معرض الثقافة السعودية في موسكو مع انطلاق المونديال

انطلقت في روسيا، أمس، فعاليات المعرض الثقافي السعودي، وذلك في مبنى «متحف موسكو»، وسط العاصمة الروسية، بحضور حشد كبير من الدبلوماسيين العرب والإعلاميين، وفي مقدمتهم الدكتور أحمد بن فهد المزيد، المدير التنفيذي للهيئة الثقافية في المملكة العربية السعودية، وسفير المملكة في موسكو الدكتور رائد بن خالد قرملي.
وانطلقت أعمال المعرض، الذي نظمته الهيئة العامة للثقافة عشية انطلاق مونديال «روسيا - 2018»، والمباراة الأولى بين منتخبي المملكة العربية السعودية وروسيا الاتحادية.
وتسعى الهيئة من خلال هذا المعرض إلى تسليط الضوء على مختلف جوانب الحياة الثقافية في المملكة للجمهور الروسي والضيوف الأجانب الذين وصلوا إلى روسيا من مختلف دول العالم لمتابعة «المونديال». ويأتي تنظيم الهيئة لهذه الفعالية انسجاماً مع دورها المتمثل في تقديم فهم أعمق للمملكة العربية السعودية من خلال المجالات الثقافية والفنية، والمساهمة بشكل فاعل في مد جسور التواصل الثقافي المشترك العالمي.
ويستمر معرض الثقافة السعودية، الذي افتتح يوم أمس ثلاثة أيام، حتى 16 يونيو (حزيران) الحالي. ويأتي بما في ذلك في سياق الخطوات المتبادلة بين البلدين، والرامية إلى تعزيز أواصر الصداقة والتعاون. وفي هذا السياق ركز المعرض على العلاقات الثنائية، لا سيما الزيارة التاريخية التي أجراها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز إلى روسيا الاتحادية، خريف العام الماضي، ووضع الجانبان خلالها أسس التعاون والعمل المشترك في شتى المجالات.
ويوثق معرض الثقافة السعودية في موسكو بالصور تلك الزيارة وأهميتها التاريخية.
ويشتمل المعرض على مجموعة من الأنشطة والفعاليات التي تسلط الضوء على عدد من الأنماط الثقافية والفنية الكلاسيكية التقليدية والعصرية، كما يشتمل برنامج المعرض على عروض موسيقية، ورقص شعبي، فضلاً عن عروض سينمائية من إبداعات مخرجين سعوديين من جيل الشباب. ويوفر المعرض للزوار فرصة مميزة للاطلاع عن كثب على الإرث الثقافي في المملكة العربية السعودية، والأزياء التقليدية، وأصول الكرم العربي والكثير غيره.
ويمكن القول إن المعرض يقدم نظرة مستقبلية واعدة للمجالات الثقافية والفنية المتنوعة في المملكة، بما يتماشى مع أهداف «رؤية المملكة 2030» التي تسعى إلى تعزيز ودعم مكونات المجتمع المبدع.
وحسب تعبير الدكتور أحمد بن فهد المزيد، المدير التنفيذي للهيئة الثقافية، فإن «(معرض الثقافة والفنون السعودية في متحف موسكو) عبارة عن فرصة للغوص في التاريخ العميق والمشرق للملكة العربية السعودية، التاريخ الذي يمتد أكثر من ألف عام، ويتميز بإرث غني، وحاضر مشرق».
وأضاف الدكتور المزيد في حديث لـ«الشرق الأوسط» إن «الهدف من المعرض تعريف سكان موسكو على الإرث الثقافي الغني للعربية السعودية، وإتاحة فرصة لتقدير المواهب المحلية». لافتاً إلى أن «أبناء موسكو وضيوفها الذين وصلوا لمتابعة المونديال، سيتمكنون من رؤية الأعمال الفنية السعودية التقليدية والعصرية، والاستماع إلى الموسيقى القومية، والتعرف على الأزياء والرقصات التقليدية».
ونظراً لأهمية فن الخط العربي في السعودية، والمكانة الرائد التي تشغلها المملكة في هذا المجال، تم تخصيص قسم مستقل في المعرض لهذا النوع من الفن، الذي يبقى حتى اليوم جزءاً مهماً من الحياة الثقافية - الفنية والأدبية فيها. وهناك قسم آخر لنوع آخر من الفنون الشعبية، تتميز فيه المملكة، هو الرسم على الجسم بـ«الحنَّة»، التقليد الذي تمتد جذوره في عمق التاريخ، وما زال جزءاً من الحياة في المملكة حتى يومنا هذا.
وكما وعد المنظمون، فإن صفحات التاريخ المشرق لن تكون وحدها بانتظار زوار معرض الثقافة السعودية في متحف موسكو، بل وسيكون هناك الوجه العصري للفنون في المملكة، ممثلاً بكثير من الأعمال الثقافية وفي أكثر من مجال، كما سيتم عرض بعض الأفلام السينمائية القصيرة، التي أخرجها وأنتجها مبدعون من السعودية، بما في ذلك أفلام شاركت في فئة «الأفلام القصيرة» في مهرجان «كان» السينمائي. وتكتمل روعة التاريخ والحاضر الثقافيين للمملكة في الزاوية التي تم تخصيصها في المعرض للتعرف على التقاليد الدقيقة لإعداد القهوة العربية الأصيلة، وتذوقها بالطبع.