«سعوديات أرامكو» يتأهبن لتخطي «السور»

لم تعد الميزة التي وفرتها «أرامكو السعودية» على مدى سنوات طويلة لموظفاتها وزوجات موظفيها بقيادة السيارات في الحي السكني التابع للشركة بالظهران ذات أهمية بعد اليوم، فالقيادة باتت متاحة لجميع النساء الحاصلات على شهادات من الجهات المختصة في البلاد.
ومع سريان قرار السماح للمرأة بقيادة السيارة في السعودية اليوم، تبدو النساء في «حي أرامكو» متحمسات لخوض التجربة في عالم الشوارع العامة بعد فترة طويلة من قيادة سياراتهن داخل أسوار «أرامكو».
نوف السرحاني، تعمل في مركز سياقة المركبات التابع لـ«أرامكو السعودية»، وتقود سيارتها منذ 10 سنوات بعد أن حصلت على رخصة القيادة من أميركا أثناء دراستها هناك، ورغم أنها تقود السيارة حالياً داخل المنطقة السكنية لـ«أرامكو»، فإنها أكدت لـ«الشرق الأوسط» وجود بعض الرهبة والتخوف من القيادة العامة: «من خاف سلم، لكن ما دمنا نطبق النظام فسنجبر الآخرين على تطبيقه مثلنا».
وأشارت السرحاني إلى أن الوسط النسائي في «أرامكو» على كفاءة عالية لخوض هذه التجربة دون عثرات تُذكَر. وقالت: «في المركز وجدت أن نحو 75 في المائة من الفتيات نجحن في اجتياز الاختبار (مدته 40 دقيقة) من المرة الأولى».
وتقود معظم النساء في «أرامكو» سياراتهن داخل الحي السكني التابع للشركة دون رخص قيادة أو برخص منتهية، إذ أوضحت السرحاني أن نحو 20 في المائة فقط من الفتيات المتقدمات لمركز سياقة المركبات لأرامكو هن من حاملات رخص القيادة.
وعن آراء سعوديات «أرامكو» اللاتي اعتدن قيادة السيارة، ذكرت السرحاني أنهن متحمسات لأنهن سيقدن سيارتهن في الشوارع العامة فعدد كبير جداً من الفتيات كن ينتظرن تلك اللحظة، مشيرةً إلى أن المساحة الجغرافية الضيقة التي كانت سيدات «أرامكو» يتنقلن بها بمركباتهن كثيراً أشعرتهن بالقيود.
وتشاركها الرأي زينب آل ضاحي مدربة قيادة السيارة في مركز سياقة المركبات التي قالت: «أقود سيارتي داخل (أرامكو) منذ 6 سنوات تقريباً، لكوني حصلتُ على رخصة سياقة السيارة من البحرين»، مشيرة إلى أن سعوديات «أرامكو» متحمسات جداً وسعيدات بإتاحة الحرية لهن بالقيادة في نطاق أوسع، مضيفة: «أتوقع بعض الرهبة في البداية، ثم تنتهي، وتكون الأمور طبيعية كما هو حاصل داخل مجتمع (أرامكو) الآن».
وتعلِّق كثير من السعوديات العاملات في شركة «أرامكو» آمالاً عريضة على بدء قيادة المرأة للسيارة في شوارع البلاد كافة، متسلحات بخبرتهن الجيدة في هذا الشأن ومبادئ السلامة المرورية التي تشربنها من «أرامكو» على مدى السنوات الطويلة الماضية، الأمر الذي يجعلهن أكثر تمرساً في بدايات مرحلة قيادة المرأة للسيارة، على اعتبار أنهن من السبّاقات في ذلك.