في الوسط بكل تأكيد. سنحاول حرمانه من المساحات والتأكد أننا ننتشر بشكل صحيح في المساحات ومعرفة اللحظات الصحيحة لفرض الضغط. تشكيلتنا لا تحتاج لتغيير والكل يعرف مهامه».
وهناك جدل حول مستوى رحيم سترلينغ مع إنجلترا في ظل إخفاق لاعب مانشستر سيتي في تسجيل أي هدف مع بلاده منذ أكتوبر (تشرين الأول) 2015، وإهداره لكم كبير من الفرص في المونديال الحالي، لكن ساوثغيت يرى أن اللاعب من العناصر الأساسية في أسلوب الفريق، وقال: «لعبنا بسبب تحركاته والمراكز التي يشغلها وضغطه على الكرة ومقدار عمله للفريق والحصول على الركلات الثابتة والركلات الركنية وسرعته».
وأضاف: «لقد كان يشكل خطورة كبيرة أمام السويد. بكل تأكيد هو لم يسجل الأهداف التي كان يرغب في تسجيلها لكن بالنسبة لي وللاعبين فهو جزء أساسي من أسلوب لعبنا».
وكانت إنجلترا، مهد لعبة كرة القدم، أحرزت لقبا وحيدا في البطولة العالمية على أرضها في 1966 على حساب ألمانيا الغربية في نهائي مثير انتهى بعد وقت إضافي (4 - 2)، وبلغت نصف النهائي مرة ثانية في 1990 عندما خسرت أمام ألمانيا بالذات بركلات الترجيح. وقد فكت عقدتها مع ركلات «الحظ» في المونديال الحالي بتخطي كولومبيا في الدور الثاني.
أما كرواتيا، فيأمل جيلها الحالي بالسير على خطى جيل 1998 الذي ضم العمالقة دافور شوكر وزفونيمير بوبان وروبرت بروزيسكي، الذي تقدم على فرنسا المضيفة في نصف نهائي 1998 بهدف لنجمه رئيس الاتحاد المحلي حاليا شوكر قبل أن ينقذ صاحب الأرض مدافعه ليليان تورام بتسجيله هدفيه الوحيدين مع فرنسا في 142 مباراة دولية.