واشنطن تطالب باكستان باتخاذ إجراءات ضد {طالبان} و«لشكر طيبة»

طالبت الولايات المتحدة الحكومة والجيش الباكستانيين مجددا بضرورة تضييق الخناق على عناصر جماعة طالبان الأفغانية «المقيمين على الأراضي الباكستانية» وعلى غيرها من الجماعات المسلحة التي تقوم بعمليات إرهابية عبر الحدود بين البلدين. وفي المحادثات التي جرت مع المسؤولين الباكستانيين، طالب مسؤولو الإدارة الأميركية باتخاذ إجراءات فعالة ضد تلك الجماعات المسلحة. كذلك تناولت المباحثات التي جرت بين القادة الباكستانيين وأليس ويلز، نائبة مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون جنوب ووسط آسيا التي تقوم بزيارة إلى باكستان حاليا، تورط جماعات باكستانية مثل «لشكر طيبة» والجماعات التابعة لها في اعتداءات مومباي الأخيرة. والتقى المسؤولون الأميركيون مع القائم بأعمال وزير المالية الباكستاني، شامشاد أختر الذي أطلع المسؤولين الأميركيين على خطة الحكومة الباكستانية الهادفة إلى شل قدرات جماعة «لشكر طيبة» والتنظيمات التابعة لها لمنعها من مواصلة نشاطات التمويل داخل الأراضي الباكستانية. وذكر بيان صادر عن السفارة الأميركية في باكستان أن «السفيرة ويلز ناقشت مع المسؤولين الباكستانيين تعهد بلادهم بالقضاء على كافة التنظيمات الإرهابية المتواجدة على أراضيها»، في إشارة إلى عناصر تنظيم «طالبان» التي يعتقد في وجودها على الأراضي الباكستانية، وإلى جماعة «لشكر طيبة» أيضا. ويعتقد أن الولايات المتحدة تركز خططها في الوقت الحالي بالدرجة الأولى على الجماعات المتورطة في الاعتداءات التي تجري على الحدود الأفغانية وعلى الهجمات الحدودية التي تجري داخل الحدود الهندية.
ويعني ذلك أن الولايات المتحدة تستهدف فلول جماعة «طالبان» الأفغانية الذين ما زالوا يقيمون على الأراضي الباكستانية وفي إقليم البنجاب، وهو ما ظهرت نتائجه في العملية التي أدت إلى مقتل الملا فضل الله، زعيم «طالبان» الباكستانية الذي يعد المطلوب الأول على قوائم الإرهاب.
غير أن الحكومة الباكستانية تشعر بحرج من القيام بعمليات عسكرية على «طالبان» وجماعات مثل «لشكر طيبة»، وذلك لسببين: الأول هو علاقاتها الوطيدة مع حافظ سعيد والجماعات الموالية له. ويعود السبب في تنامي العلاقة القوية بين حافظ سعيد والحكومة المركزية في باكستان إلى أن سعيد كان أحد القائمين على إدارة برنامج مكافحة التطرف في إقليم «البنجاب» وأنه كثيرا ما أكد على أن قتال دولة مسلمة حرام. وكشف مصدر رسمي أن «برنامج مكافحة التطرف» الذي أداره حافظ سعيد نجح في إقناع ما بين 1600 - 1800 مسلح بالعدول عن الفكر المتطرف، وأنه كان يتوجه بنفسه إلى تلك البرامج ليبين للمسلحين أن قتال دولة مسلمة حرام شرعا. والسبب الثاني هو التعاون الوثيق الذي نشأ بين الدولة الباكستانية من ناحية وقادة «جماعة الدعوة» و«لشكر طيبة» عندما طلبت وكالات الاستخبارات عام 2014 مساعدة كوادر الجماعتين في تحديد أماكن خلايا تنظيم داعش في إقليم البنجاب وتدميرها.
وأفاد الخبراء بأنه بعد وصول تنظيم داعش إلى تلك المنطقة عام 2014. عمل قادته على التقرب من الجماعات الأصولية في باكستان، التي تعتبر «جماعة الدعوة» أهمها، ونجحت بالفعل في تجنيد بعض أفرادها. وفي هذا السياق، صرح مسؤول باكستاني قائلا: «أستطيع أن أؤكد أن جميع نشطاء «داعش» الذين ألقي القبض عليهم كانوا أعضاء سابقين في جماعة «الدعوة» وأن الأجهزة الأمنية تمكنت من اعتقالهم بمساعدة وإرشاد من قادتهم السابقين في تلك الجماعة». ولذلك أوضحت باكستان للإدارة الأميركية موقفها بأن قدرتها على إقناع طالبان بالجلوس على طاولة المفاوضات ستكون مقيدة حال شنت الولايات المتحدة عمليات عسكرية شاملة على «طالبان» داخل الأراضي الأفغانية.